فلا تضربوا لله الأمثال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         ابتسامة تدوم مدى الحياة: دليلك للعناية بالأسنان في كل مرحلة عمرية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كم يحتاج الجسم من البروتين يوميًا؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أطعمة ممنوعة للمرضع: قللي منها لصحة طفلك! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          مكملات البروبيوتيك: كل ما تحتاج معرفته! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التخلص من التوتر: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أطعمة مفيدة لمرضى الربو: قائمة بأهمها! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          كيفية التعامل مع الطفل العنيد: 9 نصائح ذكية! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          كيف يؤثر التدخين على لياقتك البدنية وأدائك الرياضي؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كل ما تحتاج معرفته عن لقاح السعال الديكي للأطفال والبالغين! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          لمرضى السكري: 9 فواكه ذات مؤشر جلايسيمي منخفض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-08-2020, 02:47 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,695
الدولة : Egypt
افتراضي فلا تضربوا لله الأمثال

فلا تضربوا لله الأمثال


إبراهيم شعبان يوسف







عشَّاق الهوى وأئمَّة الضَّلال يأبون إلَّا أن يغيروا وجهَ الحق بقولهم: كيف تنكرون وساطةَ المقبورين من أُولي العزم من الرُّسل، أو غيرهم من الأولياء الصَّالحين إلى الله تعالى في قضاء المصالح، وفتح المغاليق - مع أنَّ التجارب أثبتَت أنَّه لا يمكن الوصول إلى كبير قومٍ أو زعيم جمعٍ إلَّا عن طريق عزيزٍ عليه أو حبيبٍ لديه؛ ولهذا فمن الجميل في الأمر أن نتوسَّل إلى المولى جلَّت قدرتُه بمن هم أحب الخلق إليه؛ مِن ملَكٍ مقرَّبٍ، أو رسول منبَّأ، أو صالحٍ نتزلَّف به القرب إلى الله سبحانه؟!



هكذا زعَموا، وعلى هذا النَّهج درجوا، وسلكوا ذلك الطريق.



وأقول وبالله التوفيق:

أولًا: أنا معكم في أنَّ الوسيلة لقضاء المآرب الدنيويَّة من أهلها جائزة، بيد أنَّ الأمور لو سارَت على النظم المقنَّنة لها والمرسومة من أجلها لَما كان هناك داعٍ إلى وساطة صديقٍ أو توسُّل حميم.



وإنِّي لفي عجبٍ: كيف تَضرِبون الأمثالَ لله بهذا العمل وذلك الفِسقِ الذي يَصِمُكم بالجَهل والسَّفه؟!



فإن كنتم تُوسِّطون إنسانًا لآخرَ فإنَّما أحضَرتم مَن يشرح القضيَّة ويوضِّح مدى حاجتكم وعوزكم وفقرِكم لدى مَن يجهل ذلك كلَّه، وتزلَّفتم بمن يُرقِّق قلبَ شخص متعسِّف في موقفه، وقد تكونون بُرآء ممَّا أُلصِق بكم.



ولكنَّ الله العليمَ الخبير، والعدلَ الكريم، السَّميعَ البصير، كيف يَخفى عليه حالُ عباده، وهو الذي كتَب الرَّحمةَ على نفسه، وحرَّم الظلمَ، وجعله حرامًا بين الناس؟!



فهل ترضون يا قوم أن يَكون المولى سبحانه بخيلًا لا يجود إلَّا بواسطة غيره؟! أو جاهلًا وفي حاجة إلى مَن يخبره بأحوال خلقِه؟! أو ظالمًا يَحتاج العبادُ إلى من يرده عن جَوره؟! تعالى الله وتقدَّس عن شيء من هذا كلِّه!



كيف وهو القائل: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ ﴾ [الملك: 14]، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]؟!



فكيف يا قوم تَضربون لله الأمثالَ، وتُسوُّون بين العدلِ عالِم الغيب والشَّهادة وبين الظالِم الجاهل؟! وكيف تَنهَجون نهجَ الشَّاردين الذين قال الله عنهم في دعواهم السَّاقطةِ وهم يَعبدون غيرَ الله بنِدائهم ودعائهم: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3]، متعلِّلين بأنَّ معبوداتهم أقربُ النَّاس إلى الله؛ حيث قدَّموا صالحًا قبل موتهم فوَصلوا به إلى ما لم نُدركه، ومن السَّهل عليهم أن يبصِّروا الله بما نحن فيه من أزمات ورُزْء.



مع أنَّ الله يقول في القرآن الكريم ويُخبر بأنَّ مَن تدعونهم من دون الله عبادٌ أمثالكم ولا دَخل لهم بهذا كلِّه؛ فلقد كانوا في حياتهم يتَوسَّلون إلى الله تعالى بأعمالٍ طيِّبة قدَّموها بين أيديهم، وسيَكونون حربًا على كلِّ مَن ناداهم أو دَعاهم بعد مَوتهم، ويتبرَّمون من أعمالِهم حيث لم يَعلموا عنهم شيئًا.



واستمع إلى أعزِّ كتابٍ وأقدسِ كَنزٍ وهو القرآن المجيد، وهو يسجِّل لتَسمع الدنيا: ﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا * أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴾ [الإسراء: 56، 57].



ويقول: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ﴾ [الأحقاف: 5، 6].



فيا من اتَّخذتم الصالحين وُسطاء، والأولياءَ شُفعاء، ها هو حالُهم معكم يوم القيامة: عَداءٌ مستحكم، وكفرٌ بكم، وغفلة تامَّة عمَّا كان يَجري حولهم؛ حيث كنتم تتشبَّثون بحبالٍ واهية، طالبين الماءَ من غير مَجاريه، وممَّن؟ ممَّن لا يملكون لأنفسهم - فضلًا عن غيرهم - قِطميرًا، ولا يدفعون عن أنفسهم - فضلًا عن سواهم - فتيلًا، وآية الحقِّ تبارك وتعالى تَنطق بذلك، واقرأ: ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴾ [الرعد: 14].



وإليك آيةً كريمة أخرى، توجِّه إليك أسئلةً، وعليك الإجابة، وعبثًا تحاول الفكاك أو الهروب، فاقرأ قولَ الله لرسوله آمرًا إياه أن يوجِّه ذلك فيقول: ﴿ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴾ [الرعد: 16].



ثمَّ ما بال قومٍ يتبرَّمون من دعوة التوحيد، وينأون بجانبهم عنها ازورارًا، والعقل البشري فيهم سليم سويٌّ؟! ولا أدري كيف يتمُّ ذلك من هؤلاء، وآياتُ القرآن الكريم يَنساب خيرها على كلِّ ذي لبٍّ؟! ولكنها ﴿ لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].



وها هي آية أخرى؛ علَّهم يَلتمسون خيرها وبرَّها، ويستضيئون بنورها وهديها؛ قال تعالى: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 41].



وفي هذا التَّصوير دقَّة فائقة لو كانوا يعلمون حقًّا، نعم، إنَّ مَن يدعو غيرَ الله من الموتى فقد ربط نفسَه - للنَّجاة من الغرَق - بحبالٍ هزيلة؛ كخيوط بيت العنكبوت، وبيتُ العناكب كما يَعلم الجميع لا يمكن أن يَحمي صاحبَه، ولا يَثبت أمام أضعف تيَّار للهواء، وليس به كمينٌ يتوارى فيه بانِيه من خطَرٍ داهم، فكذلك من اتَّخذ سندًا سوى الله في أزماته ومُلمَّاته.



واستمع إلى القرآن الكريم وهو يصوِّر مدى عجز المدعوِّين من دون الله لِمن دعاهم عن السمع والاستجابة؛ يقول سبحانه: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14].




فلو تدبَّر القومُ ذلك كلَّه، ما لجؤوا إلى غير الله تعالى، ولكن العقول الجُرُزَ لا تَعرف للقرآن إلا لذَّة الصوت والنَّغم، وكفى!



ولقد مرَّ بك - أخي الكريم - كيف كان المشركون يَدعون ربَّهم وقتَ الشدائد، أفلا يَستحي هؤلاء الذين يَدعون غيرَ الله في شتَّى حياتهم؟! إنِّي لأعجب كيف رَضِي القوم أن يكونوا أقلَّ من المشركين شأنًا في سلوكهم العقائدي؟!



وإلى لقاءٍ آخر والله المستعان.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 55.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.67 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]