|
ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() {قَالُوا لا ضَيْرَ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ} [الشعراء:50]جاءت هذه الآية ردّاً من السحرة ـ الذين آمنوا بسيدنا موسى عليه السلام ـ على تهديد فرعون بصلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف، وهذا الردّ يدل على أن هذا التهديد لم يؤثر بهم، بدليل قولهم: (لاَ ضَيْرَ)، فـ(لا) النافية للجنس، تصور لنا أنهم ينفون أصل الضرر وجنسه عن هذا التهديد، فهو إن وقع ففيه الخير لهم، لما يترتب عليه من الانقلاب إلى الله ولقائه، وعبروا عن هذا المعنى بقولهم: {إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ}، فهو تعليل لنفي الضرر عنهم، وللإمام الرازي قول بديع هنا، قال: "واعلم أن قولهم: { إِنَّا إِلَىٰ رَبّنَا مُنقَلِبُونَ } فيه نكتة شريفة، وهي أنهم قد بلغوا في حب الله تعالى أنهم ما أرادوا شيئاً سوى الوصول إلى حضرته، وأنهم ما آمنوا رغبة في ثواب أو رهبة من عقاب، وإنما مقصودهم محض الوصول إلى مرضاته والاستغراق في أنوار معرفته، وهذا أعلى درجات الصديقين". ولم يخبرنا القرآن قصص السابقين إلا لنعتبر بها، ونقتدي بالصالحين من شخصياتها، وللمؤمن الواعي في هذه القصة أحسن موعظة ... فيسعى ليصل إلى أسمى درجات اليقين، فتضيء جنبات نفسه بحب لقاء الله، وتسكن روحه وتركن إلى خالق الأكوان .. غير عابئة بما قد يصيبها في سبيله .. تواجه كل ضيق وشدة باللجوء إلى من تصير إليه. .
__________________
روضة عبد الكريم فرعون
ماجستير في تفسير القرآن الكريم وعلومه الجامعة الأردنية http://www.bayan-alquran.net |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |