|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المرأة··· بين الغرب والشرق! أسامة أحمد البدر ![]() استهلال ليس غرض هذه الدراسة تقصِّي ما في بطون كتب الفقه للتعرف إلى أحكام النساء فيها، فلهذا مختصوه المعنيون به··· ولا التعرض لإفرازات قوانين الغرب >وقوانيننا الوضعية بالتالي< فيما يتعلق بالمرأة·· إنما النية تنحصر في إجراء مقارنة بين مكانة المرأة من منظور الشرق >من حيث هو مستودع الرسالة السماوية الأخيرة< وبين مكانتها من منظور الغرب >من حيث هو وريث الفلسفات الأرضية المتعاقبة<·· وبعد المقارنة ننظر: فإن كان ما عندهم للمرأة خيراً مما عندنا اتبعناهم شاكرين·· وإن تكن الأخرى >ولن تكون إلا كذلك< دعونا لهم ـ ولمن تبعهم منا ـ بالهداية والرشاد!· ![]() أسس النظرية الغربية أساس نظرة الغرب إلى المرأة مستمد من مجمل تصور الغؤرب عن الحياة والوجود، الذي يرى أن الحياة إنما هي الحياة الدنيا وحسب·· وأن غاية ما يطلبه الإنسان في هذه الحياة التي ليس بعدها حياة هو >المتعة<·· والمتعة الحسية فحسب·· والمرأة أولى أدوات هذه المتعة مع الخمر وباقي الموبقات بطبيعة الحال!· ويرون أن السبيل لانتهاب أكبر قسط من المتعة هو المال والحرية·· ويعنون بالحرية تحديداً، حرية الفرد في التصرف في نفسه وماله بما يشاء·· بشرطين اثنين: ألا يقع تحت طائلة القانون فيما يعتبره إضراراً بالآخرين·· وأن يدفع الضرائب المفروضة عليه من أعلى· في هذه الثلاثية: >المتعة والمال والحرية< طار الغرب ونحن نتفرج، وحلَّق بعيداً، وأبدع أشياء هي أقرب للخيال·· في الوقت الذي قابل ذلك عندنا ـ على الأغلب ـ البؤس والحرمان والاستبداد!· والمرأة من هذا المنظور مساوية للرجل·· تستمتع بنفسها ومواهبها ومالها بمطلق الحرية، وبالشرطين اللذين ذكرنا آنفاً· ولأن المتعة لا تأتي إلا بالمال·· فقد نشبت معركة حامية ـ ولا تزال ـ للبحث عن المال وجنيه·· ومن أي سبيل·· فأحلت لهم المتاجرة بكل شيء·· كل شيء·· اللهم إلا >المخدرات<·· بما في ذلك المرأة نفسها·· أجل فلم يكتفوا بالتمتع بالمرأة، بل تاجروا بها!·· وصارت سلعة تعتمد عليها كثير من الصناعات عنصراً أساسياً في تكوينها·· فلا تقوم صناعة السينما >والفن عموماً<·· والصناعات السياحية·· والدعاية والإعلان·· والصناعات الدبلوماسية·· وحتى الجاسوسية·· هذه كلها لا تقوم إلا على المرأة كسلعة و>شيء< يشكل العنصر الأول والأهم في تكوين هذه الصناعات·· ومن هنا أتت مكانة المرأة الرفيعة!· وطبعاً رحَّبت المرأة بهذا·· فاعتماد هذه الصناعات عليها >وعلى مواهبها الفطرية في المقام الأول< منحها المال اللازم لمتعتها >الغاية الأولى لكل فرد منهم<·· ومنحها الشهرة التي تتوق إليها نفوس البشر·· لا بل منحها السطوة والقوة والنفوذ في أمثلة كثيرة، يوم صارت تمرر عبر >مواهبها< أخطر القرارات!·· وسهَّل عليها دورها الفاتن الجديد انعدام الأخلاق التي تصون··· وتفكك المجتمع الأسري والمحلي ـ بل العالمي ـ الذي يعيب··· والحرية المطلقة الممنوحة لها في أن تفعل ما تشاء ما دامت لا تأتي شيئاً مما يعتبره قانونهم إضراراً بالآخر·· وما دامت تدفع ضرائبها بانتظام!· إزاء هذا انحصرت رؤية الغرب للمرأة ـ وبالتالي تكريمهم لها ـ بما تقدم للرجل من >متعة<·· وبما تقدم من مردود مادي·· وهذا لا يصلح له إلا للمرأة في سن معينة وبمواصفات محددة·· ووفق مقاييس صارمة·· من اجتازتها فقد فازت·· فازت بالمال والشهرة والأضواء والتكريم·· ومن خانتها مواهبها فلتشتغل بما تشاء·· ولها أن تشقى·· كما يشقى الرجل سواء بسواء ـ لتحصيل متعتها بالطريقة التي تشاء!· ![]() ويبقى هذا التكريم ـ تكريم الغرب للمرأة ـ مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالمعنى التجاري الذي يغلِّف جميع علاقات >القوم< هناك·· لذلك نراه تكريماً نسبياً ومحدوداً بشروط خاصة ولشرائح معينة كما ذكرنا·· وبسن محددة أيضاً·· ومن المهم هنا الالتفات جيداً إلى هذه النقطة بالذات·· السن·· فتكريم المرأة >إن صح أن تسميه تكريماً!< مرتبط ارتباطاً عضوياً بسن المرأة المكرَّمة!·· إذ إن هناك ما يعرف لدى الغرب بالعمر >الافتراضي< للسلعة·· تنتهي صلاحية السلعة بعده وترمى إلى المخازن الخلفية أو تصدَّر كصدقات للدول >النامية<!··· والحال مع المرأة مشابه إلى حد التطابق··· بمعنى أن المرأة بما أنها غدت سلعة تباع لمن يدفع أكثر·· صار لها عمر >افتراضي< يحدده الذين يدفعون··· فمتى انتهى هذا العمر >الافتراضي< فقدت السلعة ـ المرأة ـ قيمتها وتكريمها، وقُذف بها إلى >مخازن< الحياة الخلفية ليتسع المقام لـ>سلعة< أحدث!·· ولتبقى الأولى زرية مهملة لا تصلح لشيء··· اللهم إلا أن تقضي ما تبقى من عمرها وحيدة ضائعة··· لا يحسّ بوجودها أحد ولا يعترف بكرامتها قريب أو بعيد!· المرأة عند الغرب تكرَّمت نعم··· ولكن بقدر ما تستفيد من >مواهبها< في تقديم المتع للرجال··· المتع الحسية فحسب، لانعدام شعورهم جميعاً بما هو أسمى من المحسوس··· وتكرَّمت نعم مرة أخرى ولكن بقدر المردود المادي الذي يأتي منها··· وتكرَّمت نعم مرة ثالثة، ولكن إلى حين··· إلى حين ينتهي عمرها الافتراضي كما ذكرنا· ![]() وقبل أن يبادرنا أحد >المتغربين< ليسأل: وهل حال المرأة عندنا في الشرق أفضل؟!·· نقول إن هذه الدراسة وضعت لتقول: نعم·· إن حال المرأة في الشرق أفضل·· أفضل كثيراً!··· وإن البؤس الذي تضخم صوره ـ للأسف الشديد ـ وسائل الإعلام لدينا >وبخاصة السينما<·· إنما هو بؤس عام يشترك فيه الرجل والمرأة على السواء·· وهو بؤس يصيب الرجل أولاً ثم تنعكس آثاره على المرأة ومن في البيت أجمعين·· وأسباب البؤس كثيرة لن ندخل في تفصيلها·· ولكنها تتعلق بوضع >شرقي< عام غير خاضع للسيطرة حتى من أكبر المهتمين بالشأن العام!· ![]() أسس النظرية الشرقية نستمد منظورنا الشرقي للمرأة من شريعة السماء·· ومن منظورنا تحتفظ المرأة ـ بنتاً كانت أو أختاً أو أماً ـ بمكانة رفيعة وتكرّم لاعبتارات ليس للسن وللشكل ولا >للمواهب< دخل فيها·· فالمرأة تكرَّم عندنا ـ ابتداء ـ لأنها: ـ مخلوق من بني آدم·· هذه هي الشهادة الأولى التي تُطالب بها المرأة عندنا لتكرَّم··· كيف وقد فرض الله ذلك في الآية 07 من سورة الإسراء: (ولقد كرمنا بني آدم)··· هكذا على إطلاق مسمَّى >بني آدم< وشموله للرجال والنساء معاً· ـ وتكرم المرأة ـ في منظورنا ـ لأنها إنسان جعله خالقه خليفته في الأرض··· كما في الآية 03 من سورة البقرة: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)·· وخليفة الله لا يُهان أو يُنتقص··· ولا يُذل أو يُستبعد··· ولا يُضحي بإنسانيته تحت أي ذريعة أو لأي سبب من الأسباب··· وهذا الخليفة هو الإنسان··· سواء رجلاً كان أو امرأة· وفي منظورنا الشرقي المستمد من شريعة السماء، يكرّم الرجل المرأة ـ الزوجة ـ باعتبارها: أولاً: قد خُلقت من >نفس< الرجل حسب منطوق الآية(1) الكريمة في سورة النساء: (يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء)·· وبالتالي فلا يصح أن ينشأ بينهما تفاضل أو تمايز إلا بمقدار ما يصح أن ينشأ تفاضل بين المرء و>نفسه<!!· وتستمد المرأة ـ الزوجة تكريمها ـ ثانياً ـ باعتبار أن النساء ـ عموماً ـ >شقائق< الرجال كما جاء في الحديث الشريف·· >والشقيق صنو شقيقه لا يظلمه ولا يتعالى عليه في كل الأحوال<··· وتكرَّم باعتبارها ـ ثالثاً ـ ذلك الجنس المتصف بالرقة والحساسية ورهافة الطبع·· ولصفاتها هذه توصي الشريعة بأن تراعي رقتها وحساسيتها وضعفها·· فلا تحمّل مثلما يحمّل الرجل من العنت والضنك في سبيل العيش·· بل تبقى في بيتها معززة مكرَّمة يأتيها رزقها على طبق من المودة والسكينة والرحمة·· وتدلل ويتحبب إليها وتُساق إليها الهدايا من الحرير والذهب والفضة مهراً و>عربون< مودة وتقدير· والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي >وصاياه للمؤمنين أمر< أن: >رفقاً بالقوارير< و>استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عوان لديكم<، أي أسيرات·· ومن ثم يوصي بأن يتقي كل رجل الله بما لديه من أسير جعله ربه بين يديه·· وفي السيرة النبوية المطهَّرة التي هي قبلة المؤمنين في كل زمان وكل مكان من روائع الأمثلة على صون المرأة ـ الزوجة ـ وحسن رعايتها وتكريمها وتنزيهها عن أن تحمل من الأعباء ما لا تطيق·· فعن عائشة أم المؤمنين روت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في بيته كان يقوم على خدمة أهله·· حتى إذا حضرت الصلاة ترك ومضى·· وفيها أيضاً أنه كان يكرِّم زائرات زوجته ويقوم على ضيافتهن·· بل يكرِّم صديقات >خديجة< أم المؤمنين حتى بعد وفاتها·· هذا ورسول الله هو أشرف الخلق··· وهو النبي الداعية ورئيس الدولة·· والقائد العام للجيش·· وبعهدته ما لا يحصى من المهام·· كل هذا وغيره كثير في السنَّة النبوية·· وبالسنَّة النبوية يستهدي كل المؤمنين·· وبها يقتدون·· وباتباعها يتقربون من مولاهم ومن الجنة التي إليها يتطلعون!·· وفي منظورنا الديني أن المرأة ـ البنت ـ هي أمانة في يد والدها يدخل بها الجنة إذا أحسن تربيتها·· وبالطبع فالعقاب بالنار ينتظره في حال أساء تربيتها·· كما ورد في الحديث الشريف من وجوه عدة أنه >من كانت له كريمتان فرباهما فأحسن تربيتهما أدخلتاه الجنة<··· وماذا لدى المؤمن أكبر من الجنة حافزاً لأن يلتزم لأجلها بحسن رعاية وتربية ابنته· ![]() ولسنا نجد حجة لسرد ما تتمتع به المرأة الأم من وصايا ديننا الحنيف·· وحسبنا أن ديننا أعطاها ما لم تنله على الزمان كله·· ففي حين خصص لها الغرب ـ وأتباعه منا ـ يوماً في السنة للاحتفال بما سموه >عيد الأم< مثله تماماً مثل >عيد الحب ـ الفلنتاين!<، جعل ديننا العظيم الجنة ـ وما أدراكم ما الجنة ـ >تحت أقدام الأمهات< كما في الحديث الصحيح··· وجعل حسن صحبتها من أول أوليات الرجل المؤمن·· ولن نفيض في شرح هذا لأنه صار عند المؤمنين من البدهيات!·· وحسبنا أن نحيل المستزيد إلى أدبياتنا الإسلامية ليلمس بنفسه الكمّ الهائل من الشعر والنثر الذي حفلت به هذه الأدبيات من تمجيد المرأة ـ الأم ـ وتكريمها·· وليس ذلك كله للأب ـ الرجل! الأمر الذي يعكس حقيقة مكانة المرأة في وجدان المؤمن·· أما وزوجة وبنتاً وأختاً·· حضوراً لا يُشترط له سن محددة·· ولا مواصفات ولا مواهب ولا مقاييس جمال أو غيره بل يتعلق بصفة واحدة·· الإنسانية!·· من اتصفت بها فهي محل تكريم الرجل المؤمن وتقديره ونكاد نقول تعظيمه أيضاً!· وأخيراً يحلو لنا أن نكمل الحديث عن أمثلة حفاوة الشريعة بالمرأة بالحديث عن تكريمه للمرأة الجدة·· والسبب في تركيزنا على هذا المشهد بالذات ما يحفل به من بر وحنان وعاطفة جيَّاشة نحو الجدة مفقودة لدى الأقوام من غير بني الإسلام··· لانعدام المنفعة التي هي >الوقود< الذي يحرِّك القوم هناك!·· وأن هذه العاطفة التي هي من بدهيات حياة الأسرة المؤمنة ما كان لها أن تتولد في نفوس الأطفال لو لم يروا أمامهم صورة حية وصادقة عن عاطفة الآباء وحفاوتهم بالجدة··· ومن ثم يكون حب الأطفال لها وعاطفتهم نحوها وبرهم بها انعكاساً لما يقدمه >الكبار< أمامهم نحو الأبوين متى شاخا·· والذي هو بدوره انعكاس لما تؤكد عليه شريعتنا الفذة من البر والتراحم مع الأبوين ومع الجدة بشكل أكثر تأكيداً ويكفي أن نذكِّر هنا >بالعرس< الذي يشتعل في بيوتنا أياماً متتالية·· والسبب: لقد قبلت الجدة أن تزورنا ليالٍ وأيام عدة!·· وما أكبرها من فرحة وما أحلاه من عيد!··· أين منه ما نسمعه عن القوم >هنالك< في >بيوت إيواء المسنين< الذين لا يجدون لهم بيتاً رحيماً يؤويهم لدى ولد ولا ابنة!·· أو عن المسنين الذين توافيهم منيتهم دون أن يدري بهم أحد ـ لا ولد ولا ابنة ولا قريب ـ لتكون نهاية حياتهم الحافلة >بالمتعة< في مقابر الصدقة!·· بل أين منه الصورة المقابلة للمرأة هناك·· وقبل أن تبلغ سن الجدات بكثير·· حين ينتهي عمرها >الافتراضي< كما أسلفنا·· حيث يتدهور بعدها >المنحنى البياني< لتكريمها بصورة تدعو إلى الشفقة·· بعكس ما يكون لدينا، حيث يرتفع >المنحنى البياني< نفسه، ويرتفع من يوم أن ترى البنت فيه الدنيا إلى أن تغادرها وقد سار خلفها مئات ـ بل آلاف ـ الرجال يحملونها فوق الأعناق!· ![]() المرأة والشرف بقي أن نجيب هنا من يراوده السؤال الأزلي: وهل واقعنا مطابق تماماً لكل هذا السمو في التشريع؟!·· إذ إنه ـ يتابع المتسائلون ـ كثيراً ما تأتي >النظرية< غاية في المثالية، بينما ينحسر التطبيق عن ربع أرباع ما يدعو إليه المثال؟!·· ونقول بكل يقين: إن واقعنا اليوم ومن أول يوم نزلت فيه شريعتنا الغراء، حافل بصور رائعة من البر والتكريم بالمرأة في مختلف مسمياتها·· نعني أماً كانت أو زوجة أو أختاً أو بنتاً··· فعندنا ـ نحن الشرقيين ـ نشأ بدافع من توجيهات ديننا مفهوم >العرض< الذي لا يحس به الغربيون على الإطلاق··· ونعني به حفظ المرأة >بمختلف مسمياتها التي ذكرنا< وصونها وحمايتها أن يصيبها أدنى أذى في نفسها أو مالها أو سمعتها··· هذا الشعور العام لدى الشرقيين المؤمنين يفتقده الغرب·· وهو لدى المؤمنين يكاد يصل إلى التقديس·· ويرتبط في وجدان الرجل المؤمن بعقيدته·· ويرتبط بصدق معنى رجولته هو بالتحديد·· وامتد هذا المفهوم ـ مفهوم الشرف ـ ليصل إلى حد التحريم ـ تحريماً معنوياً ـ أن يجْبُرَ المرأة ظرف من الظروف على أن تكلَّف بعمل يخرج بها عن طبيعتها أو لا تطيقه طبيعتها·· إذ سرعان ما يلتفت الرجال بالحدب والرعاية والمرحمة الجماعية صوب هذه الحالة قائلين بصوت واحد: >كيف؟!·· أو لم يبق في الدنيا رجال<!··· إن مثل هذا الشعور نحو المرأة لا نجد له شبيهاً في أخلاقيات الأقوام الأخرى··· والأهم منه هو ارتباط هذا المفهوم عندنا لا بالأخلاق وحدها، بل بما يقارب العقيدة أيضاً!· ![]() هذه مكانة المرأة عندنا ومكانتها عندهم بيَّناها بشيء لا يحتمل التفصيل أو الإطالة، فماذا نرى؟!·· ومن يتبع العقلاء وبمن يهتدون؟!·· وهل يستأهل البريق الذي يغلف حياة المرأة هناك ما تتكبده من تضحيات ومشقات وكؤوس اللوعة والهوان والذلة في سبيل لقمة عيش تصل المرأة عندنا هنية مريئة دون قلق أو عناء أو بذل نفس؟!· ![]() دور المرأة في الحياة ويجدر بنا ألا ننسى الحديث عن دور المرأة التي نالت حريتها هناك في الغرب·· ودورها عندنا حيث لا تزال مثقلة بالقيود مثل >الجارية<!·· فنقول إن دور المرأة في الغرب بالمرتبة الأولى جُعل كي تسعى لإعالة نفسها ومن تعلق بها من أولاد هجرهم أبوهم بعد أن هجرها هي نفسها··· وهي فعلاً قد نالت حريتها ··· بل بلغت درجة من الحرية أن صار بإمكانها أن تفعل ما تشاء··· وتنتقل كيف تشاء وأيضاً تستفيد من >مواهبها< بالطريقة التي تشاء وحسب السعر السائد في السوق!· هذا بينما أعفى الشرق بشريعته الربانية الرائعة المرأة من أن تقلق على رزقها أو رزق >عيالها< أو تسعى من أجل هذا·· وأوجب ـ ومن اليوم الأول لوجودها الإنساني ـ على الرجل >أباً كان أو أخاً أو زوجاً أو حتى قريباً< أن يقوم على رعايتها وتأمين اللازم لحياتها هي ومن تعول، وذلك رأفة بضعفها الفطري الذي لا يجوز أن يكلَّف ما لا يستطيع·· وكذلك لهدف آخر هو تفريغها من كل ما يعيقها عن مهمتها الأساسية التي من أجلها وجدت كزوجة وكأم·· ونعني بها صناعة >البشرية<!··· وبالتالي فإن دورها الفطري ـ المتناسق تماماً مع طبيعتها وأنوثتها ـ لا يتطلب ذاك >الكم< من الحرية الذي نالته >الغربية< كي تقوم بكفالة نفسها ومن تعول··· فلو تشاء المرأة عندنا أطلقنا حريتها كما تشاء··· في مقابل أن نسحب منها ذلك >الضمان الأزلي< بأن يأتيها رزقها رغداً من غير عنت ولا قلق ولا بذل نفس!· ![]() القوامة للرجل بقي أن نقول شيئاً عن: لماذا (الرجال قوَّامون على النساء) النساء:43، ولماذا (وللرجال عليهن درجة) البقرة:228، لنجد أن القوامة هنا، والدرجة الإضافية هناك فوق أنها تعني التكليف لا التشريف··· فإنها أتت في مقابل >الكم< الكبير من الأعباء الملقاة على عاتق الرجل أعفت شريعتنا السمحة المرأة منه كما أسلفنا··· وذلك اعترافاً من شريعتنا الرحيمة بطبيعة المرأة الرقيقة المفعمة بالعاطفة·· فلتنظر المرأة إن كانت تشتهي أن تكون لها هي >القوامة< أو تلك >الدرجة< على الرجل على أن تقوم بكل المهام التي يؤديها الرجل عنها··· ولينظر العقلاء من الرجال أي استقرار سينعم به بيت فيه >رأسان< أو >مديران< أو >قراران<·· أو ليخبرنا العارفون بعلم النفس أي حال سوي سينشأ عليه أفراد الأسرة حين تصير المرأة رجلاً والرجل···! ![]() هذا ما عندنا وهذا ما عندهم·· هذا موقع المرأة ومكانتها ودورها في الشرق··· وهذا موقعها ومكانتها ودورها في الغرب·· فلننظر ما نأخذ··· ولننظر ماذا نفضل أو نختار ·· ولنتذكر أن الحكيم العليم هو الذي أنزل الرسالة السماوية التي بيَّنا بعضاً من بنود تكريم المرأة فيها··· وأن المذاهب الأخرى ملتبس بعضها ببعض··· ينقض بعضها بعضاً··· قد بنتها الأهواء لا العقول··· والضرورة لا السماحة·· والمنفعة لا المودة والرحمة·· والزيغ والضلال والهوى كيما يجد الرجل المرأة >ذات المواصفات المعروفة< قريبة منه سهلة المنال·· وصدق مولانا الحكيم العليم حين يقول: (ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً) الفرقان:33، والحمد لله رب العالمين·
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |