الحلف بملة غير الإسلام، وقول: يعلم الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141391 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2020, 02:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي الحلف بملة غير الإسلام، وقول: يعلم الله

الحلف بملة غير الإسلام، وقول: يعلم الله
الشيخ ندا أبو أحمد







يقول الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعلى هذا ينبغي على الإنسان أن يتحرز من خطأ وزلل اللسان، خصوصًا فيما يتعلق بالمسائل العقائدية، التي تتعلق بالله تعالى، وبأسمائه وصفاته.


وهناك بعض الأخطاء اللفظية الخاصة بالأمور العقائدية يقع فيها البعض، نذكرها هنا للتنبيه عليها، والحذر منها، ومن هذه الأقوال:
الحلف بملةٍ غيرِ الإسلام:
إذا أخبر الإنسان عن نفسه أنه إن فعل كذا، أو إن لم يفعل كذا، أو إن حصل كذا، أو إن لم يحصل كذا، فهو يهودي أو نصراني أو كافر... ونحو ذلك؛ فهذا حرام يقع فاعله في الإثم، سواء صدَق أو كذَب؛ وذلك للحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من حلف بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، ومن قتَل نفسه بحديدة، عُذِّبَ بها في نار جهنم)).


وفي رواية أخرى عند أبي داود والنسائي وابن ماجه بسند صحيح، عن بريدة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف فقال: إني بريء من الإسلام، فإن كان كاذبًا فهو كما قال، وإن كان صادقًا، فلن يرجع إلى الإسلام سالمًا)).


والحالف بغير ملة الإسلام إما أن يكون صادقًا أو كاذبًا، فإن كان كاذبًا ويقصد بحلفه تبعيد نفسه عن الشيء، أو حضها عليه - لم يكفر، لكنه داخل تحت الوعيد الشديد، وإن كان يقصد بذلك الرضا بالكفر إذا فعله، فهو كافر في الحال.


أما إن كان صادقًا، فإنه لا يرجع إلى الإسلام سالمًا؛ لأن الحلف بغير ملة الإسلام فيه نوع استخفاف بالإسلام، فيكون الحالف آثمًا، والله أعلم.

يعلم الله ما فعلت كذا وكذا:
فمن الناس من يقول: "يعلم الله ما فعلت كذا وكذا"، أو "ما قلت كذا وكذا"، أو "ما حدث كذا وكذا"... أو نحو ذلك من الكلمات التي يستخدم فيها لفظ "يعلم الله" وتجري مجرى القسم عند المتكلم، وكلمة "يعلم الله" نُهِيَ عن قولها حال الشك والكذب؛ فقد أخرج البخاري في "الأدب المفرد" - بسند صحيح - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "لا يقولن أحدكم لشيء لا يعلمه: الله يعلمه، والله يعلم غير ذلك، فيعلم الله ما لا يعلم؛ فذاك عند الله عظيم".


قال النووي رحمه الله تعالى كما في "الأذكار" (ص 326):
"وهذه العبارة "يعلم الله" فيها خطر؛ فإن كان صاحبها متيقنًا أن الأمر كما قال، فلا بأس بها، وإن كان تشكك في ذلك، فهو من أقبح القبائح؛ لأنه تعرض للكذب على الله تعالى؛ فإنه أخبر أن الله تعالى يعلم شيئًا لا يتيقن كيف هو، وفيه وقيعة أخرى أقبح من هذا، وهو أنه تعرَّض لوصف الله تعالى بأنه يعلم الأمر على خلاف ما هو، وذلك لو تحقق كان كفرًا، فينبغي للإنسان اجتناب هذه العبارة"؛ ا.هـ.


وسئل ابن عثيمين رحمه الله تعالى كما في "المناهي اللفظية" (ص 183 - 184) عن قول بعض الناس: يعلم الله كذا وكذا؟
فأجاب رحمه الله تعالى فقال: "قول: "يعلم الله" هذه مسألة خطيرة، حتى رأيت في كتب الحنفية أن من قال عن شيء: "يعلم الله" والأمر بخلافه، صار كافرًا خارجًا عن الملة، فإذا قلت: "يعلم الله" أني ما فعلت هذا، وأنت فاعله، فمقتضى ذلك أن الله يجهل الأمر، "يعلم الله" أني ما زرت فلانًا وأنت زائره، صار لا يعلم بما يقع، ومعلوم أن من نفى عن الله العلم فقد كفر".


ولهذا قال الشافعي رحمه الله تعالى في "فرقة القدرية[1]":
"جادلوهم بالعلم (أي: في كون الله يعلم)؛ فإن أنكروه كفروا، وإن أقروا به خُصِموا"؛ ا.هـ.
والحاصل أن قول القائل: "يعلم الله" إذا قالها والأمر على خلاف ما قال، فإن ذلك خطير جدًّا، وهو حرام بلا شك، أما إذا كان مصيبًا والأمر على وفق ما قال، فلا بأس بذلك؛ لأنه صادق في قوله، ولأن الله بكل شيء عليم؛ كما قالت الرسل في سورة يس: ﴿ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 16].



[1] هم الذين يقولون: إن الله لا يعلم الأمر إلا بعد وقوعه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.93 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]