|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العيد عزة الطرابلسي تشرق على الناس شمس (العيد)، فتضحك الوجوه، وتهتز النفوس، وتضج الدنيا بالمرح والغبطة والسرور. وفي (العيد) تفرض الصدقة، ويسعف الفقير، فيشترك الناس في النعمة والخير، وبهذه الصدقة - كما بالزكاة أيضاً - تتحقق قواعد الاشتراكية في توزيع الثروة ومساعدة المحتاج؛ ولكن برضى النفس، واختيار الفرد، وليس بقوة السلطان وتعسف الحكومة. وفي (العيد) تتصافح الأيدي، وتحفل المجالس، ويحلو الحديث، وتزداد المحبة، فتجتمع الكلمة، وتتوثق الرابطة، وينتشر على الناس لواء الأخوة، والمحبة والسلام. وفي (العيد) يتنادى المسلمون (الله أكبر)، فيشعر المسلم بجلال الدين، وعزة الإسلام، ولذة الجهاد وفي (العيد) يخرج المسلم من رمضان، قويّ العقيدة، سري الخلق، محباً للطاعة راغباً في الخير، فتعلوا كلمة الله، ويتمكن الإسلام في الأرض، وتتم الغلبة للمسلمين. ذلك بعض معاني العيد في عهوده الماضية، يوم كان الإسلام وكان المسلمون. أما اليوم! فقد أصبح (العيد) زينة في الثياب، وتقليداً في التحية، وانغماساً في الشهوة، وجريمة في الشارع، وانحلالاً في الخلق، أصبح قفراً عاطلاً عن معانيه، كالحاً باهتاً في ألوانه، ذليلاً مستضعفاً في شكل الفرد، ومظهر الحكومة. فلنعده زاهياً زاهراً بنصر الله. وليجتمع على تعزيز هذا الدين جماعة الحكومة، وأفراد الشعب. وبعد فسيشرق هذا (العيد)، ونحن على عتبة عهد جديد، تدمع العين فيه بتذكر الماضي، ويبتسم الفم لرجاء المستقبل. لقد كنا في أطراف الساحة، فأصبحنا الآن في صميم المعركة، فما أحرانا أن نقتسم الجهاد، ونتوزع الواجب، ونتعاون على الخير؟ وما أحرانا أن نوحد القلوب، ونجمع الكلمة، وننسى الخصومة؟ أيها المسلمون: هذا دينكم يفرض عليكم الجهاد، وهذا وطنكم يدعوكم للعمل. فاعملوا مجتمعين موحدين، مسلمين، مخلصين لخيره وسعادته. المصدر: مجلة التمدن الإسلامي، السنة الثانية، العدد الثامن، 1355هـ - 1936م
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |