|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خلاصة الجولات في آيات سورة التحريم أ. د. مصطفى مسلم كانت هذه الجولات خلال المقالات السابقة؛ في آيات سورة التحريم، لنستشف منها هدايات الذكر الحكيم، ولنبرز جوانب من الأساليب التربوية التي تضمنتها لهداية البشرية على جميع مستويات أفرادها. فمن أسلوب عتاب لصفوة عباده وسيدهم وأفضلهم، إلى أسلوب مؤاخذة وتهديد ووعيد إلى المقربين من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهن أزواجه وأهل بيته، إلى فتح باب التوبة والرجاء لهن ولغيرهن إذا بدرت منهم ما يحتاج إلى أوبة إلى ربهم الرحيم إلى الدعوة إلى التوبة النصوح للحظوة بالتكريم وإتمام النور يوم القيامة إلى بيان سنة الله سبحانه وتعالى في المسؤولية الفردية فلا ينفع القرب من الصالحين ما لم تختلط القلوب بشاشةُ الإيمان، ولا يضر القرب من الطالحين ما دام القلب عامرًا بحب الله ورسوله واليوم الآخر، وما دام صاحبه يتطلع إلى جوار ربه ويترفع عن سفاسف الدنيا وزينتها التي تلهيه عن درجات المجد والخلود في جنات عرضها السماوات والأرض. إن الأساليب التربوية التي وردت في هذه السورة العظيمة تصريحًا وتلميحًا بين وعد ووعيد وخوف ورجاء لا نكاد نحيط بها - وقد أشرنا إلى جملة منها خلال البحث - تكشف لنا عن جانب هام وهو العناية القصوى بتربية الأسرة الإسلامية تربية ربانية على منهج القرآن الكريم. وهذه العناية بالأسرة معهودة في القرآن الكريم وذلك لأن الأسرة هي اللبنة الأولى التي يتكون منها صرح المجتمع الإسلامي، فمنها يستمد المجتمع قوته، وضعفها يسبب ضعف المجتمع وتآكله وانهياره. فلا غرابة أن نرى آيات القرآن الكريم تساير تكوين الأسرة من يوم الاختيار والخطبة إلى توثيق عرى النكاح وشروطه ثم بيان حقوق الزوجين، ثم التعرض للعلاقة بينهما وبين ثمرة لقائهما وهم الأولاد، ويضع الحلول المناسبة للمشكلات التي تنشأ بين أفراد العائلة، إلى أن تنتهي العلاقة الزوجية طلاقًا أو وفاةً ثم تصفى هذه العلائق بالحقوق المادية والمعنوية لكل واحد منهما. لم تظفر مؤسسة اجتماعية في المجتمع الإسلامي بما ظفرت بها الأسرة من تفصيلات في شؤونها وأحكامها وأطوار تكوينها ومراحل أفرادها، وقد ذكرنا السبب في ذلك. هذا وآمل أن أكون قد وفقت لإبراز جوانب من اهتمامات هذه السورة الكريمة التي دار محورها حول تربية الأسرة، وإن كانت النظرة الأولى تجعل القارئ يظن أنها متعلقة بواقعة خاصة بآل بيت رسول الله ونحن نعلم أن حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خارج بيته وداخله، وعلاقته مع أزواجه كحياته العامة مع المؤمنين به وعلاقته معهم سواء. من كل ذلك يستمد التشريع الإسلامي. لذا كانت أمهات المؤمنين يعتبرن أن كتمان شيء من أحواله كتمانًا للعلم يحاسبن عليه، فلم يمتنعن عن الحديث عن كل صغيرة وكبيرة في حياته -صلى الله عليه وسلم-. وهذه الاستنباطات، من دلالات الآيات الظاهرة، ومن المناسبات بين مقاطع السورة، ومن الإشارات والتلميحات في ضرب الأمثال، فيها ميزة للتفسير الموضوعي حرصنا على إبرازها وتوضيحها. والله أسأل أن يجعل ما كتبناه في صفحة أعمالنا وأن يجعله حجة لنا لا حجة علينا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |