|
|||||||
| ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
|
رسالة إلى الآباء أمير بن محمد المدري الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: أيها الآباء الكرام أكتب إليكم هذه الرسالة انطلاقاً من قوله - تعالى-: ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر: 3]، ومن قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الدين النصيحة )). إن نعم الله - عز وجل- لا تحصى، وعطاياه لا تعد، ومن تلك النعم العظيمة وأجلّها نعمة الأبناء، قال الله - تعالى-: ( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الكهف: 46]، ولا يَعرفُ عِظَم هذه النعمة إلا من حُرم منها، فتراه ينفق ماله ووقته في سبيل البحث عن علاج لما أصابه، وهذه النعمة العظيمة هي أمانة ومسئولية يُسأل عنها الوالدان يوم القيامة، وزينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها إلا بالدين وحُسن الخلق، وإلا كانت وبالاً على الوالدين في الدنيا والآخرة. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته: فالإمام راعٍ وهو مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته ))[متفق عليه] ويقول النبي-صلى الله عليه وسلم-: ((كفى بالمرء إثماً أن يُضيع من يعول))[أبو داود والنسائي والحاكم]. وهذه الرعية أمانة حذر الله - عز وجل- من إضاعتها والتفريط في القيام بحقها، قال - تعالى -: ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) [الأحزاب: 72]، وقال - تعالى-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )[التحريم: 6]. يقول ابن القيم - رحمه الله -: " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سُدَى، فقد أساء غاية الإساءة؛ وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسُننه، فأضاعوهم صغاراً، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً ". من لم يتعب في تربية أبنائه وهم صغار سوف يتعب معهم إذا كبروا وانحرفوا، ومن زرع في البداية خيراً سوف يحصد خيرا في النهاية. ![]() قصة وعبرة " رُوِيَ أن قاضيًا حَكَمَ على سارق بقطْعِ يدِهِ، فما أنْ لَفَظَ القاضي بالحُكْمِ حتى اهتَزَّتْ جَنَبَاتُ المَحْكَمَةِ بِصَوْتٍ يُجَلْجِلُ: اقْطَعُوا لِسانَ أُمِّي قَبْلَ أَنْ تقْطَعوا يَدِي، فلقد سَرَقْتُ في طفولتي بيضةً من جيراننا، فلم تؤنبني، وإنما هشّتْ لي وبشَّتْ، مستحسنةً ما فعلتُ، إنني لولا لسانُ أمِّي الذي هَلَّلَ للجريمة في صغري لما كنتُ اليوم سارقًا تقطعُ يدُهُ"، وهذا حالنا اليومَ مع أولادنا، نسكتُ عن خطيئاتهم الصغيرة، بل نضحك لهم ونشجعهم على الإساءاتِ. " جاء رجل إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يشكو إليه عقوق ولده، فأمر عمر بإحضار الولد، وأنّبَ عمر الولد لعقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟! قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب ـ أي: القرآن ـ، قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك؛ أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلاً، ولم يعلمني من الكتاب حرفاً واحدا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته من قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه من قبل أن يسيء إليك". ![]() كيف نحصل على الذرية الصالحة المؤمنة البارّة؟ 1- العناية باختيار الزوجة الصالحة فالبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكداً، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات، والمرأة تنكح لأربع لجمالها ولحسبها ولنسبها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك، فالزوجة هي أم الأولاد، وسينشأون على أخلاقها وطباعها، وقال أبو الأسود الدؤلي لبنيه: " قد أحسنت إليكم صغارًا وكبارًا، وقبل أن تولدوا، قالوا: وكيف أحسنت إلينا قبل أن نولد؟ قال: اخترت لكم من الأمهات مَنْ لا تُسَبُّون بها". كما أنه يشرع للزوج عند إتيانه لزوجته أن يدعو فيقول: " بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، فإذا رُزق مولودًا استُحبّ له أن يؤذِّن في أُذُنِه اليمنى ويُقيم في أُذُنِه اليسرى، كما وردت بذلك الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. ليكون أول ما يسمع المولود كلمات الأذان، كلمات التوحيد. ويختار الأب لولده الاسم الحسن، فقد أمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بتحسين الأسماء، لأننا بها ننادى يوم القيامة. ![]() 2-المال الحلال أيها الأب الكريم: عليك بالمال الحلال وتجنب الشبه، ولا تقع في الحرام، فإنه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((كل جسم نبت من سحت فالنار أولى به)) ولا يظن الأب أو الأم أن الحرام في الربا والسرقة والرشوة فحسب، بل حتى في إضاعة وقت العمل وإدخال مال حرام دون مقابل. وكذلك أكل أموال الناس بالباطل وهضم حقوقهم، فاحذر أخي المسلم أن يدخل جوفك وجوف ذريتك مالٌ حرام. وتحرَّ الحلال ولو كان قليلا فإن فيه بركه عظيمة. ![]() 3-أكثر من الدعاء لأولادك: أيها الأب الكريم: عليك أن تقول كما قال الأخيار، وصفوة الأبرار: ( رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)[الفرقان: 74]. ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء )[آل عمران: 38]. الجأ إلى فاطر الأرض والسموات، وادعُه آناء الليل وأطراف النهار أن يصلحَ لك عقِبك، وأن يعيذهم من مكائد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظهم بالإسلام، ويرزقهم الثباتَ والاستقامة عليه، فتلك قرة أعين المؤمنين، وإياك والدعاء عليهم فقد تصادف ساعة إجابة. ![]() 4-معرفة الله وخشيته: أعظم ما يُربى عليه الولد ويؤدّب معرفة الله والإيمان به، فالتربية الإيمانية هي أساس كل خير، مجتمعنا مفتقر إلى الأمناء الذين يخشون الله - تعالى -ويطيعونه في السر والعلن. أيها الأب الكريم: علّم أولادك رقابة الله وخشية الله الذي يعلم السر وأخفى. علّم ولدك أن يقول صباح مساء: الله معي، الله يراني، الله مطلع علي، الله سوف يحاسبني. وهذا رسولنا الكريم يربي ابن عمه على الصلة بالله - عز وجل -، حيث يقول لابن عباس - رضي الله عنه -: ((يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، إذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفّت الصحف)). ![]() 5- القدوة أيها الآباء: القدوة الحسنة من ضروريات التربية، فكيف يحرص ابنك على الصلاة وهو يراك تضيَّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته ملازمة لسماعها! ثم في صلاحك حفظ لهم في حياتك وبعد مماتك. وتأمل في قول الله - تعالى -: ( وكان أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ) [الكهف: 82] فصلاح الأب هذا عمَّ أبناءه بعد موته بسنوات. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره. أيها الأب الكريم: إنَّ أولادك مرآةٌ يعكسون أخلاقك وأعمالك، إن رأوك معظِّمًا لأبيك وأمك؛ فإنهم سيعاملونك كذلك، إن رأوك تجالس ذوي التقى والصلاح بعيدًا عن أهل الإجرام والإفساد؛ نفروا من تلك الشلل الفاسدة والمجتمعات الآسنة، إن سمعوا منك كلمات طيبةً وألفاظًا حسنة؛ كانت ألفاظهم كذلك، وإن سمعوا منك السِّباب واللعان والقبح والفحش في الأقوال؛ سمعتَ منهم مثل ذلك وأشدّ. ![]() 6- النصيحة بالحكمة والرحمة لا القسوة: صلاح الأبناء والبنات يحتاج منك إلى كلمات نافعات وتوجيهات ومواعظ مؤثرات. التربية لا تكون بالقسوة والشدة والغلظة والضرب، بل بالرحمة و اللطف والعطف واللين والابتسامة في وجوههم. فاحرص أخي على كتم الغضب والانفعال وتعوذ من الشيطان إذا داهمك، ولقد جعل الإسلام للعقوبة حداً. فجعل ضرب الطفل لا يتجاوز العشر ضربات، وأن يضرب بمسواك أو عصا صغيرة، ويتجنب الوجه والعورة، ولا تضرب وأنت غضبان هائج، وإن استبدلت الضرب بالتشجيع أو الحرمان فهو خير لك ولابنك. ![]() 7-الصلاة الصلاة مفتاح التوفيق: صلاح الأبناء والبنات يتوقف على أمرهم بالصلاة، الصلاة عماد الدين ومرضاة لله رب العالمين، فمرهم بها تصلح أحوالهم، وتصلح شؤونهم ...( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[العنكبوت: 45]. علِم الخليل -صلى الله عليه وسلم-، عظيم شأن الصلاة فرفع كفه إلى الله داعياً سائلاً ضارعاً ( رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي...) [إبراهيم: 40] أي رب اجعل ذريتي تُقيم الصلاة. مُر أولادك بالصلاة لسبع سنين واضربهم عليها لعشر، فالله سائلك يوم القيامة هل أمرت أبناءك بالصلاة. ما الفائدة من ولد لا يصلي ولو كان أذكى الناس وأغنى الناس، بيتٌ فيه قاطع الصلاة يمحق الله فيه البركة. والعجيب أن البيوت أيام الاختبارات حالة طوارئ هل ذاكرت؟ هل درست؟ هل راجعت؟ أين ربع هذا الاهتمام فيما يخص طاعة الله -عز وجل-. يتبع ![]()
__________________
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |