المستحيل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5881 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          جنة غادروها ( غض البصر ) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          الإبهار.. في آيتي الليل والنهار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          غزة وخرائط الولاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الأسرة المسلمة > ملتقى الأخت المسلمة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-09-2020, 11:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,717
الدولة : Egypt
افتراضي المستحيل

المستحيل
توفيق علوان

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا [النساء: 32]
أجمع المناطقة وأهل الأصول على أن الأشياء المختلفة في العالم بأسره إنما تنقسم إلى قسمين لا ثالث لهما:
القسم الأول: اختلاف الأضداد (اختلاف التضاد)، وهذا النوع من الخلاف يقضي باستحالة اجتماع النقيضين في مكان واحد وزمان واحد، وذلك مثل النور والظلمة، ومثل السواد والبياض، أما في البشر فالمثل على هذا النوع من الخلاف مشهور في تدافع العقائد أو في الصراع المرير بين الأمم والأفراد من أجل السيادة والبقاء.




القسم الثاني: فهو اختلاف التنوع، وهذا النوع يختلف اختلافاً بيناً عن سابقه، إذ يشمل المختلفات التي لا غنى لنوع منها عن الآخر، مثل البياض والسخونة، أو السواد والبرودة، وفي حالة البشر فإن المثال الواضح هو المؤسسات التعاونية، والوظائف المتنوعة، فلا وجه ها هنا للمنافسة، أو طلب المفاضلة، وعليه فلا يعقل في حقها ذكر المساواة أو غيرها؛ وذلك لأسباب رئيسية:
الأول: أنه لا غنى لأي منها عن الآخر.
الثاني: أن المساواة تستلزم إمكان الاستغناء بواحد منها عن بقية الأنواع.
الثالث: إذا حدث الاستغناء بنوع واحد عن الكل أدى إلى دمار الجميع، حيث إن النوع الواحد بحكم مؤهلاته يفتقر إلى القدرة أو حتى الرغبة في القيام بوظائف جميع الأنواع.
وبيان ذلك أن لكل نوع وظيفته ودوره ومجال أدائه وخصائصه المميزة له عن سائر الأنواع، بحيث لا يطيقها الآخر ولا يتصور التطلع إليها والقيام بها. إن الرجل و المرأة هما المثال الناطق على هذا النوع من الخلاف، ففيهما يتجسد اختلاف التنوع ويتجلى على أظهر صورة. إن عاقلاً في العالم لا يجادل في أن ما ذكرناه من صنوف الاختلافات العضوية والنفسية بين المرأة والرجل إنما هي من قبيل خلافات التنوع لا اختلافات التضاد.




والدليل الذي لا يعارض: أن ما أوردناه مما في الوظائف البيولوجية والنفسية لكل من الرجل والمرأة من التنوع والتباين، لا يتصور معه استغناء أحدهما عن الآخر.
وإن الجريمة الكبرى في حق الإنسانية تتجسد بوجهها الكالح في أي دعوى إجرامية لتحويل هذا الأصل التكاملي التعاوني السلمي الحميم بين المرأة والرجل إلى حالة شاذة مدمرة من التضاد والمنافسة والمحاربة والقتال من أجل (تحرير المرأة) تحت الشعارات الصاخبة حول (الحرية) (والمساواة)، وتشكيل (الحركات النسائية) "للنضال في سبيل حقوق المرأة" والمطالبة والدعوة إلى هذه الفاقرة التي تمثل أشد حالات التخلف والشذوذ. إن العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة والتي هي راسخة رسوخ الأيام لا يمكن لحفنة من الشواذ ـ الذين يفتقرون بصورة فاجعة لكل أهلية دينية أو دنيوية ـ أن يبدلوها. إن هذه المحاولات الكسيحة هي محاولات سرطانية عمياء لتبديل السنن الإلهية التي لا تحابى ولا تميل، ناهيك بالجهل القاتل بالرواسخ العلمية والثوابت العقلية. إن الداء العضال الذي تمثله هذه الشراذم الناعقة كالغربان، إنما يتمثل في أمرين:




1- تجاهل الاختلاف الجذري بين الذكور والإناث على وضوحه وظهوره.
2- التطلع الشاذ من بعض قيادات الحركات النسائية إلى القيام بدور الرجال، والتشبه بهم في حركاتهم وسكناتهم (الاسترجال)، أو على نقيض ذلك حالات شاذة من الكراهية المرضية المُطْبقة لجنس الرجال بكامله، وكلتا الحالتين ناجمة من أنواع من التشوهات النفسية والعقد الجنسية الناتجة عن أحداث مأساوية في مراحل الطفولة متعلقة بالعلاقات الجنسية بالذات، الأمر المقرر في جلاء عند أطباء الأمراض العصبية والنفسية. إننا حين نقرر ذلك فنحن لا نتجنى عليهن ولا على الأصابع الخفية التي تحركهن من وراء الستار؛ إن ذلك مسطور وظاهر في الكتابات المشحونة بالعقد النفسية الكثيرة، سواءً حالات (احتقار الذات) Masochism أو (الشعور بالاضطهاد) أو (جنون العظمة) Paranoia والتي يميزها دون عناء أي طبيب مبتدئ في تخصص الأمراض العصبية والنفسية.
لقد كان جواب القرآن فاصلاً وقاطعاً وواضعاً لأعقد الأمور في نصابها حين أشار في حسم إلى هاتين العلتين تحديداً مرسخاً الأصول التي على كل باحث عن الحق أن يلزمها، فقال تعالى: فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى.. [آل عمران:36] .
وقال تعالى: وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِه..ِ [النساء: 32].
وفي هاتين الآيتين فصل الخطاب، وبيانه ما يلي:
أولاً: تقرير الحقيقة الدامغة في وقوع الاختلاف بين الذكر والأنثى، سواء من جهة الأهلية أو التطبيق والأمر الواقع، وأنه لا ينبغي أن يمارى مجادل في هذه البدهية، والعجب ممن يتغافل عنها على شدة ظهورها، ويخلد إلى ظلمة العمى بين ضياء النهار.
ثانياً: تقرير الحقيقة الثانية الدامغة، وهي أن المواهب والخصائص عند الرجال والنساء، والتي فطر كل منهم وجبل عليها هي كذلك شديدة التنوع شأن الأرزاق والألوان والألسنة، كما أن لكل منهما نصيبه بحسب مواهبه وخصائصه التي لا وجه لمقارنتها بغيره.
ثالثاً: أن تمني المقارنة، أو المساواة، أو تبديل هذه الخصائص أو تغييرها أو تبادلها، إنما هي أمنيات سراب حول غاية مستحيلة، يحيلها العقل، و ينكرها العلم، وتأباها الفطرة، وينقضها الواقع المشاهد.
رابعاً: أن هذه القضية لا تمت بصلة إلى نوع اختلاف الضد وضده، أو الفاضل والمفضول، أو السيد والمسود، بل هي بحذافيرها تقع تحت مسمى التنوع في الوظائف والمؤهلات، كي تعمر الأرض، ويستقر الكون، ويكون كل شيء موزوناً كما أريد له أن يكون.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.26%)]