إحذر الفراغ العاطفي

[ابوالوليد المسلم]

إحذر الفراغ العاطفي
كريم عودة العوضات


إذا لم يجد الشخص إشباعاً عاطفياً داخل أسرته وكبتت مشاعره ووجد نفسه غير قادر على التعبير العاطفي بسبب تشدد الأسرة وسياسة العيب المتبعة في معظم الأسر العربية، لربما أنه يعيش حالة من الفراغ العاطفي والبحث عن الحب والحنان أينما وجده، فيلجئ هذا الشخص إلى البحث عن شريك يملئ له الفراغ العاطفي ونقص الحب الذي لم يجده داخل أسرته، فإذا ما وجد هذا الشريك يبدأ بسد نقصه وملأ فراغه العاطفي بما يسمعه من هذا الشخص ويراه، وفي أغلب من يجده هذا الشخص من شريك لا تكون عواطفه حقيقية، ويكون غير صادق بها؛ لأسباب كثيرة: فإما أن يكون متصنعاً للعواطف، أو كاذباً بها، أو أنه يتخذه للتسلية وقتل الفراغ، فلا يقابله إلا وقد رتب أقواله وأفعاله، ولا تكون عواطفه عفويه معبره عن إحساسه وقوة مشاعره، فيجعله يشعر بأن ما يقدم له من عواطف وأحاسيس حقيقية ليخدعه بها لغاية في نفسه.




فإذا ما انتهى دور هذا المسكين من حياته بعد أن يمل منه أو يأخذ غايته ومراده منه يتركه صريع الزيف محطم المشاعر والإحساس، فيكون بذلك أوصله إلى خيارين لا ثالث لهما: إما أن يفقده الثقة في نفسه ومجتمعه ويسبب له عقدة نفسيه، أو أنه يولد له عدم القناعة بأي عاطفة أو إحساس حقيقي يقابله.
فإذا ما تزوج أو تزوجت لم يجد أن عاطفة شريكه مكتملة، ويظل يعقد المقارنات بين هذه العواطف الحقيقية وبين العواطف المزيفة التي لم يستطع تملكها من حبيب تخلى عنه فيبقى غير قانع ودائم البحث عن عواطف تشابه، عواطف حبيب غدر به وتركه.