الشوق إلى عرفات - بقلم مذيع الجزيرة محمد كريشان

[أبوسيف]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

مقال جميل لكاتب لم أقرأ له يوماً كلمة ، و لكن ها هو يُطل علينا بتعابير نخاف حتى أن نفكر فيها ، و يأخذنا إلى أماكن لم نجرؤ الوصول إليها من قبل..

'نفتقده كثيرا... لكننا لا نريد ياسر عرفات آخر' ...قالها رمز كبير عن رمز كبير آخر، قالها راحل حديث عن راحل سبقه، قالها محمود درويش عن ياسر عرفات في سياق الإشارة إلى أن 'الختيار' وإن ترك فراغا كبيرا في الساحة الفلسطينية إلا أن تجربة الزعيم الواحد يجب ألا تتكرر على أساس أن الفلسطينيين بحاجة الآن إلى شيء آخر غير القائد الرمز الذي عادة ما يراكم من المزايا ما يفوق قليلا أو يوازي ما عليه من العيوب.
'نفتقده كثيرا'... هي الطاغية الآن في الذكرى الرابعة للرحيل الدرامي لياسر عرفات بما يفوق عدم الرغبة في رؤية عرفات جديد، ذلك أن ما تعانيه الساحة الفلسطينية حاليا من تشرذم ومعارك هامشية وسجال عقيم ما كان له أن يتم، على الأقل بهذا الشكل السخيف المستفز، لو كان أبو عمار موجودا، فمع أن الرجل لم يكن يفتقر إلى خصوم داخليين أو خارجيين إلا أن لا أحد كان قادرا في السابق أو الآن على التشكيك في دوره الموحد للشعب الفلسطيني وقدرته على الاختزال الرمزي لطموحاته الوطنية في التحرر والانعتاق، حتى أن موشي يعلون قائد أركان الجيش الإسرائيلي السابق لم يستطع في كتابه الصادر أخيرا 'درب طويل قصير'، وهو الذي لا يخفي فيه كرهه الشديد للرجل الذي اتهمه بالخداع ورغبته الدفينة في تصفية إسرائيل رغم كل حديثه عن السلام وعقده لاتفاقات أوسلو معها، تجنب الاعتراف بأن ياسر عرفات جسد بكوفيته الثورة الفلسطينية حتى وفاته ولم يكن بالإمكان، كما قال، الفصل بينه وبينها بعدما صاغ الفلسطينيين شعبا ووضعهم منذ الستينات على الخريطة العالمية رغم أخطائه ومناوراته الكثيرة. ويضيف يعلون الذي كان قائدا لوحدة خاصة في حرب لبنان عام 1982 مهمتها البحث عن عرفات في بيروت لتصفيته، أنه لا يمكن له سوى أن يحترم هذا الزعيم الفلسطيني الذي 'ظل زاهدا ولم تعنه حياة الرخاء مكرسا نفسه للقضية بشكل مطلق ولا يمكن إلا أن تحترمه لأنه لم يفقد صلة العين بهدفه الاستراتيجي الأعلى طوال مسيرته حتى عندما انشغل بقضايا يومية عابرة'.
في الذكرى الرابعة لرحيل ياسر عرفات لم نعد نجد على الساحة الفلسطينية سوى فئتين واحدة أدمنت المفاوضات العبثية ولقاء الإسرائيليين دون أفق واضح أو مقنع، وأخرى أدمنت الشعارات الكبرى والمزايدات واستمرأت 'فقه المناكفة'، واحدة أوصلت الناس إلى الكفر بالخيار السلمي والثانية أوصلته إلى الكفر بالمقاومة. وبين هذين الكفرين لم يعد للفلسطينيين من هم سوى مكابدة شغف العيش ومحاولتهم كسب قوتهم اليومي. وبفضل 'عبقرية ' هاتين الفئتين، تحولت القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطني إلى قضية رواتب وبنزين وكهرباء وفتح معابر!!
عرفات ظل باستمرار وحتى آخر أيامه وفيـّــا لما قاله في خطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974، والذي صاغه محمود درويش، حيث ظل ممسكا بالبندقية بيد وغصن الزيتون بيده الأخرى محذرا من إسقاطه، لكنهم مع ذلك فعلوها وزادوا فحملوه شخصيا مسؤولية ذلك. أربع سنوات منذ أن أزاحت الأقدار 'العقبة' التي روج بوش وكثير غيره أنها تقف أمام السلام، فما الذي تحقق بعد ذلك سوى استمرار نفس التسويف وبيع الأوهام؟!! أربع سنوات والفلسطينيون أبعد ما يكون، للأسف الشديد، حتى عن تلك العتمة الشديدة التي تسبق انبلاج الفجر الشديد، كما وصف درويش المرحلة في تأبينه للرئيس وقتذاك.
أربع سنوات أبـــنا في نهايتها شاعر الثورة بعد قائدها فيما يخشى إذا ما استمر هذا الوضع الفلسطيني الداخلي المزري أن نؤبن قريبا القضية برمتها .

[ابو كارم]

السلام عليكم ورحمة الله
بالتوفيق ان شاء الله

[أبوسيف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو كارم

السلام عليكم ورحمة الله
بالتوفيق ان شاء الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

حياك الله أخي أبو كارم

جميل أن نرى تواجدك معنا دوماً

[فرسان الاسلام]

موضوع جميل يحتوي في معظمه على نقاط هامة
ابو عمار وصدام حسين حافظا على شعبهما من التشرذم والانقسام
رحمكما الله ورحمك الله يا محمود درويش

[أبوسيف]

[quote=فرسان الاسلام;608051]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

أشكر مرورك الجميل أخي الكريم فرسان الإسلام و جزاك الله خيراً.

[العائذة بالله]

مقال رائع من مذيع لطالما أمتعنا ببرامجه الهادفة
ونقلٌ موفق أخى أبو سيف
وفقكم الله لما يحب ويرضى

[أبوسيف]

[quote=العائذة بالله;612563]


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،

حياكم الله أختي العائذة بالله و بورك مروركم الطيب

جزاكم الله خيراً.

[انين الاقصى]

السلام عليكم
رغم اني حمساوية قلبا وقالبا .....لكن يشهد ربي اني احببت الرجل على الاقل رفض ما يقبله .......
بوركت على النقل اخي وادامك