|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أبو بكر أفندي مبعوث الخلافة العثمانية إلى جنوب أفريقيا أ. د. صالح مهدي السامرائي خواطر (1) أبو بكر أفندي مبعوث الخلافة العثمانية إلى جنوب أفريقيا زرت جنوب القارة الأفريقية أربع مرات ما بين 1978 -1982، في زيارتي الأولى مع الدكتور نعمان السامرائي مبعوثَينِ من سماحة المرحوم عبدالعزيز بن باز، حيث زرنا سيشل، وموريشيوس، وري يونيون، وجنوب أفريقيا، وزيمبابوي (كان اسمها حينئذ روديسيا الجنوبية)، وزامبيا، ومُنِعْنا من زيارة ملاوي؛ حيث كان رئيسها مسيحيًّا متعصبًا يمنع المسلمين - مهما كانت جنسيتهم - من زيارة البلد، كما مُنعنا من زيارة موزمبيق، برغم أن حاكمها كان شيوعيًّا، وجوازات سفرنا عراقية، وكان للعراق علاقات مع الاشتراكيين، وأخَّرونا في زامبيا في المطار أربع ساعات؛ رغم أن رئيسها كان اشتراكيًّا. كانت أولى زياراتنا لجنوب أفريقيا، لمدينة جوهانسبرغ، وفي معهدها الإسلامي في ضواحي المدينة اطَّلعنا على كتاب مؤلَّف بلغة الأفريكان (هولندي مع أفريقي)، وبالخط العربي، من قِبَل شيخ اسمه "أبو بكر أفندي"، وهذا الكتاب يعتبر من كتب التراث النادرة من أفريكاني بالخط العربي. لم يغب عن خاطري أبوبكر أفندي، وفي زيارة لي إلى جنيف، ومركزها الإسلامي الذي أسَّسه المرحوم د. سعيد رمضان، قابلت مسؤولَ المركز، وكان تركيًّا، ويحمل شهادة الدكتوراه (وقد توفِّي لاحقًا)، أخبرني هذا المدير أن باحثًا هولنديًّا ترجم كتاب "أبو بكر أفندي" إلى الإنجليزية، فما كان مني إلا أن كتبت للدكتور قاسم السامرائي - الباحث في مدينة ليدن بهولندا - فتكرَّم وأرسل لي نسخة من الكتاب، من المقدمة المطولة للكتاب الملاحظات التالية: 1- حقَّق المؤلف مصدر الكتاب العربي، فإذا هو كتاب فقهي على مذهب الإمام أبي حنيفة، رغم أن "أبو بكر أفندي" شافعيٌّ، وأهل "كيب تاون" الذين أرسل إليهم كانوا – ولايزالون - على المذهب الشافعي. 2- أبو بكر أفندي عالم كردي، من سهول شهرزور في شمال العراق، وهي ممتدة من السليمانية إلى أربيل. 3- حدثت مجاعة في المنطقة قبل مائة وعشرين سنة تقريبًا، فذهب "أبو بكر أفندي" إلى اسطنبول؛ طلبًا للمساعدة. 4- مسلمو "كيب تاون" في أقصى جنوب أفريقيا أصولهم من أندونيسيا وماليزيا، جلبهم الهولنديون قبل 300 سنة منفيين، وأميرهم الشيخ يوسف، وكانوا مزارعين وعمالاً؛ لتطوير المدينة التي كانت قرية. 5- منع الهولنديون مسلمي كيب تاون من بناء مسجد لهم طيلة حكمهم. 6- في أواخر القرن التاسعَ عشرَ جاء الإنجليز، وشنُّوا حملة للاستيلاء على جنوب أفريقيا، وفاوضوا مسلمي "كيب تاون" على أنهم إذا تعاونوا معهم، فسيسمحون لهم ببناء مسجد. 7- حارب المسلمون مع الإنجليز، وانتصروا، وسُمح لهم ببناء أول مسجد هناك، والذي لا يزال يحمل نفس الاسم حتى الآن، وأخذتُ صورة عنده حينما زرت كيب تاون. 8- طلب مسلمو كيب تاون من المعتمد البريطاني أن يستدعي لهم عالمًا شافعيَّ المذهب، وهذا بدوره كتب لرئيس وزراء بريطانيا، الذي طلب من الصدر الأعظم العثماني (رئيس الوزراء) أن يبتعث عالمًا لجنوب أفريقيا يكون شافعيًّا. 9- صادف ذلك وصول "أبو بكر أفندي" الكردي (الأكراد شافعيو المذهب، والأتراك أحناف)، فعرض عليه السفر إلى جنوب أفريقيا، فوافق. 10- الأمر يحتاج إلى تفصيل، وأُلفت هذه التفاصيل بكتب، وهذا ما ذكره المؤلف الهولندي. 11- وكان مما ذكره الهولندي المترجم: أن شقيق "أبو بكر أفندي" كان قنصلًا فخريًّا للسلطان عبدالحميد في سنغافورة، ومن أغرب ما لاحظت أن عبدالرشيد إبراهيم - المسلم الروسي، الذي زار اليابان والصين وكوريا وسنغافورة - ذكر في كتابه "عالم إسلام"، الذي ترجمتُه للعربية (خرج من المطبعة)، ذكر أن قنصلًا فخريًّا سابقًا في سنغافورة كان محبوبًا من قِبل الأهالي على عكس الحالي، ولم يكن يعلم أن هذا القنصل الفخري المحبوب كان شقيقَ "أبو بكر أفندي". هذا ما حدث لمسلمي كيب تاون، وكان للعثمانيين الدور البارز في نشر الإسلام، وبثّ روح التعاون بين جميع المسلمين في كل أصقاع الأرض، وفي ذلك الزمان، فلابد من أن تنهض الأمة الإسلامية، وتتعاون فيما بينها؛ لتسدَّ الفراغ الذي أحدثه تصدُّع الخلافة،، والله الموفق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |