دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131660 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام > ملتقى الحج والعمرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 19-07-2020, 07:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة

دوام الإيمان في مكة والمدينة إلى قيام الساعة











د. محمود بن أحمد الدوسري









الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:








من فضائل البلد الحرام أن الإيمان يرجع إليه ويجتمع فيه، وكذا أهل الإيمان في آخر الزمان؛ كما تنضمُّ الحيَّة إلى جُحرها الذي خرجتْ منه ابتداءً، ومما جاء في ذلك:



1- عن ابنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما؛ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا[1] كما بَدَأَ، وهو يَأْرِزُ[2] بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ[3]؛ كما تَأْرِزُ الْحَيَّةُ إلى جُحْرِهَا[4])[5].







2- عَن سَعْدِ بنِ أبي وَقَّاصٍ - رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ الإِيمَانَ بَدَأَ غَرِيباً، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ، فَطُوبَى يَوْمَئِذٍ لِلْغُرَبَاءِ إذا فَسَدَ النَّاسُ، والَّذي نَفْسُ أَبِي الْقَاسِمِ بِيَدِهِ، لَيَأْرِزَنَّ الإِيمَانُ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَسْجِدَيْنِ، كَمَا تَأْرِزُ الْحَيَّةُ فِي جُحْرِهَا)[6].







وجه الدلالة: من فضائل مكة والمدينة أنَّ أهل الإيمان ينضمون إليهما ويجتمعون فيهما؛ كما تنضمُّ الحيَّة إلى جُحرها الذي خرجتْ منه ابتداءً.








وفي الحديثين فضيلة مكة والمدينة، وأنه لا يأتيهما إلاَّ مؤمن، وإنما يسوقه إليهما إيمانُه ومحبَّتُه لدين الله تعالى، وشريعة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم؛ فكأنَّ الإيمان يرجع إليهما كما خرج منهما أوَّلاً، ومنهما ينتشر كانتشار الحيَّة من جُحرها، ثم إذا راعَها شيء رجعت إلى جُحرها، فكذلك الإيمان لَمَّا دخلته الدَّواخل لم يقصد مكة والمدينة إلاَّ مؤمن صحيح الإيمان[7].







وفي الحديثين من أعلام النبوة؛ بأن أخبر صلى الله عليه وسلم بدوام الإيمان في هاتين البلدتين إلى قيام الساعة، فهذان الحديثان بمثابة عهدِ أمانٍ، وميثاقِ اطمئنانٍ لأهل هاتين البلدتين، ولِمَنْ لاذَ بهما من المؤمنين في سائر البقاع؛ بأنهم لن يُؤذَوا في دينهم وإيمانهم إلى قيام الساعة، ولا سيَّما في زمن الفتن الكبرى، التي يرتبط ظهورها بقرب قيام الساعة، والتي لا عاصِمَ منها إلاَّ اللهُ سبحانه؛ مثل فتنة الدجال.







الخلاصة:



عودة الدين في آخر الزمان إلى مكة والمدينة، وذلك عند ظهور الفتن واستيلاء الكفرة والظلمة على بلاد الإسلام، عند ذلك يعود إلى مكة والمدينة كما بدأ منهما، فالإسلام كما بدأ غريباً في أوَّل أمره، وكان الناس يستنكرونه سيعود كذلك غريباً كما بدأ، وكذا كان أهل الإسلام في ابتداء أمرهم، كانوا غرباء بين الناس، ولذا استنكرهم الناس ولم يخالطوهم، فكذا في آخر الزمان، فطوبى لهؤلاء الغرباء أولاً وآخراً[8].







وأهل الإسلام في جميع العصور يأرزون إلى الحرمين كما تأرز الحية إلى جحرها؛ لأنهما مركز الإيمان ومستقره، ومنهما بدأ، وبينهما يأرز، وفيهما يتجدد، وإليهما ينتهي، وفيهما يبقى إلى يوم القيامة، ولذا يئس الشيطان أن يُعبد فيهما خصوصاً، وفي جزيرة العرب عموماً.







وهذه الخصوصية لمكة والمدينة راجعةٌ إلى كونهما مهبط الوحي ومهد الإسلام ومنبع الرسالة؛ فمكَّة شهِدت تلك العِصابة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي آمنت به وصدَّقته وتابَعَتْه وتحمَّلت في سبيل عقيدتها الويلات من تعذيبٍ وتشريدٍ وقتلٍ وهي ثابتة راسخة رسوخ الجبال، والمدينة شهِدت تأييد هذا الدِّين وحمايته ونشره في كلِّ بقاع الأرض، فشاء الله بحكمته أن تكون هاتان المدينتان (مكة والمدينة) على الإيمان إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها.







[1] (إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ غَرِيبًا): أي: أنه كان في أوَّل أمره كالغريب الوحيد الذي لا أهلَ له عنده؛ لقلة المسلمين يومئذ، وسيعود غريباً كما كان، أي: يقلُّ المسلمون في آخِر

الزمان فيصيرون كالغرباء. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، (3 /348).




[2] (يَأْرِزُ): أي: يَنْضَمُّ ويجتمع بعضه إلى بعض. انظر: تهذيب اللغة، للأزهري (13 /170).




[3](بَيْنَ الْمَسْجِدَيْنِ): أي: حرم مكة والمدينة. قال النووي - رحمه الله: (أي: مسجدي مكة والمدينة)، أي: لينضم ويلتجئ إلى المسجدين، والمعنى: يجتمع أهلُ الإيمان فيهما وينضمون إليهما. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي، (2 /177).




[4] الأَرْزُ: أن ُتدخل الحيةُ جُحْرَها على ذَنَبِها؛ فآخِرُ ما يبقى منها رأسُها، فيدخل بَعْدُ، وكذلك الإسلام خرج من مكة والمدينة، فهو ينْكص إليهما حتى يكون آخِرُه نكوصاً، كما كان أولُّه خروجاً. وإنما تأرِزُ الحيةُ على هذه الصفة، إذا كانت خائفةً، وإذا كانت آمنةً فتبدأ بِرَأسها فتُدخله، وهذا هو الانمحار. انظر: تهذيب اللغة، (13 /171).




[5] رواه مسلم، (1 /131)، (ح146).




[6] رواه أحمد في (المسند)، (1 /184)، (ح1604). وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد)، (7 /277): (رجاله رجال الصحيح). وصحح إسناده أحمد شاكر، (ح1604). وقال محققو المسند، (3 /157)، (ح1604): (إسناده جيد).




[7] انظر: شرح صحيح البخاري، لابن بطال (4/ 548).




[8] انظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، (2 /55).









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 65.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 63.84 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]