|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() إنها أمك منير الغليسي تزوَّج شابٌّ بامرأة؛ فأحبها، وكانت له أمٌّ يبَرُّها، ثم وقع في حَيْرة من أمره: أيحبُّ زوجته ويتركُ أمَّه، أم يبَرُّ أمَّه ويُهمل زوجته؟ وبعد مرور أشْهُر من زواجه، تمكَّن حبُّ زوجته من قلبه، حتى أهمل أمَّه يومًا بعد يوم، وشهرًا بعد شهر، وسنة بعد سنة، حتى شارفت على الموت وهو على ذلك؛ فماتت، فندم بعد ذلك على ما فرَّط في حقِّها أشدَّ الندم، ولكن ولاتَ حينَ مندم. فلهذا وأمثاله أقول: إن كانت زوجتُك منحَتْك الحنان رجاء أن تنال رضاك؛ فقد أرضعتك إياه أمُّك مع لبنها إرضاعًا؛ فأخذتَ مِن صحتها عافيتَك، ولم ترجُ منك شيئًا!! إن كانت زوجتُك سهِرت جزءًا من الليل تداعبك حبًّا وعشقًا وغرامًا، فقد سهرتْه كلَّه أمُّك؛ تسكب العَبرات، تصلِّي الصلوات، تضرع لربِّ الأرض والسموات؛ رجاء شفاءك!! إن كان بلغ بك حبُّك لزوجتك حدَّ أن تصبح لصيقًا بها جسدًا لجسد، ولبضع دقائق ترجو السعادة والمتعة فحسب، فقد ظللْتَ في أحشاء أمِّك تتقلَّب ليلاً ونهارًا عبر مراحل تكوُّنِك من نطفة، فعلقة، فمضغة... دون أن تشعرَ أنت بشيء أو تتألم، وعبر مراحل وجعِها وآلامِها هي تسعة أشهر، فلولا تولُّدك من أحشاء أمِّك، واستواء عودِك لَمَا كنت في أحضان زوجتك!! فقل لي بربِّك: كيف تقرِّبُ زوجتَك وتبعدُ أمَّك؟! لولا دعاءُ أمِّك بأنْ يرزقَك اللهُ زوجة تُسعدُك وتسعدُها، ما وُفِّقت لذلك؛ أفتذكرُ زوجتَك، وتنسى فضلَ أمِّكَ؟! أفتُسعدُ زوجتكَ وتحرمُ من كانت سببًا في سعادتك، أمَّك؟! أَسمعْتَ زوجتَكَ كلمات الحبِّ والهُيام، ولبَّيت طلباتها - كلَّها أو جلَّها - وهي فرعُك، وحرَمتَ أمَّكَ وهي أصلُك؟! نسيتَ أمَّكَ وهي مَنْ وهبتك مِن رُوحها رُوحًا.. من قلبها دمًا.. من حياتها حياةً! فصرْتَ كائنًا حيًّا.. صرْتَ رجلاً برُوح وقلب.. لكنَّ رُوحَك وهبتَها (غيرك)، وقلبَك ينبض عشقًا بزوجك، فحرمتَ أمَّك من كلمة: أحبُّك أمَّاهُ - أو مدلولِها - وأموتُ غرامًا بطاعتك، ورُحْتَ تتقلَّب في أحضان زوجتك، وأمُّك تتقلَّب حسراتٍ، تنزف ألَمًا، تتمنَّى أن يُدْركَها الأجلُ ولا أن تُهانَ من أقرب الناس، فِلْذةِ كبِدِها، مَن كانت تظنُّه نورَ عينيها!! يا هذا، ((أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه))، أَحِبَّ زوجتَك وأخلصْ في حبِّها، ولا تفرِّط في أمِّك، تَفَانَ في حبِّها وطاعتها، فإنْ وفَّقك اللهُ لذلك فلا تُشْعِرْها لحظةً بأنك تمنُّ عليها، إنها أمُّك، إنها أمُّك، وإن ظللت كما أنت عليه؛ فيا لتعاستك في الدُّنيا، ويا لشقائك في الآخرة!! يا هذا، إنها بابُك إلى الجنَّة!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |