|
ملتقى الأمومة والطفل يختص بكل ما يفيد الطفل وبتوعية الام وتثقيفها صحياً وتعليمياً ودينياً |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() المولود وارتباط أحكامه بأركان اﻹسلام د. عبدالسميع الأنيس تأملتُ أحكام المولود المقرَّرة في الحديث النبوي الشريف، فرأيتُ أنها تشير إلى أركان الإسلام الخمسة: فالتأذينُ واﻹقامة: فيهما إشارة إلى الشهادتين، والصلاة. وتحنيكُه بالتمر: يذكِّر بالصيام؛ ﻷن من السُّنة الفطر على التمر. والذَّبح في العقيقة وحلق الرأس: يذكِّران بأعمال الحج. والتصدُّق بوزن شعره فضةً أو ذهبًا: يذكر بالزكاة. بيان أهم اﻷحكام باﻵتي: 1- التأذين في أذن المولود اليمنى، واﻹقامة في اليسرى: عن أبي رافع: "رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أذَّن في أذن الحسن حين ولدتْه فاطمة بالصلاة"[1]. وفي رواية الطبراني بلفظ: "أذَّن في أُذن الحسن والحسين حين وُلِدا، وأَمَر به". وورَد في الإقامة حديثان: اﻷول: عن الحسن بن عليٍّ رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن وُلِد له مولود فأذَّن في أُذنه اليُمنى وأقام في أذنه اليُسرى، لم تضرَّه أم الصبيان))[2]. والثاني: ما جاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: "أذَّن في أُذن الحسن بن عليٍّ يوم وُلد، وأقام في أُذنه اليُسرى"[3]. وللعلماء في أسرار التأذين والإقامة أقوال؛ نذكر منها: قال ابن القيم: "وسرُّ التأذين - والله أعلم - أن يكون أوَّلَ ما يقرَع سمعَ الإنسان - كلماتُ النداء العُلْويِّ المُتضمِّنة لكبرياء الرب وعظمته، والشهادةُ التي أول ما يَدخُل بها في الإسلام؛ فكان ذلك كالتلقينِ له شعارَ الإسلام عند دخوله إلى الدنيا، كما يُلقَّن كلمة التوحيد عند خروجه منها، وغير مُستنكَر وصولُ أثَر التأذين إلى قلبِه وتأثيره به، وإن لم يَشعُر، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي: هروب الشيطانِ من كلمات الأذان، وهو كان يرصده حتى يولَد فيُقارنه، للمحنة التي قدَّرها الله وشاءها، فيسمع شيطانه ما يُضعِفه ويَغيظه أول أوقات تعلُّقه به، وفيه معنًى آخر: وهو أن تكونَ دعوته إلى الله وإلى عبادته سابقةً على دعوةِ الشيطان، كما كانت فطرةُ الله التي فُطرَ عليها سابقةً على تغيير الشيطان لها ونقله عنها، ولغير ذلك من الحِكَم"[4]. وقال الدهلوي: "الأذان من شعائر الإسلام، وأعلام الدِّين المحمدي، ثم لا بد من تخصيص المولود بذلك الأذان، ولا يكون إلا أن يُصوَّت به في أذنه، وأيضًا فقد علمتَ أنَّ مِن خاصية الأذان أن يفرَّ منه الشيطان، والشيطان يُؤذي الولدَ في أول نشأته"[5]. 2- دعاء الوالد لولده بالبركة: عن معاوية بن قُرَّة قال: "لما وُلِد لي إياس، دعوتُ نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأطعمتُهم، فدَعَوْا، فقلتُ: إنكم قد دعَوتُم، فباركَ الله لكم فيما دعوتم، وإني أدعو بدعاءٍ فأمِّنوا، قال: فدعوتُ له بدعاء كثير في دينه وعقله وكذا، قال: فإني لأتعرَّفُ فيه دعاءَ يومئذٍ"[6]. 3- تحنيك المولود والدعاء له بالبركة: عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتَى بالصبيان، فيدعو لهم بالبركة ويُحَنِّكُهُم"[7]. وروي عن الإمام أحمد: "أنه وُلِد له ولدٌ، فقال لأمه: حَنِّكِيه"[8]. التحنيك يكون بالتمر: عن عائشة، قالت: "جئنا بعبدالله بن الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنِّكه، فطلبنا تمرةً، فعَزَّ علينا طلبها"[9]. 4- العقيقة عن المولود: معناها: "عقَّ عن ولده عقًّا: ذبح ذبيحة يوم سُبوعه، والعقيقة: الذبيحة التي تُذبح عن المولود يومَ سُبوعه عند حلقِ شعره". وقتها: السُّنَّة ذبحُها في اليوم السابع من ولادته، فإن فات ففي الرابع عشر، فإن فات ففي الحادي والعشرين؛ فعن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((العقيقةُ تُذبح لسبعٍ، أو لأربعَ عشرةَ، أو لإحدى وعشرين))[10]. وعن الحسن عن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغلام مُرْتَهن بعقيقته، تُذبح عنه يومَ السابع، ويُسمَّى، ويُحلق رأسه))[11]. قدرُها: شاتان عن الغلام، وشاة عن الجارية؛ وذلك لِمَا ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها، قالت: "أمَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعُقَّ عن الغلام شاتين، وعن الجارية شاة"[12]. ما يقال عند ذبح العقيقة: عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: عَقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين، وقال: ((قولوا: بسم الله، والله أكبر، اللهم لك وإليك، هذه عقيقة فلان))[13]. الحكمة من العقيقة: حرز من الشيطان: قال ابن القيم رحمه الله: "وفيها سرٌّ بديع، موروثٌ عن فداء إسماعيل بالكبش الذي ذُبِح عنه وفداه اللهُ به، فصار سُنَّة في أولاده بعده أن يفديَ أحدهم عند ولادته بذبح، ولا يُستنكَر أن يكون هذا حِرْزًا له من الشيطان بعد ولادته، كما كان ذكرُ اسم الله عند وضعه في الرحم حرزًا له من ضرر الشيطان؛ ولهذا قلَّ مَن يترك أبواه العقيقةَ عنه إلا وهو في تخبيطٍ من الشيطان، وأسرار الشرع أعظم من هذا؛ ولهذا كان الصوابُ أن الذكرَ والأنثى يشتركان في مشروعية العقيقة، وإن تفاضلا في قَدْرها"[14]. 5- حلق رأس المولود يوم السابع، والتصدق بوزنه فضة: عن الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الغلام مُرتهن بعقيقته، تُذبح عنه يوم السابع، ويُسمَّى، ويُحلَق رأسه))[15]. وعن أبي رافع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة لما ولدت الحسن: ((احلقي رأسه، وتصدَّقي بوزن شعره فِضَّة على المساكين))[16]. 6- ختان المولود يوم السابع: عن جابر رضي الله عنه قال: "عَقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين، وخَتَنَهما لسبعة أيام"[17]. عن ابن عباس قال: "سبعة من السُّنَّة في الصبيِّ يوم السابع: يسمَّى، ويُختَن، ويُماط عنه الأذى، ويثقب أذنُه، ويُعقُّ عنه، ويُحلق رأسه، ويُلطَّخ بدم عقيقته، ويُتصدَّق بوزن شعره في رأسه ذهبًا أو فضة"[18]. [1] رواه أبو داود (5105)، والترمذي (1 /286) وقال: "حديث حسن صحيح". [2] رواه أبو يعلى في مسنده. [3] رواه البيهقي. [4] تحفة المودود بأحكام المولود (21). [5] حجة الله البالغة (2: 145). [6] أخرجه البخاري في الأدب المفرد. [7] رواه مسلم في صحيحه. [8] تحفة المودود بأحكام المولود (ص66). [9] أخرجه مسلم في صحيحه (5671). [10] أخرجه البيهقي في سننه. [11] أخرجه النسائي. [12] أخرجه ابن ماجه في سننه. [13] رواه البيهقي، وقال النووي: إسناد حسن، في المجموع (8 /428). [14] تحفة المودود بأحكام المولود. [15] أخرجه أحمد في مسنده. [16] أخرجه أحمد في مسنده. [17] أخرجه البيهقي في سننه. [18] أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |