|
هيا بنا نحفظ القرآن ونرضى الرحمن قسم يختص بحفظ واستظهار كتاب الله عز وجل بالإضافة الى المسابقات القرآنية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تدبر: (وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء) سعيد مصطفى دياب قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ... ﴾.[1] تأمل ما الذي صرف هؤلاء المنافقين عن الإيمان، إنه الكبر الذي يجعلهم يستنكفون عن أي شيء يجمعهم بهم حتى ولو كان الإيمان. قَالَ قَوْمُ نُوحٍ: ﴿ أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الأرْذَلُونَ ﴾.[2] يَقُولُونَ: أَنُؤْمِنُ لَكَ وَنَتَّبِعُكَ، وَنَتَسَاوَى فِي ذَلِكَ بِهَؤُلَاءِ الْضُّعَفَاءِ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ وَصَدَّقُوكَ، وَهُمْ أَرَاذِلُنَا. وهي نفس العلة التي من أجلها أعرض المشركون عن الإيمان واتباع الحق، فقد سَأَلُوا رَسُولَ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَطْرُدَ عَنْهُ جَمَاعَةً مِنَ الضُّعَفَاءِ وَيَجْلِسَ مَعَهُمْ مَجْلِسًا خَاصًّا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾.[3] تأمل هذا مع قولِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ﴾.[4] لتعرف أن الكِبْرَ أعظمُ صارفٍ للعبد عن العلم، والطاعة، والإيمان، بل والجنة. فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ". قَالَ رَجُلٌ: إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً، قَالَ: "إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ النَّاسِ".[5] بَطَرُ الْحَقِّ: هو دفعه وإنكاره ترفعًا وتجبرًا. وَغَمْطُ النَّاسِ: احتقارهم، وازدراؤهم. اللهم إنا نعوذ بك من الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق. ♦♦♦ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾.[6] أَصْلُ السَّفَهِ الْخِفَّةُ والطَيْشُ، وهو علامةٌ على الحُمْقِ، ونَقْصِ الْعَقْلِ، وغلبةِ الجَهِلِ، ورقةِ الدينِ، وقد توجد في إنسانٍ مجتمعةً، فيكون قد بلغ الغاية في السفه. وقد يوجد فيه بعضها، ففيه من السفاهة بقدر ما فيه من علاماتها. والعجيبُ أن السُّفَهَاءَ لَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ، فقد يُشَارُ إلى بعضهم بالبنان، ويقال عنهم النخبة، ويوصفون بالملأ، وهم سُفَهَاءُ ليس فيهم رجلٌ رشيد. فلا تغتر بأقوالهم، ولا تخدعنك أبواقهم، ورميهم لأهل الإيمان بما ليس فيهم؛ فلم يسلم منهم الأنبياء؛ فقد قيل لرسول من رسل الله عليهم السلام: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾.[7] ♦♦♦ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ﴾.[8] بعض الناس لا يُوثَقُ فيهم طرفةَ عينٍ. كانوا فيما مضى يُعرفون في لحنِ القولِ، واليوم يُصَرِّحُونَ بعدائهمِ للدينِ وأهلهِ. ومع أن الله تعالى حذرنا أن نتخذهم بطانة، ونطلعهم على بواطن أمورنا، فإن كثيرًا منهم يتولى أرفعَ المناصبِ. فلا عجبَ أن آلت أمورنا إلى ما آلت إليه. ♦♦♦ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.[9] أعظم الناس غفلة من حاد عن منهج الله، وهو يحسب أنه بمنأى عن عقاب الله. وقد يزيده الله تعالى من النعم، ويفتح عليه سبل الرزق استدراجًا له، ومكرًا به؛ ليزيده الله تعالى عذابًا، كما ازداد إِثْمًا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾.[10] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ﴾.[11] قَالَ الْحَسَنُ رَحمَهُ اللهُ: مَكَرَ بِالْقَوْمِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ؛ أُعْطُوا حَاجَتَهُمْ ثُمَّ أُخِذُوا.[12] ♦♦♦ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ ﴾.[13] من خسر إيمانه فقد خسر كل شيء، ولو كان المقابل الدنيا بأسرها. فكيف بمن باع إيمانه بدنيا غيره؟ [1] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 13. [2] سورة الشُّعَرَاءِ: الآية/ 111. [3] سورة الْأَنْعَامِ: الآية/ 52. [4] سورة الْأَعْرَافِ: الآية/ 146. [5] رواه مسلم- كِتَابُ الْإِيمَانِ، بَابُ تَحْرِيمِ الْكِبْرِ وَبَيَانِهِ، حديث رقم: 91. [6] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 13. [7] سورة الأعراف: الآية/ 66. [8] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 14. [9] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 15. [10] سورة آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 178. [11] سورة الْأَنْعَامِ: الآية/ 44. [12] رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في التفسير- حديث رقم: 7293. [13] سورة الْبَقَرَةِ: الآية/ 16.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |