من أسرار القرآن الكريم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سلسلة ‘أمراض على طريق الدعوة‘ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 12 - عددالزوار : 4641 )           »          الإمام الدارقطني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الإمام الترمذي (صاحب السنن) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          الإمام النووي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الدين الكامل حاجة الإنسان في كل زمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          تصحيح شيخ الإسلام لبعض أخطاء الفقهاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          تحقيق التوحيد في باب التوكل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          الكفاية في تلخيص أحكام صلاة المسافرين والجمع بين الصلاتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          الخير مختبئ خلف كل ما لا نفهمه الآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ما الفقر أخشى عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2020, 05:10 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,024
الدولة : Egypt
افتراضي من أسرار القرآن الكريم ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾

من أسرار القرآن الكريم









﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]
الشيخ طه محمد الساكت








إنها لذكرى ولكنها ليست من قبيل ذكريات الملوك والعظماء، أو القادة والزعماء؛ وإنما من ذكرى الدنيا في أشرف بقاعها، وذكرى العالم في خلاصته وصفوته وأفضل قرونه بشهادة الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، بل هي ذكرى العظمة والجلال، والجمال والكمال، وما شئت من معاني السمو والرفعة، وحسبك أنها عظمة القرآن في هدايته، وجلالة الدين في كمال شرعته، إنه يومٌ أغر محجل، مجمع أعياد ومحفل شعوب وقبائل، وعنوان وحدة وائتلاف، من بعد تفرق واختلاف، وتمثيل مائة ألف أو يزيدون وكلهم حجوا حجة الوداع - لمن على وجه البسيطة، يمثلونهم في الهداية العامة، ونشر الدين القويم، وحب الخير للناس أجمعين.





وهل كان الناس حينئذٍ إلا أولئك الصفوة الأخيار، الذين اصطفاهم الله لإعلاء كلمته، وإتمام دعوته.





الله أكبر ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ بإكمال أركانه، وتشييد بنيانه، وإتمام شرائعه ومناهجه، وحكمه وأحكامه.





﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾ فكفيتكم أمر عدوكم حتى دخلتم مكة آمنين ظاهرين، وهدمت منار الشرك فلم يحج معكم مشرك ولم يطف بالبيت عريان، وأظهرت دينكم على الدين كله لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى، ولتكونوا كما قال ربكم: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110]، ثم لتكونوا خلفاء الله في أرضه ما دمتم بحبل الله معتصمين، وبعروة دينه مستمسكين، ولن يغير الله ما بكم حتى تغيروا ما بأنفسكم ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40].





﴿ وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾؛ لأنه الصراط المستقيم إذا عُمّيت المسالك، والحصن الحصين إذا عمّت المهالك، ولأنه الدين العام الخالد إلى يوم يبعثون ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].





أما بعد، فلعلك أدركت ما في جواب عمر رضي الله عنه من سداد وتوفيق، لما قالت له اليهود[1]: إنكم تقرؤون آية، لو أنزلت فينا، لاتخذناها عيدًا! فقال: إني لأعلم حين أنزلت، وأين أنزلت، وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت؛ أنزلت يوم عرفة، وإنا والله بعرفة في يوم جمعة يعني ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ الآية، وفي رواية: نزلت يوم جمعة يوم عرفة، وكلاهما - بحمد الله - لنا عيد، ثم لعلك أدركت - فيما أدركت من أسرار القرآن - كيف كانت مناسبات التنزيل، وكيف تتفاضل الليالي والأيام، وكيف تغتنم الفرص المباركات لنشر الدعوة وإعلاء كلمة الله، إلى غير ذلك من الأسرار التي نحاول أن ننبهك على طرف منها في أمثال هذه الكلمات الموجزات، ولعلك ترى أن المسلمين جد مقصرين في إحياء هذه الذكرى؛ ذكرى الحياة والنور، والعظمة والجلال ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ [الكهف: 10].





مجلة نور الإسلام العدد الثالث والعشرون - السنة الرابعة


غرة ذي الحجة سنة 1360هـ، 20 من ديسمبر سنة 1941م.








[1] وفي رواية أن رجلًا من اليهود قال له... إلخ، والتوفيق بين الروايتين أن القائل واحد بحضرة جمع منهم، ولأنهم وافقوه؛ نسب القول إليهم جميعًا، والحديث في الصحيحين وغيرهما.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.75 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]