استحالة خلق الإنسان عبثًا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5888 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2020, 08:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي استحالة خلق الإنسان عبثًا

استحالة خلق الإنسان عبثًا




















د. سمير مثنى علي الأبارة





لقد ظن قومٌ أن هذه الحياة فرصة للأكل والمتع والشهوات واللذائذ، فتنافسوا على الرغيف، وقضوا حياتهم في تلبية نزواتهم وشهواتهم ومتعهم ولذائذهم، وهذه الأهداف أهداف هزيلة وضئيلة لا قيمة لها؛ لأن الإنسان يشارك فيها الحيوان، والحيوانات لا تتجاوز أهدافها في هذه الحياة هذه الأهداف.









والله تبارك وتعالى يعيب على الكفار أن تكون تحليلاتهم لهذه الحياة عند هذا المستوى، فيقول جل ذكره: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ ﴾ [1] ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ ﴾ في الدنيا ﴿ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ ﴾التي تأكل وهي غير عابئة بعاقبتها، ولا حاسبة لمآلها حساباً. ومآلها النحر والذبح والمهانة، ﴿ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْأي منزل ومقام ومصير[2].









ويقول عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم: ﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ [الفرقان: 44] [3] أم تظن أن أكثرهم يسمعون آيات الله سماع تدبر، أو يفهمون ما فيها؟ ما هم إلا كالبهائم في عدم الانتفاع بما يسمعونه، بل هم أضل طريقًا منها[4].









ويقول سبحانه وهو يخبر أن هؤلاء هم الذين ذرأهم الله للنار: ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ [الأعراف: 179] [5] ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا ﴾أي خلقنا ﴿ لِجَهَنَّمَ ﴾ أي لدخولها والتعذيب بها ﴿ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ﴾ وهم الكفار من الفريقين، الموصوفون بقوله تعالى:﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ أي آيات الله الهادية إلى الكمالات ﴿ وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا ﴾أي دلائل وحدته، بصر اعتبار ﴿ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا ﴾ أي الآيات والمواعظ سماع تدبر واتعاظ، يعني أنهم لا ينتفعون بشيء من هذه الجوارح التي جعلها الله سببا للهداية[6].









إذاً: ليس الهدف من خلق الإنسان أن يأكل ويشرب، ويتمتع وينكح وينام؛ هذه أهداف البهائم إذاً ما الهدف؟ هل يعيش الإنسان من أجل أن يموت؟ لأن نهاية الحياة الموت، لقد كان عدماً قبل أن يأتي، فلو كان الغرض من خلق الإنسان أن يموت لتركه الله في الأصل؛ عدماً، إذ ما معنى أن يأتي عبر تلك المراحل الشديدة، تسعة أشهر في معاناة وحمل وكره من قبل الأم، ثم وضع في كره، ثم إرضاع سنتين في تعب، ثم تربية إلى أن يكبر، ثم مجاهدة في الحياة وتعب ومعاناة وأمراض، وكد وكدح.









والله تعالى يقول: ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ ﴾ [البلد: 4] [7] يكابد مصائب الدنيا، وشدائد الآخرة[8]، والكبد: هو المعاناة، ثم بعد ذلك يموت وتنتهي الرحلة ولا يكون أي غرض غير هذا؟! أيخلق الإنسان من أجل أن يعاني ويتعب، ويكد وينصب ثم يموت؟ لا والله! إن الله عز وجل منزه عن العبث، يقول عز وجل: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴾ [ص: 27] [9] أي: عبثاً:﴿ ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي: هذا زعم الكفار:﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ ﴾أي: ويل لهم يوم معادهم ونشورهم من النار المعدة لهم[10].









ويقول تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 16، 17] [11] وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما عبثًا وباطلا بل لإقامة الحجة عليكم- أيها الناس- ولتعتبروا بذلك كله، فتعلموا أن الذي خلق ذلك لا يشبهه شيء، ولا تصلح العبادة إلا له[12].









ونستدل من كل هذا أن الإنسان لا بد أن يصحح فكره ومعتقده وينظر ما يرضى ربه حتى يفوز بما أعده الله للمفلحين.








[1] سورة محمد:12



[2] أوضح التفاسير، المؤلف: محمد محمد عبد اللطيف بن الخطيب (المتوفى: 1402هـ)، الناشر: المطبعة المصرية ومكتبتها، الطبعة: السادسة، رمضان 1383 هـ - فبراير 1964م (ج1/ص623).
محمد محمد عبداللطيف بن الخطيب، ولد في القاهرة، وفيها توف، عاش في مصر ولبنان والسعودية، حفظ القرآن الكريم صغيرًا، ثم التحق بمدرسة الحسين الابتدائية، فحصل على شهادتها مكتفيًا بها ليعكف على تثقيف نفسه وفق منهج متكامل، حتى أصبح واحدًا من علماء عصـره في التفسير وعلوم القرآن الكريم، كان عضوًا في العديد من الجمعيات والنقابات ، له عدد من المؤلفات في مجال التفسير والفكر الإسلامي.( الترجمة من تفسيره).



[3] سورة الفرقان:44.



[4] التفسير الميسر (ج1/ص364). المؤلف: نخبة من أساتذة التفسير، الناشر: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشـريف - السعودية، الطبعة: الثانية، مزيدة ومنقحة، 1430هـ - 2009 م.



[5] سورة الأعراف:179.



[6] محاسن التأويل (ج5 - ص 225). المؤلف: محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم الحلاق القاسمي (المتوفى: 1332هـ)، المحقق: محمد باسل عيون السود، الناشر: دار الكتب العلميه - بيروت.
جمال الدين القاسمي (1332 هـ) محمد جمال الدين بن محمد سعيد بن قاسم أبو الفرج من سلالة الحسين السبط، عالم مشارك في أنواع العلوم، إمام الشام في عصـره علما بالدين وتضلعا من فنون الأدب، مولده ووفاته في دمشق. كان سلفي العقيدة لا يقول بالتقليد، ونشـر بحوثا كثيرة في المجلات والصحف. ترك ثروة وافرة من تآليفه النافعة الكثيرة. وافاه الأجل في الثالث والعشـرين من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وألف. كتاب الأعلام (2/ 135) ومعجم المؤلفين (3/ 157 - 158).



[7] سورة البلد:4.



[8] جامع البيان في تأويل القرآن للطبري (ج24 - ص 434).



[9] سورة ص:27.



[10] تفسير القرآن العظيم لابن كثير (ج7 - ص 63).



[11] الأنبياء: ١٦ - ١٨.




[12] التفسير الميسـر (ج1/ص323).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.48 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]