
17-08-2020, 03:54 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة :
|
|
هون على نفسك فكل شيء يعوض
هون على نفسك فكل شيء يعوض
أ. محمد بن سعد الفصّام
كل شيء يمكن أن تعوضه إلا...
على أيِّ شيءٍ تتحسَّرُ وتألَم؟! أعَلَى سيارةٍ تهشَّمت، وبقِيَتْ لك صحَّتُك؟! أم على بيتٍ احترقَ، وبقِيَ إيمانُك صرحًا مرفرفًا؟! أم على ولدٍ سبَقك ليفتحَ لك أبواب الجِنان غدًا؟!
أم تتحسَّر على حِفنةِ دُرَيْهماتٍ خسِرتَها، سوف يخلفُ اللهُ لك خيرًا منها؟ أم على أرضٍ أضعتَها، وقد أعدَّ اللهُ لك -إن كنت مؤمنًا صابرًا- قصورًا في أعالي الجنانِ، طول أحدِها سبعون مِيلاً، في ستين ميلاً؟ فعلى أيِّ شيء تحزن؟ وعلى أيِّ شيءٍ تكترث؟! وعلى أيِّ شيءٍ تندم؟!
أم تحزنُ على عضوٍ استودعتَه عند ربِّك، يجازيك عليه بعضوٍ أقوى وأصحَّ منه، أو بأجنحةٍ تطير بها في الجنَّة حيثما تشاء؟
وعلامَ تحذَرُ أن يفوتَك شيءٌ من زينة الدنيا وحلاوتِها، ونفسك التي لن تُغلِيَ شيئًا أكثر منها ولن تقدِّمَ شيئًا عليها- سوف تفقدُها يومًا من الأيام راغمًا أو طائعًا في خضمِّ هذه الدنيا؟
نَفْسِي الَّتِي تَمْلِكُ الْأَشْيَاءَ ذَاهِبَةٌ
فَكَيْفَ أَبْكِي عَلَى شَيْءٍ إِذَا ذَهَبَا
فكلُّ شيءٍ فاتك يعوَّضُ إلا الدِّين؛ فإنه إذا ذهب، فسَد ماضيك ومستقبلُك، ودنياك وأخراك.
(في حال النقل من المادة نأمل الإشارة إلى كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ.محمد بن سعد الفصّام، والمتوفّر في مؤسسة الجريسي للتوزيع)
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|