|
ملتقى أعلام وشخصيات ملتقى يختص بعرض السير التاريخية للشخصيات الاسلامية والعربية والعالمية من مفكرين وأدباء وسياسيين بارزين |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترجمة القاسم بن ثابت السرقسطي د. سيد مصطفى أبو طالب اسمه ونسبه: هو القاسم بن ثابت بن حزم بن عبدالرحمن بن مُطَرِّف بن سليمان العَوْفي السرَقسطي[1]. يكنى: أبا محمد، وينسب إلى سرقسطة، وهذه النسبة إلى بلده مسقط رأسه، وهي بلدة مشهورة تتصل أعمالها بأعمال تَطِيلة، ذات فواكه عذبة، مبنية على نهر كبير[2]. مولده ونشأته: ولد القاسم سنة (255هـ) بمدينة سرقسطة. ونشأ في كنف أبيه ثابت بن حزم الإمام المحدث اللغوي، وعُنِيَ ثابت بابنه القاسم أتم عناية، إذ أشرف على تعليمه، وهيأ له أن ينهل من علوم عصره، واصطحبه للسماع والأخذ من علماء بلده، فسمع القاسم وأبوه من إبراهيم بن نصر الجهني (ت287هـ)، وكان إمامًا عالِمًا بالحديث وعلله[3]. وبعد أن نهل من هذا العالم ومن غيره، اتجه إلى قرطبة حاضرة بلاد الأندلس، ثم اتجه بعد ذلك إلى بلاد المشرق. وقد لقِي في هذه الرحلة إلى بلاد المشرق هو وأبوه علماء ورواة، وتزوَّدوا من العلوم والمعارف، وعُنِيا عناية خاصة بالحديث. يقول ابن الفرضي: وعُنِيَا بجمع الحديث واللغة، فأدخلا الأندلس علمًا كثيرًا، ويقال: إنهما أول من أدخل إلينا كتاب العين[4]. شيوخه: تتلمذ القاسم بن ثابت على عدد من أئمة الحديث واللغة، منهم: 1- إبراهيم بن حُمَيد بن العلاء الكَلابَزِي النحوي المقرئ (ت316هـ)[5]. 2- إبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي مولى بني أمية، يكنى: أبا إسحاق (ت300هـ)[6]. 3- إبراهيم بن نصر الجهني يكنى أبا إسحاق، قرطبي الأصل (ت287هـ)[7]. 4- خلف بن عمري العُكْبَرِي أبو محمد (ت296هـ)[8]. 5- عبدالرحمن بن سليمان بن موسى بن مِرْدَاس الجُرْجَانِي[9]. 6- عبدالله بن علي بن الجارُود النيسابوري أبو محمد (ت307هـ)[10]. 7- علي بن عَبْدَك الجرجاني[11]. 8- محمد بن أحمد بن الهيثم أبو الحسن التميمي المصري[12]. 9- محمد بن وَلاَّد التميمي أبو الحسن (ت298هـ)[13]. 10- هارون بن زكريا الهجري أبو علي (ت300هـ) تقريبًا[14]. أما عن تلاميذه، فلم أقف على شيء في ذلك، ولعل ذلك راجع إلى أنه بعد رحلته من المشرق عكف على تصنيف كتابه "الدلائل"، ولم تمهله الأيام لإظهار الكتاب وإملائه للناس، بل لم تُمهله لإتمامه، والذي أتمه أبوه ثابت. منزلته: تبوأ القاسم منزلة علمية مرموقة حتى أصبح هو وأبوه ثابت أشهر من نُسِب إلى سرقسطة. قال ياقوت وهو يتحدث عن سرقسطة: وأنبل مَن نُسِب إلى سرقسطة ثابت بن حزم، وكان عالمًا متقنًا بصيرًا بالحديث والفقه والنحو والغريب والشعر[15]. ثم قال: وابنه قاسم كان أعلم من أبيه وأنبل وأورع، رحل مع أبيه، فسمع معه، وعني بجمع الحديث واللغة، فأدخل إلى الأندلس علمًا كثيرًا[16]. وشهد من ترجم له بسعة العلم، قال ابن الفرضي: كان قاسم عالمًا بالحديث والفقه، متقدمًا في معرفة الغريب والنحو والشعر، وكان مع ذلك ورعًا ناسكًا[17]. وقال القفطي متحدثًا عنه وعن أبيه: كانا من أهل العلم بالعربية والحفظ للغة والتفنن في ضروب العلم... ورحلا إلى المشرق، فلقِيا رجال الحديث، وجال اللغة، وجمعا هنالك علمًا كثيرًا، وهما أول من أدخلا كتاب العين الأندلس، وكان ثابت وقاسم ولده من أهل الفضل والورع والعبادة[18]. وقال الذهبي عن القاسم أثناء ترجمة أبيه: وكان ولده من الأذكياء المعدودين، وهو قاسم بن ثابت[19]. ويقول ابن الفرضي: وأُرِيدَ عَلَى أن يَلي القضاء بِسَرقُسطة، فامْتَنَع مِن ذلك، وَأرَادَ أَبُوه إكْرَاهَه عليه، فَسَألهُ أَن يَتركَهُ يَتَراءى في أَمره ثلاثة أيَّام يَسْتَخير الله فيها، فَمات في هذه الثَّلاثَة الأيام، فَيْروُون أنه دَعَا لِنَفْسه بالمَوت، فقَبَضَهُ اللهُ أجَلَّ محمودًا، وكانَ يُقَال: إنه مُجاب الدَّعْوة[20]، لقد أعرض القاسم عن الدنيا وزهرتها، وآثر الحياة الباقية، وحمله ورعه ونسكه على رفض ولاية القضاء، وضن بدينه أن يخدش أو يتعرض لفتنة. وفاته: مات القاسم فجأة وهو ابن سبع وأربعين، وقد سبق ذكر سبب وفاته، مات سنة (302هـ)[21]. [1] فهرس ابن عطية (ص139)؛ للإمام القاضي عبدالحق بن عطية الأندلسي، تح/ محمد أبو الأجفان، ود. محمد الزاهي، دار الغرب الإسلامي، بيروت ط:2 – 1983م، وتاريخ علماء الأندلس (ص360)؛ لابن الفرضي، الدار المصرية للتأليف والترجمة 1966م، وبغية الملتمس في تاريخ أهل الأندلس (ص448)؛ لأحمد بن يحيى الضبي، دار الكتاب العربي. 1967م. [2] معجم البلدان (3/ 213). [3] تاريخ علماء الأندلس (1/ 360). [4] تاريخ علماء الأندلس (1/ 360). [5] طبقات اللغويين (ص183)، وغاية النهاية (1/ 19). [6] تاريخ علماء الأندلس (ص13)، وتهذيب الكمال (2/ 218). [7] تاريخ علماء الأندلس (1/ 12)، وجذوة المقتبس في تاريخ علماء الأندلس (ص157)؛ للحميدي تح/ إبراهيم الإبياري – دار الكتاب المصري- القاهرة، ودار الكتاب اللبناني – بيروت ط:3 – 1410هـ - 1989م. [8] تاريخ بغداد (8/ 331)، وسير أعلام النبلاء (13/ 239)، وشذرات الذهب (3/ 410). [9] تاريخ جرجان (ص256)؛ لحمزة بن يوسف الجرجاني؛ تح د / محمد عبدالمعيد خان – عالم الكتب. بيروت ط3. 1401هـ - 1981م. [10] سير أعلام النبلاء (14/ 239). [11] ذكر له حمزة بن يوسف الجرجاني بعض الآثار؛ تاريخ جرجان (ص311). [12] تاريخ بغداد (1/ 370). [13] طبقات اللغويين والنحويين (ص217)، وبغية الوعاة (1/ 259). [14] الأعلام (8/ 60). [15] معجم البلدان (3/ 213). [16] معجم البلدان (3/ 213). [17] تاريخ علماء الأندلس (ص361). [18] إنباه الرواة (1/ 297). [19] سير أعلام النبلاء (14/ 562). [20] تاريخ علماء الأندلس (ص361). [21] سير أعلام النبلاء (14/ 563)، وبغية الوعاة (2/ 252).
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |