الحسد وخطره على الدعوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         محرمات استهان بها الناس كتاب الكتروني رائع (اخر مشاركة : Adel Mohamed - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-03-2020, 02:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي الحسد وخطره على الدعوة

الحسد وخطره على الدعوة


د. هند بنت مصطفى شريفي






الحسد هو (أن يرى الرجل لأخيه نعمةً فيتمنى أن تزول عنه وتكون لهُ دونه)[1]، وهو من الرذائل الخلقية ذات النتائج النفسية والاجتماعية السيئة جداً على الأفراد والجماعات، وعلة هذا الداء ترجع إلى إفراط في الأنانية وحب الذات، مع ضعف في الإيمان بكمال حكمة الله تعالى[2]، في توزيعه الأرزاق بين عباده.



ويؤلف هذا الانحراف الخلقي مع الكبر مانعاً وصادًّا قويًّا عن الاستجابة للحق، فهو (مانع إبليس من الانقياد للأمر، وهو داء الأولين والآخرين إلا من عصم الله، وبه تخلف الإيمان عن اليهود الذين شاهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفوا صحة نبوته، ومن جرى مجراهم، وهو الذي منع عبد الله بن أبي من الإيمان، وبه تخلف الإيمان عن أبي جهل وسائر المشركين، فإنهم لم يكونوا يرتابون في صدقه، وأن الحق معه، لكن حملهم الكبر والحسد على الكفر به، وبه تخلف الإيمان عن أمية وأضرابه، ممن كانوا على علم بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم)[3].



وقد كان هذا الحسد من قريش منصبا في اتجاهين:

الاتجاه الأول: حسد موجه لشخص النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كيف يمنُّ الله عليه بشرف النبوة والرسالة من بينهم، وفيهم من هو أكثر منه ثراء وأعظم مكانة، فقالوا ﴿ أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي ﴾[4]( فأنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم ورؤسائهم، وينزل عليه الكتاب من بينهم، كما قالوا ﴿ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴾[5]، وهذا الإنكار ترجمة عما كانت تغلي به صدورهم من الحسد على ما أوتي من شرف النبوة من بينهم)[6].



وعبر عن هذا الحسد أبو جهل بقوله: تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف: أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا بالركب وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء، فمتى ندرك مثل هذه، فهذا الحسد هو الذي قعد بأبي جهل عن الاعتراف بالحق، الذي غالب نفسه عليه فغلبته ثلاث ليال، أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم قد بلغ ما لا يطمع إليه طامع[7].



وكان حالهم كما قال تعالى عنهم: ﴿ وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ﴾[8].



قال الإمام الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [الأنعام: 124]: إن آيات الأنبياء والرسل لم يُعطها من البشر إلا رسول مرسل، وليس العادلون بربهم الأوثان والأصنام منهم، فيعطوها، يقول جل ثناؤه: فأنا أعلم بمواضع رسالاتي، ومن هو لها أهل، فليس لكم أيها المشركون أن تتخيروا ذلك عليّ أنتم، لأن تخير الرسول إلى المرسِل دون المرسَل إليه، والله أعلم إذا أرسل رسالة بموضع رسالته)[9].



وأهل مكة قد علموا فضل النبي وصدق نبوته لكنهم بغضوه بسبب الحسد الذي تعمق في نفوسهم، (فالحسد يوجب البغض للمحسود، وإن لم يكن من جهته إيذاء وسبب يقتضي الغضب والحقد)[10].



قال الإمام ابن القيم رحمه الله الحاسد يحمله بغض المحسود على معاداته، والسعي في أذاه بكل ممكن، مع علمه بفضله وعلمه، وأنه لا شيء فيه يوجب عداوته إلا محاسنه وفضائله، ولهذا قيل: الحاسد عدو للنعم والمكارم)[11].



الاتجاه الثاني: انصبَّ الحسد فيه على السابقين للإسلام، الحائزين على شرف متابعة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرته، فقالوا ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ[12]، فهذا مما يُظهر بوضوح مدى العلاقة بين دافع الكبر ودافع الحسد، وهي علاقة وطيدة وعكسية، بمعنى أن كلاً منهما سبب لوجود الآخر، وهما يكونان خليطا واحدا يمنع بين الإنسان وبين الحق[13].



وقال تعالى كاشفًا خبيئة صدورهم ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ﴾ [النساء: 89][14]، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: هم يريدون لكم الضلالة، لتستووا أنتم وإياهم فيها، وما ذاك إلا لشدة عداوتهم وبغضهم لكم[15].



فدفعهم بغضهم للمسلمين، إلى حسدهم وتمني زوال نعمة الإسلام عنهم، (فالحسد يلزم البغض والعداوة لا يفارقهما)،[16]فحقيقة هدفهم وحسدهم رد الناس عن اتباع الحق وسلوك طريق الهدى الموصلة إلى الله عز وجل، وتجنيبهم الجنة، وإرادتهم أن يكون طريقهم عوجا غير معتدلة، وهذا بسبب جحودهم وتكذيبهم بالآخرة،[17] كما قال تعالى ﴿ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ[18].



ودافع الحسد مشترك بين طوائف الصادين عن الحق من يهود ومشركين ومنافقين، كما يوضح ذلك قوله تعالى ﴿ مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [19]، ففي هذه الآية يكشف الله تعالى للمسلمين، عما تكنه صدور اليهود وأذنابهم من المشركين، على اختلاف أنواعهم، من الشر والمعاداة، وما تحمله قلوبهم من الحسد والحقد، بحيث ما يودون أن ينزل الله على المسلمين أي خير، سواء أكان هداية أم نصراً أم مغنما، فالمشركون بشتى أنواعهم قديما وحديثا لا يكفون عن عدائهم للمسلمين والمكر بهم، آخذين بخلق وتوجيهات أسيادهم اليهود.[20]





[1] النهاية في غريب الحديث 1/ 383.




[2] بتصرف، الأخلاق الإسلامية وأسسها 1/ 789.




[3] مفتاح دار السعادة 1/ 96.




[4] سورة ص جزء من آية 8.




[5] سورة الزخرف آية 31.




[6] تفسير الكشاف 3/ 361.




[7] بتصرف، في ظلال القرآن 5/ 3012.




[8] سورة الأنعام 124.




[9] جامع البيان عن تأويل آي القرآن 8/ 25.




[10] إحياء علوم الدين 3/ 353.




[11] مفتاح دار السعادة 1/ 95.




[12] سورة الأنعام جزء من آية 53.




[13] بتصرف، دوافع إنكار دعوة الحق في العهد النبوي، وسبل علاجها: عبد الرحمن بن يوسف بن عيسى الملاحي ص 223، دار عالم الكتب للطباعة والنشر الرياض، ط:1، 1414هـ 1993م.




[14] سورة النساء جزء من آية 89.، وهذه الآية وإن كانت بصدد المنافقين إلا أن الآيات التالية تكشف عمق هذا الانحراف الخلقي في كل الطوائف المعادية للإسلام.




[15] بتصرف، تفسير القرآن العظيم 2/ 327.




[16] إحياء علوم الدين 3/ 193.




[17] بتصرف، تفسير القرآن العظيم 4/ 247.




[18] سورة هود آية 19.





[19] سورة البقرة جزء من آية 105.




[20] بتصرف، صفوة الآثار والمفاهيم 2/ 290. وقد ورد في الكتاب الكريم التصريح بحسد أهل الكتاب للمسلمين في قوله تعالى: ﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ..... ﴾ [البقرة: 109].



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.32 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.88%)]