إخلال وإحلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         علاج القلق بالأعشاب: ودّع القلق بطرق طبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فاكهة التنين: شكل غريب وفوائد لا تصدق! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          عدد ساعات النوم المناسبة لكل عمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          سُنّة: النفث في الكف وقراءة المعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          آيات قرآنية تبين لنا واقعنا الأليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          أخطاء بعض طلاب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          العلاقات العاطفية وأثرها على الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          سنن الذهاب إلى المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          حياةٌ مضاعفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-08-2020, 01:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,500
الدولة : Egypt
افتراضي إخلال وإحلال

إخلال وإحلال
عبد العزيز الأحمد




منهج الإسلام مبني على "الواقعية" في بناء السلوك الحسن، ومعالجة السلوك السيئ، وذلك أنه يراعي قدرة الإنسان المحدودة، وصفات الضعف التي تعتريه كالنسيان، والعجلة وغيرهما، ولذا ذكر الله - تعالى -حكاية عن المؤمنين لما أمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ... الآية).

والأحكام الشرعية في الإسلام صيغت إما أوامر للعمل الطيب، وثوابه الجنة ترغيباً، أو نواهي عن العمل السيء، وعقابه النار ترهيباً، وعلى المرء أن يعمل ما يستطيع، ويبذل قدرته، فإذا قصر في العمل الصالح كالصلاة، أو الصوم، أو الزكاة؛ وغيرها، أو مارس عملاً محرماً خاطئاً كالكذب، أو الغيبة؛ حينئذ لا يقنط الإسلام المرء من التصحيح، ولا يؤيسه من رحمة الله.

لقد شرع له ثلاثة أعمال طيبة:

الأول: التوبة: وهي ترك الذنب مباشرة.

وثانيها: الاستغفار، ودعاء الله بمغفرة الذنب، وعدم المؤاخذة.

وثالثها: الكفارات المطلقة والمقيدة، الكفارات هي عمل الصالحات سواء كانت صالحات مطلقة كالأذكار، وسنن الصلوات، والصوم وغيرها، أو المقيدة ككفارة الحلف، وإفطار رمضان وغيرهما.

وهنا ملمح مهم وجميل في معالجة الخطأ بالإسلام أنه يؤكد لمغفرة الخطأ، وتسهيل معالجته على النفس، العمل الطيب الصالح مباشرة بعد الذنب أو الخطأ، فذلك أولاً يقلل أثر الخطأ السابق في النفس، ويضعف قوته، ثم يمحو أثره من القلب والنفس، إضافة إلى أن المرء لما عمل ما يغضب الله فأتبعه بما يحبه فذلك يفتح المجال للمغفرة والرحمة، ولذا وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا ذر ومعاذاً - رضي الله عنهما - لما بعثهما لليمن بثلاثة توجيهات للعلاقة مع الله، والنفس، والناس ((اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن))، والشاهد: ((وأتبع السيئة الحسنة تمحها))، فالتوجيه النبوي قرر إمكانية وقوع الخطأ منهما! فما العمل؟

مباشرة الإحلال بعد الإخلال، وعمل طيب بعد الخطأ، فذلك يمحو أثر الخطأ من القلب، ويهيئ لمغفرته من الرب، وهذا ما أكدته آية سورة هود، وسبب نزولها: (وأقم الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ).

عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فأنزلت عليه: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين)، قال الرجل: ألي هذه؟ قال: ((لمن عمل بها من أمتي))، وفي لفظ: فقال رجل من القوم: يا نبي الله هذا له خاصة؟ قال: ((بل للناس كافة)).

والإنسان ما دام معرضاً للأخطاء في حياته؛ فتح الله له أبواب التصحيح الكبيرة لمعالجة النفس واقعياً وربانياً؛ وهذا المنهج ليس معناه التهوين من الأخطاء والذنوب، وتسهيل مقارفتهما على النفس! لا.. وإنما توجيه رباني بعمل الحسن بعد القبيح، والطيب بعد الخبيث، فالإحلال بالصالحات بعد الإخلال بالطالحات من أعظم ما يحمي القلب من اليأس، ويحفظ القدم من السقوط الكبير، ويمنح النفس حياة ونوراً وحركة إيجابية إيمانية في الحياة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.07 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.49%)]