|
ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تعريف سلوك الجادة أ. د. سعيد بن صالح الرقيب لغة: جادة الطريق: مسلكه وما وضح منه [1]. لا يوجد في كتب علوم الحديث تعريف محدد لسلوك الجادة، وعرفها أحد المعاصرين بقوله: "رواية الراوي لحديث بسند مشهور، مخالفاً فيه من هو مثله، أو أقوى منه صفة أو عدداً [2]. فلأن كثيراً من الأحاديث تروى من طرق مشهورة كمالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنه، ومالك يروي أحاديث لابن عمر رضي الله عنه من غير هذا الطريق، فقد يروي أحد الرواة حديثاً لابن عمر من طريق مالك فيكون الطريق عن نافع أسرع إلى ذهن الراوي، وأسبق على لسانه لكثرة الأحاديث الواردة عن مالك بتلك الطريق. قال الإمام أحمد: "أهل المدينة إذا كان الحديث غلطاً يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما" [3]. وقال ابن رجب: "إن كان المنفرد عن الحفاظ مع سوء حفظه قد سلك الطريق المشهور، والحفاظ يخالفونه؛ فإنه لا يكاد يرتاب في وهمه وخطئه؛ لأن الطريق المشهور تسبق إليه الألسنة والأوهام كثيراً، فيسلكه من لا يحفظ". ثم ذكر مثالاً لذلك رواه حماد بن سلمة عن حبيب بن أبي سبيعة الضبعي عن الحارث أن رجلاً قال: "يا رسول الله إني أحب فلاناً. الحديث. وحماد بن سلمة، هو أحفظ أصحاب ثابت، وأثبتهم في حديثه، وخالفه من لم يكن في حفظه بذاك من الشيوخ الرواة عن ثابت كمبارك بن فضالة، وحسين بن واقد، فرووه عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو حاتم: "مبارك لزم الطريق" [4]، يعني أن رواية ثابت عن أنس سلسلة معروفة مشهورة تسبق إليها الألسنة والأوهام، فيسلكها من قلّ حفظه، وأبو حاتم كثيراً ما يعلل الأحاديث يمثل هذا، وكذلك غيره من الأئمة [5]. قال ابن عدي عن حديث رواه عبد الله بن أبي بكر المقدمي عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس: كذا قال المقدمي عن حماد بن زيد عن ثابت عن أنس وهذا الطريق كان أسهل عليه، لأن ثابتاً أبداً يروي عن أنس، وإنما روى ثابت هذا الحديث عن عبد الله بن رباح عن ابي قتادة" [6]. قال المعلمي: "الخطأ في الأسانيد أغلب ما يقع بسلوك الجادة فهشام بن عروة غالب روايته عن أبيه عن عائشة، وقد يروي عن وهب بن كيسان، عن عبيد بن عمير، فقد يسمع رجل من هشام خبراً بالسند الثاني، ثم يمضي على السامع زمان فيشتبه عليه فيتوهم أنه سمع ذام الخبر من هشام بالسند الأول على ما هو الغالب المألوف، ولذلك تجد أئمة الحديث إذا وجدوا راويين اختلفا بأن رويا عن هشام خبراً واحداً جعله أحدهما عن هشام، عن وهب عن عبيد، وجعله الآخر عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، فالغالب أن يقدموا الأول ويخطئوا الثاني، هذا مثال ومن راجع كتب علل الحديث وجد من هذا ما لا يحصى"[7]. [1] لسان العرب 3 / 110، مادة (( جدد )). [2] إعلال الحديث بسلوك الجادة، د. خالد الدريس ص 3. [3] شرح علل الترمذي 2 / 502. [4] علل الحديث 1 / 107. [5] شرح علل الترمذي 2 / 725 - 726. [6] الكامل 4 / 259. [7] التنكيل 2 / 67.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |