رسول الله في المدينة المنورة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311368 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041947 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 132144 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 43 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث > ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم قسم يختص بالمقاطعة والرد على اى شبهة موجهة الى الاسلام والمسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22-08-2020, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي رسول الله في المدينة المنورة

رسول الله في المدينة المنورة


راغب السرجاني



الأنصار يستقبلون رسول الله
وصل رسول الله ﷺ إلى المدينة المنوّرة، وأول ما يلفت النظر في المدينة هو ردّ فعل الأنصار رضي الله عنهم لدخول الرسول ﷺ المدينة المنوّرة، فرحٌ شامل بقدوم رسول الله ﷺ واستقباله ﷺ بالأناشيد والأهازيج مثل: "طلع البدر علينا من ثنيَّات الوداع" وغيرها، إلى آخر هذه الكلمات التي كان يقولها الأنصار بحبٍّ حقيقيّ، وفرح فطري في داخلهم.

وهذا الفرح بتحمل المسئولية أمر غريب يحتاج منا إلى وقفة، فشتَّان بين من يبحث عن الدعوة وبين من تبحث الدعوة عنه!. وشتان بين من يبحث عن الجهاد ومن يبحث الجهاد عنه!. وشتان بين من يبحث عن التضحية ومن تبحث التضحية عنه!.
كان الأنصار يبحثون عن أمر واحد فقط، وهو: أين وكيف نستطيع أن نخدم الإسلام؟ أين نستطيع أن نضحي لأجل أمة الإسلام؟
ودخول رسول اللهﷺ المدينة المنوّرة له دلالات خطيرة جدًّا، ومعناه -كما قال الأنصار وصوَّروا ويعلمون ذلك جيدًا- حربُ الأحمر والأسود من الناس، معناه مفارقة العرب كافة، معناه العداء المستمر مع اليهود الذين يسكنون في داخل المدينة المنوّرة ولهم علاقات قديمة مع الأنصار، معناه تضحية، معناه بذل وإنفاق، معناه موت في سبيل الله عز وجل.
وهذه المعاني كلها كان الأنصار يعرفونها جيدًا قبل أن يدخل الرسول ﷺ المدينة، وقد كانوا مع الرسول ﷺ في بيعة العقبة الثانية، وتعاهدوا معه على أمور عظيمة، فصلنا فيها سابقًا، وهي بإيجاز شديد:
- عاهد الأنصارُ الرسولَ ﷺ على النفقة في العسر واليسر.
- على السمع والطاعة في النشاط والكسل.
- على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- على أن يقوموا في الله لا تأخذهم في الله لومةُ لائمٍ.
- على أن ينصروه إذا قدم إليهم، وأن يمنعوه مما يمنعون منه أنفسهم وأبناءهم وأزواجهم.

كل هذا في مقابل الجنة. ومن المستحيل أن يدفع إنسان هذه الأشياء كلها من غير أن يكون على يقين جازم أنه لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الجنة حق وأنه سيدخلها بهذه الأعمال التي قدمها من أجل الله عز وجل.
فكان هذا الفرح من الأنصار يعبر عن طبيعة الأنصار التي سنراها بعد ذلك في كل مراحل المدينة المنوّرة، وفي كل الفترات سواء في داخل المدينة أو في خارج المدينة، في كل الأحداث، عطاء مستمر متواصل. سبحان الله! يعجب له الإنسان، لا يفقهه إلا بعلمه أن الأنصار مؤمنون إيمانًا يقينيًّا بالله عز وجل وبرسوله الكريم؛ لذلك يقول رسول الله ﷺفي حق الأنصار كلمات جميلة ورائعة، تكتب بمداد الذهب وأغلى من الذهب، يقول: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ» [1]. تخيل إذا كنت تحب الأنصار فأنت مؤمن، وإذا كنت تبغض الأنصار فأنت منافق، انظر إلى أي مدى أصبح إيمان العبد بقيمة وعظمة ودرجة الأنصار علامة من علامات إيمانه وعلامة من علامات صدق إيمانه، فمن لا يحب الأنصار فليراجع نفسه جيدًا.
الأنصار رضي الله عنهم خرجوا فرحين مسرورين بتلقي هذا الكَمّ الهائل من المشكلات التي سوف تحدث، وهم يعرفون ابتداءً أن الطريق صعب، لكنهم يعرفون أيضًا أن نهايته الجنة، وكان فرحهم فرحًا إيجابيًّا، فمن أول يوم خرجوا إليه ﷺ بالسلاح، وهذا يحمل أيضًا معنى التشريف للرسول ﷺ، وما زال متبعًا إلى الآن استقبال الكبراء بالسلاح تشريفًا لهم، لكن إضافة إلى ذلك فهذا يوحي بأن الأنصار ما زالوا على عهدهم وبيعتهم، وما زالوا على الوفاء لرسول الله ﷺ بكل ما عاهدوه عليه في بيعة العقبة الثانية.
وما من شك أن هناك أعداء كثيرين في داخل المدينة المنوّرة وفي خارجها، يتمنون قتل رسول الله ﷺ؛ كثير من المشركين موجودون داخل المدينة المنوّرة، فمعظم أهل المدينة لم يُسلموا بعد، وهناك مشركو مكّة الذين ظلّوا يحاولون الإمساك برسول الله ﷺ، ولم يفلت منهم إلا بعد وصوله ﷺإلى قُباء، وقد حاولت قبيلة أسلم القريبة من المدينة، ونجحت في محاصرة النبي ﷺقبل دخوله المدينة بغية تسليمه لقريش ونيل الجائزة الثمينة في ذلك الوقت، وهي مائة من النوق لمن يسلّم لهم الرسول ﷺ، لكنهم أسلموا على يد رسول الله ﷺ بعد أن عرض عليهم الإسلام.
فالأنصار منذ اللحظة الأولى يقولون: نحن معك يا رسول الله، ونفديك بأرواحنا وبكل ما نملك. كان هذا هو حال الأنصار واستقبالهم للرسول ﷺ استقبالاً حافلاً ومشرّفًا، ينبئ عن طبيعة الأنصار ومعدنهم النفيس الغالي.
وقفة مع هذه النقلة الهائلة في مسيرة الدعوة
لحظة التمكين ربما تكون قريبة، ونظرة سريعة على الفترة التي سبقت الهجرة إلى المدينة المنوّرة تؤكد هذا الأمر، فمنذ ثلاث سنوات فقط كان عام الحزن، ففيه مات أبو طالب وماتت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها، وأظلمت مكّة تمامًا وأغلق فيها باب الدعوة إلى الدرجة التي جعلت رسول الله ﷺ يخرج من مكّة سعيًا على قدميه لإيصال الدعوة إلى مكان آخر؛ لأنه لا أحد في مكّة يؤمن بعد هذا العام.

وخرج رسول الله ﷺ إلى الطائف في طريق طويل وشاقّ، وتعلمون جميعًا ما حدث في الطائف، وخرج منها ﷺ وقد قُذف بالحجارة وألقي التراب على رأسه، وسُبّ بأفظع الألفاظ، ودخل ﷺ مكّة بعد ذلك في جوار مشرك هو المطعم بن عدي.
فالمحلل لهذه الأحداث يجد أنه من المستحيل حقًّا في عُرف أهل الدنيا، وفي حسابات المادة أن تقوم للرسول ﷺ ولمن معه من المؤمنين المضطهدين المشردين المعذبين في داخل مكّة المكرّمة دولة ولو بعد عشر أو عشرين سنة أو ثلاثين أو حتى بعد مائة سنة، وتستطيع مراجعة الفترة المكّيّة لتعرف مدى صعوبة هذه الفترة.
لا يوجد أنصار من أي نوع، ورفضت مكّة الإسلام ورفضت الإيمان، ورفضت الطائف الإسلام، ورفضت كل القبائل التي أتت في العام العاشر والحادي عشر من البعثة، رفضوا الإيمان بالله وبالرسول الكريمﷺ، ولم يقبل أحد ممن دعاهم رسول الله ﷺ إلى الإيمان إلا ستة من الخزرج في آخر العام الحادي عشر من البعثة، وكان هذا قبل الهجرة بسنتين.
وفي غضون سنتين فقط أصبح الرسول ﷺ قائدًا لدولة، وإن كانت الدولة صغيرة فهي بقعة لا ترى على خريطة العالم في ذلك الوقت (المدينة المنوّرة)، لكن المهم أن رسول الله ﷺ أصبح له دولة وأصبح ممكَّنًا وزعيمًا، والكل يسمع له ويطيع، حدث هذا بدون أن يكون هناك أي شواهد في الواقع تشير إلى إمكانية حدوث مثل هذا الأمر.
الدولة الإسلامية بين التاريخ والواقع
وإذا قارنت هذا الوضع بما نحن عليه الآن في زماننا هذا، تجد أن الشواهد لإقامة الدولة الإسلاميّة الآن كثيرة ومتعددة، ونظرة سريعة أيضًا إلى أحوال المسلمين في الثلاثين أو الأربعين سنة الماضية ووضعهم الآن تؤكد هذه المعاني:

كم من الناس يصلون الآن في المساجد؟!
في الستينيات، لا أقول: كم من الناس يصلون في المساجد؟ بل كم من الناس يصلون أصلاً؟!
عدد قليل جدًّا، ومعظمهم من كبار السن، أما الآن فبفضل الله عدد المصلين كبير وخاصّة من الشباب، كم من المحجبات والملتزمات بالزي الشرعي؟ كم من الدعاة أصحاب الفهم الصحيح الشامل للإسلام انتشروا في بقاع الأرض بكاملها؟ كم من الهيئات تتبنى الآن شئون الإسلام؟
بل انظر إلى عدد المتسلقين الراغبين في السيطرة على أفكار الناس، والذين يلوّحون بالإسلام وينافقون المسلمين، لكن من ثلاثين أو أربعين سنة لم يكن هناك نفاق للإسلام، لماذا؟ لأنه كان ضعيفًا، أمّا الآن فالجميع ينافق المسلمين، وإذا رأيت الرجل ينافق المسلمين أو ينافق الإسلام فاعلم أن الإسلام قوي وقاهر، وأن له حضورًا وهيبةً، وأن له عظمةً في قلب هذا الذي ينافق، ولذلك ينافقه. وبفضل الله إن راجعت قلوب ومشاعر العالم الإسلامي اليوم بصفة عامة تجد فيها انسياقًا طبيعيًّا فطريًّا للإسلام، وحبًّا فطريًّا للإسلام، وإذا أُتيح للمسلم أن يختار بين اتجاهين، يختار الناس -بفضل الله- من يرفع لواء الإسلام وشعار الإسلام، وربما لا يكون يعرف هذا الذي يرفع اللواء لكنه يختاره؛ لأنه يتبنى الفكرة الإسلاميّة، فتجد الناس جميعًا يحبونه، فهذه كلها علامات وشواهد على قرب قيام الدولة الإسلاميّة والأمة الإسلاميّة بإذن الله.

وفي أيام رسول الله ﷺ لم يكن هذا موجودًا، لا في عام الحزن ولا في العام الذي تلاه، ومع ذلك أقيمت الدولة الإسلاميّة التي تقيم شرع الله عزوجل في غضون ثلاث سنوات فقط.
فما بالنا إذا كانت الشواهد موجودة، لا شك أن قيام الدولة سيكون قريبًا إن شاء الله.
[1] البخاري: كتاب الإيمان، باب علامة الإيمان حب الأنصار (17). ومسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعليٍّ رضي الله عنهم من الإيمان وعلاماته وبغضهم من علامات النفاق (74).



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.02 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]