وانكسر اللحن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 930 - عددالزوار : 120675 )           »          قواعد مهمة في التعامل مع العلماء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          تخريج حديث: أو قد فعلوها، استقبلوا بمقعدتي القبلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أسباب المغفرة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القوي، المتين) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {إن ينصركم الله فلا غالب لكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          مسألة تلبّس الجانّ بالإنسان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          من مائدة الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 8 - عددالزوار : 2960 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-06-2020, 11:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,375
الدولة : Egypt
افتراضي وانكسر اللحن

وانكسر اللحن


إيناس حسين مليباري



وبَينما هُو عَائدٌ إلى مَسكنِه، وعَلى ما يبدو أنَّه كانَ كالاًّ كبقيَّة أيامه الدَّعوية، وفَور اقترابه مِن باب حُجرته إذ يُفاجَأ بِقبضة يد جَذَبتهُ جذبة عنيفة، مِمَّا نتجَ عنه اختلال تَوازنه حيث تَقَهقَر إلى الخَلف - من أثر الجَذبة - كَما ترَكتْ تِلك الجَذبة آثارًا عَلى عُنقه، فَضلاً عَن انشِقاق رِدَائه.



طالَبه صاحب الجَذبة بِأن يَهبهُ من مَال الله، فَتبسَّم ولَم يُعاقِب السَّائل عَلى فِعلته، ثمَّ أمرَ له بِعطاء.

وقَد حَدث أنْ سَألهُ أحدُهم فِي أحد المَجالس قائلاً له: "أَوْصِني"، فأجابه: ((لا تَغْضَب)).

فمن يَكون هَذا الحَليم والمُتناغِم قَوله بِفعله؟! حتمًا إنَّه هُو لا غيره مِن البشر، ذلك الإنسان الَّذي لن يَتكرَّر، مُحمَّدٌ عليه أفضل الصَّلاة والسَّلام.

فَلم تَهتزّ قَاعدة شَخصيَّته كَونَه أثبتَ بِأنَّ ما يتلفَّظ بِه لِسانه هُو ذَاته مَا تَعمل بِه جَوارحه، وبِذلك فَقد برِئ مِن تِلك الفئة "الفَاعِلة لِعكس أَقوالهَا".

ولأنَّه - عَزَّ وجلَّ - كَتب مُنذ الأَزَل بِأنَّ رسولَنا الكريم - صلَّى الله عَليه وَسلَّم - سَيحظَى بِهذهِ المَكانة، فَقد أودَع فِيه صِفة التَّناغُم أو الهَارمُونيَّة، وتعني الانسِجَام.

وقد اتصَّف هُو - جلّ شأْنه - قَبل كُلِّ المَخلُوقات بِتلك الصِّفة، حيث قَال فِي مُحكم تنزِيله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وفي آيةٍ أُخرى يقول - عزَّ وجلَّ -: {قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 36].

وبِما أنَّ النَّفس البشريَّة جُبلتْ على التناغُم بين الأَقْوال والأفْعال، بل في كَافَّة شُؤون حياتِها، حيث لم تَعتَدْ تلك النَّفس عَلى رؤْية تُوَيجات الأزْهَار فِي أَوْج ابتِهاجها فِي الخَريف.

فحريُّ بنا كأشخاص مُدركين بِأنَّ ما نزرعه اليوم نَحصده في الغد، وكأَنفُس مُؤمنة بقوله تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف: 3] - أن نُعدَّ أطفالَنا إعدادًا يؤهلِّهم لأن يكونوا خُلفاء الله فِي الأرض، وبأن يعمروها بِأفعالهم، وألاَّ تُعمرَ تلك الأرض بِأقوال مُهتزَّة القاعدَة.

فَعندما يتكرَّر سينَاريو "كَذب الأقوال" أمام الطِّفل، فهَاهو يُكوِّن اعتقادًا بأنَّ "مَن يكذب يدخل النّار" وقدْ حَفظها عَن ظهر قلْب، ولكنَّه غَير قَادر عَلى استيعَاب تكرار وَالدِته فوْر إمسَاكها لسمَّاعة الهَاتف للقول: "والله ما هو مَوجود"، بينما يتربَّع والدُه في صَدر المَجلس!

فعندمَا تحدث كلُّ هَذه الأُمور تَختلُّ موازين الأخلاق ومعَاييره التي في طَوْر البِناء، فينتج عَنه تكوين مفهوم مُشوَّه، فيُصبح الطِّفل كَعنْصر مُحايد، لا إلى هَؤلاء ولا إلى هَؤلاء، ويقتصر دوْره على مُشاهدة أرْض الواقع المليء بالمُتناقِضات؛ لِيعيش فيما بَعد شخصًا يَحوي عِدَّة شُخوص تَستوطِنُه، فتارة تَجده يصدق، وأُخرى تَجدهُ في عَداد الكاذبين، وبِهذا يكون قدِ ارتكب كلٌّ من الأبِ والأمِّ جُرمًا عن غير قصد.

وبِما أنَّ من أكثر اللَّحظات إيلامًا تِلك الَّلحظة التي يُدرك فيها المرْء أنَّ لحْنَ قولِه قد كُسر نتيجة اختلاف فعله؛ فَلنُجنِّب أطفالنا تجربة هذا النوع مِن الألم، ولنُعلِّمهم عِوضًا عن ذلك مُتعة "الإنصات" للَّحن دون انقطاع[1].

إن أصبتُ فمن الله وإنْ أخطأتُ فَمن نفسي والشَّيطان.




ــــــــــــــــــــ
[1] للأمانة: فكرة "تناغُم الأقوال والأفعال" مقتبسة من كتاب "لوحات نبويَّة" لمؤلّفه عبدالوهاب ناصر الطريري.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.85 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.74%)]