|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اتخاذ المساجد على القبور في نظر الإسلام عبدالرحمن الجزيري عن عائشة أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير - للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات، بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)؛ رواه البخاري في كتاب الصلاة. معنى هذا الحديث ظاهر، وهو أن أم حبيبة وأم سلمة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، كانتا من بين المهاجرات إلى الحبشة، فرأينا كنيسة هناك يقال لها مارية، فيها تصاوير، فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكنيسة، وما رأينا بها من التماثيل والصور، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن أولئك - بكسر الكاف وفتحها - إذا كان فيهم الرجل الصالح...)؛ الحديث. وبناء المساجد على القبور غير جائز باتفاق، وهذا الحديث الصريح في النهي الشديد عن بناء المساجد على القبور، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وصف الذين يتخذون المساجد على القبور بأنهم شرار الخلق. وقد ورد في البخاري أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل أن يتوفى بخمس: (لا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك). وهذا يدل دلالة صريحة واضحة على أن النهي عن بناء المساجد على القبور، لم يتطرق إليه احتمال نسخ أو غيره، فهو محكم لا شك فيه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاله في آخر حياته، ولم ينقل أحد عنه حديثًا بعد ذلك في هذا الموضوع، فلا نزاع حينئذ في أن بناء المساجد على القبور غير جائز؛ ولذلك قال الحنابلة: إن الصلاة تبطل على القبور إذا كانت أكثر من اثنين. وروى مسلم: (لا تجلسوا على القبور، ولا تُصَلوا إليها أو عليها)، وهذا يدل على أن الصلاة في المقبرة لا تجوز على أي حال، ولذا رُوِي عن عمر رضي الله عنه أنه رأى أَنَسًا يصلي إلى القبر، فناداه: القبرَ القبرَ، فتنحَّى أنس عن الصلاة إليه. ومن هذا نعلم أن ما ذكرته الفتاة التي قيل: إنها دُفِنت وأُخرجت من قبرها بعد دفنها، من أن الشيخ هارون طلب إليها بناء مسجد على قبره - قول باطل لا تقره الشريعة الإسلامية، بل كان روايتها المتعلقة بالشيخ لا ينبغي لعاقل أن يصدقها ولا يعول عليها، فإن غرضها ظاهر وهو جلب النذور للشيخ، كما هو الحال في المساجد التي اتخذت أضرحتها لهذا الغرض الفاسد الذي نهت عنه الشريعة الإسلامية نهيًا صريحًا وحرَّمته تحريمًا باتًّا. وقد صرح بعض أئمة الحنفية بأن المال الذي يُودَع على ذمة الصالحين من الموتى بصفة نذر أو غيره مالٌ خبيث، وأن الذين يتخذون الوسائل لتحصيله بمثل هذه العقيدة الفاسدة، إنما يأكلون حرامًا باتفاق. ولا ينبغي للمسلمين أن يظلوا على هذه الحالة التي تدل على جهالة بدينهم، وبما تقتضيه النواميس الكونية والسنن الإلهية من ارتباط الأسباب بمسبباتها، فلا بد للناس من التمسك بالأسباب التي أمرهم الله بها في معاشهم ومعادهم، ولا بد لهم - إذا أردوا نجاحًا - من الاعتماد على الله وحده، أما الصالحون من الموتى أو غيرهم، فإن إكرامهم إنما هو بالاقتداء بهم في التمسك بالدين الصحيح، الذي لا يمثل هذه الأباطيل التي يخترعها الدجالون الكَذَبة، وسيلقون جزاءهم عند ربهم مرتين! مجلة الهدي النبوي المجلد الخامس - العدد 12-13 - رجب سنة 1360هـ
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |