|
ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() شخصيتي مختلفة عن شخصية أمي أ. زينب مصطفى السؤال أنا بنت أعيش في مدينة جامعيَّة، وأنزل لأهلي في إجازة كل أسبوع، ومشكلتي هي أمِّي؛ منذ ثلاث سنوات وأنا وهي في مشاكل وخصام، وقد تعبتُ من كثرة خصامها لي، وقلتُ لها كذا مرة، وأقول لأبي ليكلِّمها كثيرًا، كل إجازة (تنكِّد) عليَّ؛ لأسباب تافهة جدًّا، وتصنع مشكلة لولم أنفِّذ كلامها، تحبُّ أن تتحكَّم في كلِّ شيء على حسب رأيها؛ تمنع خروجي مع أصحابي، وتتكلَّم عنِّي بأسلوب سيِّئ أمام أصحابها، وتشتمني دائمًا، هذا غير الخصام. قد قضيتُ 3 سنين في خصام متقطِّع معَها؛ لأيِّ سبب، وصار هذا هو الأمر الطبيعي، أما غير الطبيعي فهو أن نتَصالح؛ مثلاً أطلب منها أن تصنع لي وجبةً أسافر بِها إلى المدينة، فترفض وتَصِيح وتُخاصمني، وتقول: إنَّها ليست قادرةً، مع أنَّها تصنع لابن خالتي طعامًا كلَّ أسبوع، ومثلاً لو غضبْتُ من أحد تقف ضدِّي، وأحيانًا تُخاصمني، مع أنَّها ليس لها شأن بهذا الموضوع؛ أعني أنَّني لو غضبتُ مع أحدٍ، فيلزم أن يخاصمني البيت كلُّه! حتَّى إنه أحيانًا يكون عندي امتحانات، وأيضًا تُخاصمني، ولا يهمُّها الامتحان، مثلاً خاصمَتْني اليوم، مع أنِّي كنتُ أساعدها في تنظيف البيت؛ بسبب اختلافٍ في القناة التي نسمعها في التِّلفاز، أنا لا أصدِّق والله الذي تفعَلُه معي، وجلستُ أبكي، وهي تقول: إني أُلْغِي شخصيَّتَها، وأضايقها، وأتحكَّم فيها... كلُّ هذا لأنِّي أقول: أنا أريد قناةً أخرى، وأشياء كثيرة من هذا القبيل كلَّ يوم. أنا أعصابي تعبت، فذهبتُ إلى طبيب نفسي؛ لكي أستطيع أن أتعامل معَها، ولولا أن ربِّي سيغضَبُ لو عاملتُها بغير المعروف، لَمَا كلَّمتُها أصلاً، ولا كانت تشغل بالي ثانيةً؛ فأنا وأبي أصحاب أصلاً قبل أيِّ شيء، بينما لا أعرف كيف أتعامل معها، بل لا أعلم لماذا تغضب أصلاً، ومِن أي شيء؟ فهل يجب أن أُلغي شخصيتي تمامًا؟! ولماذا لا تَفْعل هي ذلك مع أخواتي؟! كل هذا لأنَّ شخصيتي منفتحة، وهي كانت تعيش حياةً منغلقة جدًّا؟! أنا أريد حلاًّ؛ فوالله لقد تعبت منها، وهي الوحيدة القادرة على أن تنغِّص حياتي، وتجعلُنِي أبكي وحدي بالساعات، مع العلم أنها ليست كبيرة، ولَم يذهب عنها عقلها، بل هي بكامل عقلها وذاكرتها، ولا تنسى شيئًا، وتُعمِل فِكرَها أكثر منِّي. فماذا أفعل؟ الجواب أختي الحبيبة: كما نعلم جميعًا - ونحتاج أن نتذكَّر كلَّ فترة - أنَّ العلاقة بين الأمِّ وابنتها علاقةٌ فطريَّة، خلَقَها الله في قلب الأمِّ؛ حيث تشعر بالحبِّ والأمومة تُجاه ابنتها من لحظةِ حملِها بها، ثُم ولادتها، وتتحمَّل كلَّ ما تُعانيه من آلامِ ولادةٍ وتربية ورضاعة، ثم رعاية تامَّة من مأكلٍ ومَشرب، فتعيش الأمُّ خمس عشرة سنة تقريبًا مع ابنتها، تشعر أنَّها جزءٌ منها تتحكَّم فيه، وتُحرِّكه كيف شاءت ووَقْت ما أرادت، والطِّفلة مطيعة محبَّة قريبة مدلَّلة من أمِّها. ثم يَحدث تغييرٌ جذري للأمِّ وابنتها كلتيهما في بداية سنِّ الانتقال - عمر المُراهَقة - فبعد أن كانت الطِّفلةَ الهادئة المطيعة، إذا بها الفتاةُ المتحرِّرة العنيدة، لها طموحاتُها وأهدافها، تسعى إلى التغيُّر والتطور، مبدعة لا تحبُّ التَّقليد أو (الرُّوتين)، وإذا بها تَصْطدم بعادات أهلها وتقاليدهم، فنَراها تتمرَّد وتحتجُّ، وتُعارض الكبار، بِمَن في ذلك الأم والأب، حتَّى إنَّ والديها يستغربان ما حلَّ بابنتهما؛ إذْ هم ينظرون إليها البنت المطيعة المهذَّبة، فإذا بها تنقلب عليهم. ومن هنا تَبدأ العواصف والمُشادَّات الكلاميَّة بين الأمِّ وابنتها؛ فالفتاة تنظر إلى نفسها أنَّها أصبحت امرأةً، ولَم تَعُد طفلةً مِطْواعة وعجينة في أيدي الكِبار يُسيِّرونها كيفما شاؤوا، وأينما شاؤوا، وتختلف درجةُ مشادَّاتِهم حسب تقبُّل الوالدين أو أحَدِهما لتغيُّرات الفتاة ونُضجها ووَعْيهم لها، وللأسف؛ فإنَّ كثيرًا من الأمَّهات لا يُدْرِكن التغيُّرات التي تحلُّ بالفتاة، والفترة الانتقاليَّة من الطفولة إلى المراهقة. فكلُّ فترة من حياة الإنسان لها خصائصها وتعامُلها الخاص بها، ومشكلة معظم الآباء أنهم لا يُدركون ذلك، وتجد الفتاةُ صعوبةً كبيرة في إقناع والدتها أنَّ جيلها يختلف عن جيلها، وأنَّ الأم لا تستطيع أن تصبَّ ابنتها في قالب أفكارها، فإذا كانت البنتُ قديمًا تستجيب لتوجيهات والدتها ونصائحها؛ فإنَّها اليوم متمرِّدة، ولا تَمْلك والدتُها القدرة على قيادتها كما تشاء؛ لاختلاف الزَّمان والمكان، والمؤثِّرات السمعية والمرئيَّة، وتغيُّرِ المجتمع. فاعلمي أنَّه من الطبيعي أن تتوتَّر العلاقةُ في تلك المرحلة العمريَّة، وبعد فترةٍ من الزمن حينما تتخطَّى الفتاةُ تلك السنَّ، عند حوالي 21 سنة، تزيد أو تنقص، تجد الثقة قد بُنِيت من جديد، والأم اعتادَتْ على خِلاف ابنتها لها، والابنة تقبَّلَت والدتها، فتزولُ تلك التوتُّرات، ويُصبِحان أقربَ من ذي قبل. وإليكِ تلك النَّصائحَ عند التَّعامُل مع والدتك في تلك الفترة: • أوَّلاً: لتدركي فضْلَ الأم، وثوابَ طاعتِك لها، وبِرِّها، وإسعادها، وأنَّ الجنة تحت أقدام الأمهات، والوالِدان كلٌّ منهما يفتح لك بابًا من أبواب الجنَّة، فحَياتهما نعمةٌ كبيرة لك، وقد أوصى النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – ببِرِّهما، حتَّى لو كانا كافِرَين، وثِقي أنَّ تعامُلَك الحسنَ معهما سيعود عليكِ بالنفع، وستَشعرين بالسعادة بعطائك. • احرصي على التقرُّب من والدتك بمعرفة الموضوعات التي تجذب انتباهها، وتحبُّ الحديث فيها، وشاركيها فيها، ولْتُحضري لها الهدايا؛ فإنَّها تزيد المودَّة والحب. • لا تقفي عند كلِّ مشكلة وردَّة فعل تُضايقك منها، وتحزني، ويسبِّب لك ذلك ألَمًا، مارِسي حياتك، ولا تجعلي ذلك يؤثِّر عليك. • وأخبريها دومًا عن مدى حُبِّك لها وطلَبِك لرضاها. • ظاهريًّا حاولي ألاّ تفعلي أمامها أمورًا تُضايقها أو تُشعِرها باستقلالك، وأشعريها دائمًا أنَّك بحاجةٍ إلى رأيها. • حاولي أن تعرفي الأسلوب الأنسبَ للتَّعامُل معها، وحين تُريدين إخبارها بأمرٍ تخشين أن تُعارضه، اختاري الوقت المناسب. • جرِّبي أن تشركيها وتحكي لها عن أيَّامك ومواقف معيَّنة تعرَّضتِ لها، وجرِّبي ربَّما يسعدها ذلك. • وختامًا: لا تنتظري أن تتغيَّر والدتُك معك في تلك الفترة؛ فحاولي التَّأقْلُم معها، ومع حساسيتها، ولا تنتقديها كثيرًا. ولا تنسَيْ أن تدعي الله - عزَّ وجلَّ - فهو يُقلِّب القلوبَ كيفما شاء وفَّقكِ الله ويسَّر لكِ كلَّ خير
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |