تكليف رباني - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141096 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 12-02-2020, 01:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي تكليف رباني

تكليف رباني
صادق محمد مهيوب الهادي


القيام بواجب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر واجب إلهي، وتكليف رباني، لم يُقيد بالأحرار دون الأرقاء، ولا بالرجال دون النساء، ولا بالعلماء دون العامة، ولا بشخص دون آخر، بل إنَّ ظاهر الآيات والأحاديث تدل على دخول كل أولئك في ذلك، كقوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) [التوبة:71] أين الولاية؟ (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [التوبة:71].
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من رأى منكم منكراً فليغيره)) (1).
وهذا يشمل الجميع كما هو ظاهر؛ لأن الخطاب في الآية لعموم المؤمنين والمؤمنات، وفي الحديث جعله واجبًا على كل راءٍ له؛ وما ذلك إلا لخطورة المنكرات، فلم يجعل الشارع هذا الواجب مقيداً بأحد ولا بزمان ولا مكان، بل جعل الشارع تغييرها واجبًا على كل راءٍ لها، قادر على إنكارها وتغييرها، مع مراعاة المصالح والمفاسد.
وهذا منطوق هذا الحديث، فلفظ «مَن» في قوله: «مَن رأى» من ألفاظ العموم، فهي تعطي دلالة كلية عامة، تشمل كل مكلَّف، قال الشيخ ابن عثيمين: "((مَنْ)) اسم شرط جازم، و((رأى)) فعل الشرط، وجملة: ((فليغيرْه بيده)) جواب الشرط" (2).
وكل اسم وقع شرطاً عمَّ مقتضاه.
فهو إذن واجب على كل مكلف قادر بشروطه، وإنْ وضع الشارع للآمر والناهي ضوابط وصفات ينبغي أن يتحلى بها عند الأمر والنهي، لكن لا يُعد ذلك إسقاطاً لهذه الشعيرة، ولا تقييدًا لها، ولا إهمالاً لها.
وليس الأمر خاصاً برجال الحسبة المكلفين من قبل ولي الأمر، نعم هؤلاء عليهم المسئولية الكبيرة؛ لأمور:
- لتكليفهم من قبل الله -عز وجل- أولاً.
- ولتكليفهم من قبل ولي الأمر ثانياً.
- ولأخذهم الأجرة على ذلك.
ولكن هذا لا يعفي غيرهم من الإنكار، فالكل مكلفٌ للأمر الرباني الإلهي.
والواقع يدل على أنَّ الفئة المكلفة من قبل ولي الأمر بالحسبة -وإن كانت تقوم بجهودها- إلا أنَّه لا تكفي؛ لكثرة المنكرات في هذا العصر، وتعددها، وتنوعها، فالمسألة تحتاج إلى تضافر الجهود، وتكاتفها في إنكار المنكرات، كلٌ يقوم بواجبه الذي أوجبه الله عليه، ويكون ذلك بالحكمة، والموعظة الحسنة، وبالكلمة الطيبة، وبالرفق واللين، وبهذا يرفع الله -سبحانه وتعالى- عنا الهلاك؛ لأنه إذا عمَّت المنكرات، وكثرت المعاصي، واستمرأها الناس، وعاشوا عليها، وتواطئوا عن السكوت عن إنكارها، أوشك الله أن يعمهم بعذاب من عنده.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم، وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذَّب الله العامة والخاصة)) (3).
هذا أمر في غاية الأهمية، فلو استمر الناس بإنكار المنكرات لخفت هذه المنكرات، وانقطع دابرها، لكن لما سكت الناس عنها، صارت أمراً مألوفاً.
فيجب على كل مسلم أن يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؛ إصلاحاً لغيره، بعد أن صلح هو في نفسه، فإن النجاة لا تتم إلا بهذا، فقد قال الله تعالى: (والْعَصْر * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْر * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْر) [العصر:1-3].
فلا يكفي الإنسان أن يكون صالحاً في نفسه حتى يكون مصلحاً لغيره، ولا يكفي أن يكون مهتدياً في نفسه حتى يكون هادياً لغيره، ولا يكفي أن يكون مؤتمراً ومنتهياً حتى يأمر وينهى غيره، فبذلك يحصل هدى الذي هو شرط في عدم إضرار ضلال الغير للمهتدين: (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) [المائدة:105].
يعني: إذا أمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر فلم يستجب لكم حينئذٍ لا يضركم ضلال من ضل، كما فعل الله تبارك وتعالى بالآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أصحاب قرية أصحاب السبت، قال تعالى: (فلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُون) [الأعراف:165].
فإذا أمر المسلم بالمعروف، ونهى عن المنكر فلم يُستجب له، لا يضره ضلال من ضل(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
[المصدر موقع المحتسب].
(1) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان (1/ 49) (49) (78).
(2) شرح الأربعين النووية للعثيمين (ص:333).
(3) أخرجه أحمد، ط: الرسالة (29/ 258-17720) وقال محققو المسند: "حسن لغيره".
(4) الحسبة (جامعة المدينة) (ص:361) بتصرف

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.44 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.81%)]