|
الملتقى العام ملتقى عام يهتم بكافة المواضيع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
من دروس الحياة : ( توجيهات حضارية ) منقوووووووووووول من أحد المنتديات الشباب هو سن الحيوية والنشاط , أما سن الرجولة والشيخوخة فهو سن الحكمة التي نادرا ما تتوفر لشاب مهما جد واجتهد في طلب والعلم والحكمة إلا أن يكون نبيا أو رسولا.ومن هنا فإنه من الخطأ بمكان أن تجد الإنسان يقلق (وقد يحصل له اكتئاب يطول أو يقصر) إذا بدأ يتقدم في العمر.إن بناء الإنسان الفكري والنفسي والعاطفي و...لا يكتمل إلا بمرور الشخص بالشباب والرجولة والشيخوخة ![]() لذا فالشرع والعقل والمنطق :كل ذلك يقتضي أن يكمل الشاب الشيخ , وأن يكمل الشيخ الشاب بدون أن يمن أحدهما على الآخر , لأن مصلحة الأسرة والشارع والمجتمع والدولة لن تكتمل إلا بهذا التعامل والتكامل . ثم أقول بأنه مهما تعلم الإنسان من بطون الكتب والمجلات والجرائد ومن الإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والفيديو, ومن المحاضرات والدروس والندوات, ومن أفواه الذين يخالطهم بإرادة منه وبدون إرادة , فإن هناك مسائل كثيرة وكثيرة جدا , مهمة ومهمة جدا , نافعة ونافعة جدا لا يتعلمها إلا من الحياة . وقد تعلمك الحياة في حادثة معينة وفي لحظة واحدة ما لا يمكن أن تتعلمه من خلال مئات المحاضرات. والذي نتعلمه من الحياة دوما نافع سواء كان سارا أو محزنا , مضحكا أو مبكيا , إذن فالقراءة أو السماع ليست دوما مادية , بل القراءة الأنفع والأمتع والأشهى هي القراءة المعنوية لا من الكتب ولا من التلفزيون بل من صفحات الحياة الطويلة والعريضة . ثم أقول بأن الذي يمكن أن يتعلم من الحياة ليس كل كبير يسمع ويبصر, وإنما هو صاحب البصيرة , وكم في الحياة من مبصر لا يفهم ولا يعقل لأنه أعمى البصيرة , وكم فيها من أعمى أعطاه الله العلم والحكمة وآتاه البصيرة المتفتحة الواعية التي بها يرى مالا تراه عينه ولا أعينُ الكثير من الناس ويسمعُ ما لا تسمع أذنه ولا آذنُ الكثير من الناس. وأخيرا أقول بأن الحياة إذا كانت قد علمتني أثناء دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعية القليل, فإنها علمتني منذ بدأت التدريس ( لمادة العلوم الفيزيائية بثانوية ) عام 1978 م وحتى الآن الكثير الكثير الذي لا تتسع لكتابته –بدون أية مبالغة – مجلدات . وفيما يلي البعض ( وهو غيض من فيض ) مما علمتني الحياة إياه من تجاربي ومن تجارب البعض من الناس : 1-لا تقلق إذا لم يكشف لك أحد أصدقائك عن سر من أسراره التي لا تعنيك , لأن هذه ليست هي العلامة التي تدل دلالة قطعية على أنه لا يحبك أو لا يثق فيك , لأن عدم تعرفك على ما لا يهمك من أسرار الغير مهما كانوا قريبين منك أحسن لك من تعرفك على ذلك : * لأنك قد تسمع سرا وتجد صعوبة كبيرة في حفظه وكتمانه . * لأن من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه . * لأن لكل شخص أسراره الخالصة به التي يمكن أن لا يحب كشفها حتى لأقرب الناس إليـه . هذه سنة من سنن الحياة ولا علاقة لذلك بالمحبة والثقة أو عدمها . 2-التخلق غير الخلق , وأكثر المتخلقين إنما يلبسون هذا الثوب مصانعة للناس أو خوفا منهم أو طمعا فيهم , والخُلق الحقيقي هو العفوي الذي يصدر أول ما يصدر ابتغاء وجه الله . 3-لا يسمى الكريم كريما حتى تستوي عنده صدقة السر والعلانية , وحتى يصدق في أفعاله صدقه في أقواله , وحتى يعف في حالة الأمن كما يعف في حالة الخوف , وحتى يكون رأيه في نفسه أقل من رأي الناس فيه . 4-يجب أن يكون أدب النفس أساس أدب الجوارح وأن يكون أدب الجوارح تابعا له وأثرا من آثاره . لذا فإن الجهد الأكبر في التربية يجب أن يكون منصبا أولا على القلب ثم ثانيا على الجوارح فإذا سلم القلب سلمت الجوارح تلقائيا بإذن الله . ومن هنا أتعجب كثيرا ممن يسمع فلانا يتكلم الكلام البذيء والفاحش ويسب ويشتم ويكفر و...ثم يقول عنه بأن قلبه سليم . إن هذا مستحيل , لأن اللسان يصدر عن القلب , "والمرء –كما جاء في الأثر - بأصغريه لسانه وقلبه" . 5- حسبك من السعادة في الدنيا ضمير نقي ونفس هادئة وقلب شريف , وأن تعمل بيدك فترى بعينك ثمرات أعمالك الطيبة ( المعنوية قيل المادية ) , أما الدنيا ومتاعها فهي عرض زائل واعلم أن( ما عندكم ينفذ وما عند الله باق) . 6- إذا ما انتقدك شخصٌ فلا تبتئس : *لأنه إما أن يكون صادقا فقد أرشدك إلى عيبك . *وإما أن يكون كاذبا , فكن متأكدا أن الأكاذيب ليس في استطاعتها أن تبقى زمنا طويلا على وجه الأرض . ومع ذلك فالناقد لابد له من أدب يلتزم به , وإلا فالحرج واللوم والعتاب عليه لا على من انتقده . 7-السبب في شقاء الإنسان أنه دائما يزهد في سعادة يومه ويلهو عنها بما يتطلع إليه من سعادة غده , فإذا جاء غده اعتقد أن أمسه خير من يومه , فهو لا ينفك شقيا في حاضره وماضيه . إذا كان لا بد لك أن تفكر في مستقبلك وأن تخطط له , فافعل ذلك وأنت تعيش حاضرك وتسعد به وترتاح إليه . 8-أكثر الناس يعيشون في نفوس الناس أكثر مما يعيشون في نفوس أنفسهم , أي أنهم لا يتحركون ولا يسكنون ولا يأخذون ولا يدعون إلا لأن الناس هكذا يريدون . فأية قيمة- بالله عليكم – لحياة امرئ لا عمل له فيها إلا معالجة نفسه على الرضى مما لا يرضى به الناس أبدا , لأن "رضا الناس غاية لا تدرك ". وحتى لو كانت تُدرك ما أتفهها إلى جانب رضا الله أولا ثم راحة الضمير ثانيا . 9-إن أبيتَ إلا أن تأخذَ لنفسك حظـها من لذائد العيش فاعلم أنه ما من لذة يتمتع بها الإنسان في حياته إلا ويشوبها الكدر, أو يعقبها الألم , إلا لذة البر والإحسان اللذين تطلب يا مؤمن من ورائهما وجه الله والجنة , إن هذه اللذة هي وحدها الخالصة فاحرص عليها أكثر مما تحرص على غيرها . 10- لا تقامر أحدا جدا ولا هزلا , فإن هزل القمار يجر إلى جده , ولا تصاحبوا المقامرين بأي حال من الأحوال فإنهم لا يرضون عنكم حتى تتبعوا ملتهم فإن فعلتم خسرتم مالكم وشرفكم وعزتكم وكرامتكم من حيث لا تجدون من رحمة القلوب ورأفتها ما يعوض عليكم خسارتكم . يتبع :
__________________
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |