روضة العيد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137797 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42196 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5453 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-03-2020, 04:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي روضة العيد

روضة العيد


نبيل بن عبدالمجيد النشمي



قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185].





وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((للصائم فرحتان: فرحة عند فِطره، وفرحة عند لقاء ربه))؛ متفق عليه.





وعن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفِطر حتى يأكل تمراتٍ"؛ أخرجه البخاري[1].





هدية الرحمن لعباده، وجائزته لأوليائه، يوم يفرح فيه مَن صام كما أُمِر فرحًا بتمام النعمة وكمال الطاعة: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].





العيد عند الصائم ليس مجرَّد أكلٍ وشرب ولبْس وضحكات وزيارات فحسب، بل أكبر من ذلك وفوق كلِّ ذلك، فهو سرور بامتثال الصائم لأمر الله - تبارك وتعالى - ومُتابعته لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عيد بهجة ونشوة، لكن بما لا يُغضب الله بل بما يرضي الله - تبارك وتعالى.





فرح الصائم بالعيد يَزيده قُرْبة من الله - تبارك وتعالى - فهو باب من أبواب عبادة الله، فيبدؤُه بالتكبير والصدقة ويَمرُّ على صلاة وخطبة وتجمع الأحبة، ويُعرِّج على صِلة رحِم وتهنئة أخ، تبسّم بوجه باسم ولسان طيِّب وقلب صافٍ، ويتم فيه توزيع هدايا وترديد تهانٍ، والفرحة تنتشِر بين الجميع، فالعيد للجميع والمودة والمحبَّة شعار الجميع في هذا اليوم العظيم.





يوم عيد الصائم يوم يحبه الله - تبارك وتعالى - واختصَّ الله بالفرح به لمن صام صومًا حقيقيًّا على مراد الله - تبارك وتعالى - فما كلُّ مَن حضر العيد فاز بجماله وحلاوته وسعادته.





عيد الصائم يحمل معانيَ راقية ويُحقِّق أحلامًا رائعة مِن تصافي القلوب وتسامي الأخوة، وتعاظُم المحبة في الله - تبارك وتعالى - فهذا يومها، وحُقَّ له أن تفخَر.





عيد الصائم فرحة بتمام شهر أتمَّ فيه الصائم ركنًا من أركان دينه، ممتثلاً أمر ربه - تبارك وتعالى - مستجيبًا لما دعاه إليه، ملبِّيًا لندائه، متَّبِعًا لسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فلا تستغربنَّ ولا تُنكِرنَّ على صائم فرحتَه بيوم عيد الفطر؛ فذلك فضلٌ مِن الله أكرمه به، والمحروم مَن جعل صومه للنوم وضياع الأوقات، وما عاش لذَّة السجدات ولا طول الوقفات بين يدي رب الأرض والسموات، فما أتعس من يكون حزينًا في يوم يَفرح فيه كلُّ الناس! وما أعظم خسارته وما أشد حسرته.





يتميَّز عيد الصائم الصادق في صومه بأنه مُنضبِط بما يرضي ربه، فلا يجعل من فرحه فرصة لمعصيته، ولا بابًا لتعدِّي حدوده، بل هو حريص على أن يكون في فرحه طائعًا لله - تبارك وتعالى - بعيدًا عن كلِّ ما يُغضِبه فهو عبد لله - تبارك وتعالى - في كلِّ حين وعلى كل حال، فيجعل من عيده طاعة كما كان صومه طاعة، فالعبادة كل ما يحبه الله تبارك وتعالى من الأقوال والأفعال، وفي مختلف الأوقات والمناسبات.





هنيئًا العيد وتمام النعمة وحصول المنة لمن وفَّقه الله إلى بلوغ النهاية، وتعازينا لمن فرَّط وضيَّع ومرَّ الشهر وانتهى، ولم يأخذ من خيره ولم يتنعَّم بأطيب ما فيه، وكم هي حسرته يوم توزَّع الجوائز، ويَظهَر السرور وتعيش قلوب الصائمين لحظات ما بعدها لحظات!





العيد هدية من الله - تبارك وتعالى - وجائزة خِتام لمن صام، فلا يعصى فيه الله، وليكن عيدَ طاعة يملأ القلب فرحًا، ولا يُغضِب الله - تبارك وتعالى - وليكن إغضابه للشيطان، خاصة بعد شهر كله طاعات وقُربات وحسنات، فمن الحماقة أن يُضيِّع جهد شهر في يوم أو ساعات وبعد انصرام الشهر بالحال.





فدع عنك منكراتِ الأعياد ومخازي القنوات وقبيح العادات في مِثل هذه المناسباتِ، وكن مراقبًا للجبار اللطيف الخبير - سبحانه - في السراء والضراء، ولا تظنَّ أن سيفوتك شيء، فستذهب اللذات وتبقى الحسرات وتتضاعف الآهات.





واجعل عيدك عامًّا بالأفراح على الأهل والأولاد والأحباب، في البيت وخارجه وفي الطرقات، وكن باسمًا لطيفًا مسلِّمًا مهنِّئًا بالخير مقبلاً به غير مدبِر، حامل السرور بين يديك وفي وجهك وعلى لسانك، وليكن هذا اليوم بعيدًا كلَّ البعد عن كلِّ المنغصات والمُحزِنات، والله يَهَب لمن يشاء الخيرات، ويبتلي مَن يشاء بالأحزان والأكدار.






اللهم تقبَّل صيامنا وقيامنا، واجعل رمضان في ميزان حسناتنا، وأعِده علينا عامًا بعد عام، وارزقنا الجنة مع الأبرار يا رحيم يا رحمن.






[1] البخاري (910).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 68.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.94 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.50%)]