|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عبادة السلف خالد بن عثمان السبت الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم إني أبرأ من الثقة إلا بك، ومن الأمل إلا فيك، ومن التسليم إلا لك، ومن التفويض إلا إليك، ومن التوكل إلا عليك، ومن الطلب إلا منك، ومن الرضا إلا عنك، ومن الذل إلا في طاعتك، ومن الصبر إلا على بابك، اللهم تتابعَ برُّك، واتصل خيرك، وعظم رفقك، وتناهى إحسانك، وصدق وعدك، وبر قسمك، وعمت فواضلك، وتمت نوافلك، ولم تُسأل حاجة إلا قضيتَها، وتكفلت بقضائها، فاختم ذلك كله بالرضا والمغفرة، إنك أهل ذلك والقادر عليه. وبعد: لماذا التحدث عن عبادة السلف: لعل من المناسب أن نتحدث عن عبادة السلف -رضي الله عنهم وأرضاهم- في مثل هذه الأيام، وذلك لثلاثة أسباب: الأول: ما نحتاج إليه لشحذ الهمم من أجل التقَوِّي على طاعة الله -تبارك وتعالى-، وانطلاق النفوس من آثارها، والتخلي عن الركون إلى الدعة والكسل والخمول الذي يقعدنا ويثبطنا عن طاعة الله -جل جلاله-، فنحن في هذه الأيام نستقبل شهر رمضان، ولعل من توفيق الله - عز وجل - أن وفقنا لأن نتحدث قبل دخوله بوصايا نتذاكر بها أذكّر بها نفسي أولاً، وأذكر بها إخواني ثانياً، فنحن جميعاً بحاجة إلى التذكير. من الخطأ أن يدخل الشهر ونحن في غمرة الغفلة، ومن الخطأ أن يكون دخول هذا الشهر دخولاً عادياً، يمر علينا من غير تفكير، ومن غير إعداد خطة لمزيد من التقرب إلى الله -تبارك وتعالى-، واغتنام الأوقات في هذه المناسبة، فهذا تقصير ليس بعده تقصير، والإنسان يحتاج إلى أن يقف مع نفسه لينظر كيف يستقبل هذا الشهر، وبأي شيء تتصرم عليه ساعته وأيامه؟، فهو كما تعلمون بمجرد ما يدخل فإنه عما قليل تنقضي أوقاته، ثم ينتصف، وبعد ذلك يتلاشى في عملية مكررة لربما يتأسى بعضنا بعد فواتها في كل مرة، ولكن هل فكرت في تصحيح حالك كيف تستقبل هذا الشهر الكريم؟ ولقد أخبرني بعض الإخوة من المعلمين أنهم سألوا تلامذتهم في المرحلة الابتدائية كيف تستقبلون هذا الشهر؟ فقال بعضهم: إن أبي قد أصلح الدِّش، وقال الآخر: رمضان شهر ممتع لكثرة البرامج الجذابة فيه، وقال الآخر: هو شهر ليس كالشهور؛ لأننا نسهر في الليل وننام في النهار، فلم يجب واحد منهم بشيء آخر مما يتعلق بالإعداد للعمل الصالح، كان هؤلاء التلاميذ يصورون حالهم ويصورون بيئتهم وينشأ ناشئُ الفتيانِ فينا *** على ما كان عوَّده أبوه. وهكذا للأسف يُستقبل هذا الشهر، وإذا أردت مصداق ذلك فسرح طرفك يمنة ويسرة في الأسواق بجميع أنواعها: أسواق المطعومات، وأسواق الأواني، وأسواق الأثاث، وأسواق الآلات، وجميع السلع، وأنا لا أفهم أمرين اثنين: أولهما: ما علاقة هذا الشهر بالفكاهة واللهو والعبث والغفلة الضاربة؟ ما علاقة هذا الشهر بهذه الأمور؟ هل هو شهر برامج وفوازير؟ ما علاقة البرامج والفوازير والقنوات الفضائية العابثة بهذا الشهر الكريم؟ وما هو وجه الارتباط بين هذا وهذا؟ فهذا شهر القرآن والصيام والعبادة، فما شأن أهل الغفلة؟ والأمر الآخر الذي لا أعرف له جواباً هو: ما علاقة هذا الشهر بكثرة الأكل، والتجول في الأسواق واللهو، ونصب الخيام قبل دخوله بليلة أو بليلتين لتُقضى فيها الساعات الطوال من ساعات ليله في عبث وغفلة يترفع عنها من عرف ما ينتظره من الموت والدار الآخرة؟. لو تأملنا في حالنا لرأينا أننا نأكل في هذا الشهر أكثر مما نأكل في غيره، ورأينا أن المرأة المسلمة تقضي من ساعات يومها وليلها في المطبخ أكثر مما تقضي في سائر الشهور مع أنه شهر الصوم، ولرأينا أن تجولنا في الأسواق والزيارات ومشاهدة القنوات وألوان العبث يكون في هذا الشهر مضاعفاً عن غيره إن لم يكن قد بلغ أضعافاً مضاعفة، وهو شيء عجيب، يعجب منه العاقل غاية العجب، فهل خلت بيوت المسلمين من الأطعمة حتى يكدسوا الأطعمة في هذا الشهر الكريم؟ هل خلت بيوتهم من الأثاث والرياش والزينة حتى يتجولوا في الأسواق لا سيما في عشره الأخير- من أجل أن ينظروا في السلع المعروضة من هذا الأثاث أو ذاك رجالاً ونساءً، شباباً وشيباً؟ ما الذي دهى الناس؟ ما هذه الغفلة؟ هذا شهر بكاء وقراءة للقرآن، وجدّ واجتهاد في الطاعة، شهر حبس للنفس، وفطام عن كل شهواتها التي حرمها الله - عز وجل -، وعن شهواتها المباحة في نهاره، فلماذا قلبت القضية وانعكست الآية، وصار بالنسبة لكثير من المسلمين شهر لهو وعبث وخيبة؟؟ فهذا جانب مما دعاني للحديث عن هذا الموضوع. وجانب آخر: أننا نعاني من جفاف في التعبد، فلقد قصرنا في هذا الجانب كثيراً، فنحتاج إلى وقفة تذكرنا علّنا نرجع إلى حالٍ سوية نشمر فيها عن ساعد الجد في طاعة المالك المعبود - سبحانه وتعالى -. وأمر ثالث: وهو ما نمر به في هذه الأوقات من الفتن والمشكلات التي تمر على الأمة وهو أمر يسترعي الانتباه، ويجعل الإنسان يتلفت هنا وهناك يتطلع إلى الأخبار، ولربما غلب ذلك عليه فصار شغله الشاغل هو تتبع هذه الأمور، فأورثه ذلك غفلة عن عبادة الله - عز وجل -، ولهذا جاء في حديث معقل بن يسار -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((العبادة في الهَرْج كهجرة إليَّ))[1] أي في أيام الفتن، فلماذا كانت العبادة في الهرْج والفتنة عظيمة؟ لأن النفوس تكون في حالة من التفلت والانشغال، فيحتاج العبد إلى تثبيت للنفس على طاعة ربه -تبارك وتعالى-، وإلى تبصر وتذكر، فيكون عابداً لله -تبارك وتعالى- مع غفلة الكثيرين عن هذه المطالب. إذا كان حالنا أو حال كثير منا من الغفلة بهذه المثابة في شهر رمضان، فما هي حالنا في غيره؟ وكيف عبادتنا في هذه الأيام؟ كم يصوم منا الواحد في السنة؟ وكم يصلي من ساعات الليل؟ وكم مرة يختم القرآن في الشهر؟ وما مقدار الأذكار التي نحافظ عليها؟ إلى غير ذلك من ألوان العبوديات بالقلب واللسان والجوارح..ما هي حالنا مع هذه الأمور؟ إن سلفنا الصالح -رضي الله عنهم- قد شغلوا أوقاتهم بالعبادة، ولم يكن لديهم فراغ، وكانوا يكرهون أن يروا الرجل في فراغ ليس في شغل من أشغال الدنيا ولا في عمل من عمل الآخرة، فهو ليس عنده شيء يتقرب به إلى الله - عز وجل - أو يتقوت به في هذه الحياة الدنيا. هذا أبو مسلم الخولاني - رحمه الله - ألقي في النار فما احترق؛ يقول عن نفسه: لو قيل لي: إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي، وهذا صفوان بن سليم لو قيل له: إن القيامة غداً ما كان عنده مزيد على ما هو عليه من العبادة. وكذا منصور بن المعتمر - رحمه الله - لو قيل له: إن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل، فقد كان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر، ثم يجلس يسبح في مصلاه إلى المغرب. وهذا عبد الرحمن بن أبي أنعم البجلي لو قيل له: إن ملك الموت قد توجه إليك ما كان عنده زيادة في العمل، وهذا ابن أبي ذئب قرين الإمام مالك - رحمه الله - من علماء المدينة، كان يصلي ليله أجمع، ويجتهد في العبادة، ولو قيل له: إن القيامة تقوم غداً ما كان فيه مزيد من الاجتهاد. وهكذا حماد بن سلمة - رحمه الله - لو قيل له: إنك تموت غداً ما قدر على أن يزيد شيئاً على عمله، يقول الذهبي - رحمه الله - معلقاً على ذلك: "كانت أوقاته معمورة بالتعبد والأوراد". إن أوقاتهم مشغولة بالعبادات حتى إن سليمان التيمي - رحمه الله - وهو من كبار أئمة التابعين ومن عُبَّادهم يصفه حماد بن سلمة - رحمه الله - فيقول: ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله - عز وجل - فيها إلا وجدناه مطيعاً، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصلياً، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئاً، أو عائداً أو مشيعاً لجنازة، أو قاعداً في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يُحسن يعصي الله - عز وجل -. وقد تعتذر -أيها الأخ المسلم- بكثرة الأشغال والصوارف؛ وهو وهم كبير نعيش فيه ويسيطر على حياتنا، ويشغلنا عن معالي الأمور الحقيقية. نحن نعيش في وهم هو الشغل، فنحن مشغولون دائماً في جري متواصل، إذا نظرنا إلى حالنا مع صلة الأرحام نجد أننا نقصر كثيراً بسبب الشغل، نقول: إننا مشغولون، مع أن القضية لا تكلفنا شيئاً، ولو أن الإنسان وضع في جيبه بطاقة كتب فيها أسماء الأقربين من ذوي الرحم، فإذا جلس في لحظة انتظار في مستشفى أو في مدرسة بين المحاضرات فأخرج هذه البطاقة واتصل على عمه، وعلى ابن عمه، وعلى خاله، وعلى ابن خاله فماذا يكلفه ذلك؟ لو اتصل الواحد منا مرة في الأسبوع فكم سيكون لهذه الاتصالات من أثر كبير، ولكن للأسف كم يمضي علينا من الأوقات الحقيقية ونحن نتوهم أننا مشغولون حتى عن الاتصال، ولربما تمر الشهور بل السنون والرجل لم يصل أهله أو قراباته بحجة أنه مشغول، فما هذه الأشغال؟ لربما كان عنده برنامج في نشاط مسجد يدرس فيه خمسة من الطلاب أو عشرة، ولربما كان عنده شيء يشبه هذا من الأشغال التي لا تستوعب يومه، ولو جلس العاقل مع نفسه ليحسب اليوم الذي تبلغ ساعاته أربعاً وعشرين ساعة، ما هي الأشغال الحقيقية؟ وكم تستغرق هذه الأشغال من هذه الساعات؟ أربع ساعات أو خمس ساعات؟ ولربما سألت الشاب: لماذا لا تصل قرابتك؟ ولماذا لا تقرأ القرآن؟ ولماذا لم تفعل كذا؟ قال: أنا مشغول، أحضر دورة علمية، أو لربما قال: أنا ملتزم بحلقة فيها حفظ، فكم تستغرق عليك هذه الدورة العلمية؟ وكم تستغرق عليك هذه البرامج في الحفظ؟ لنقل أنه في حفظ القرآن أو في حفظ غيره كم تستغرق؟ ساعتين أو ثلاثاً أو أربعاً، فماذا فعلت في العشرين ساعة الباقية؟ أين ذهبت؟ هل ذهبت للدراسة؟! كم تستغرق منك الدراسة حقيقة؟، كم تقرأ وكم تراجع؟ وأين ذهب باقي اليوم؟ أين باقي الساعات؟؟!. إنه وهم كبير جعلك تشعر أن الأربع والعشرين ساعة مستغرقة مستوعبة بهذه الأشغال، بينما لو نظرت حقيقة لوجدت أنك تضيِّع كثيراً، وتفرط كثيراً في عامة ساعات يومك وليلتك. هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - ألم يكن مشغولاً؟ ألم يكن هو الزوج، والمدبر لشئون الأمة، والمربي، والقائد، والمرتب للجيوش؟ ألم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو الرجل الأول في المجتمع المدني؟ بلى كان كذلك - عليه الصلاة والسلام -، فكيف كانت عبادته؟ هذا عوف بن مالك الأشجعي -رضي الله عنه- يصف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قال: "فاستفتح البقرة فلا يمر بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوَّذ، ثم ركع فمكث راكعاً قدر قيامه، ويقول في ركوعه: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم سجد بقدر ركوعه يقول في سجوده: سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة، ثم قرأ آل عمران ثم قرأ سورة ففعل مثل ذلك"[2] هذه الصلاة الطويلة كم تستغرق من ساعات؟ وهذه عائشة كما أخرج مسلم في صحيحه تصف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء -وهي التي يدعو الناسُ العَتَمَة- إلى الفجر إحدى عشرة ركعة، يسلم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للإقامة"[3]. وتقول: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت له مرة: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: ((أفلا أحب أن أكون عبداً شكوراً؟))[4]. هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غفر له ما تقدم من ذنبه ومع ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه، فما شأن أهل الذنوب والمقصرين الذين ينتهكون ما حرم الله - عز وجل -، ويتركون بعض ما أمر الله -جل جلاله- به؟! تقول عائشة رضي الله عنها- أيضاً في وصف عبادته - صلى الله عليه وسلم - إذا دخلت العشر الأخيرة من رمضان فتقول: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"[5]. ونحن كيف نقضي العشر؟ نقضيها في شراء مستلزمات العيد، والتشاغل بالأسواق، والله المستعان!. إذا كان العيد يمر بنا وقد غفر الله - عز وجل - لنا فهذا أمرٌ لا شك أنه يجلب السعادة، ويستحق الفرح، وأن تلبس له الجديد، لكن إذا كانت الثانية بأن انقضى رمضان في غفلة ولهو وعدم قبول ثم جاء العيد فاشتغلت بشراء الجديد، وأنت تلقى الناس بوجه رد الله - عز وجل - على صاحبه العمل، فأي فرح في هذا العيد وأي مسرة؟ وما يغني عنا الجديد حينما تكون أعمالنا بهذه المثابة حيث لم تقبل ولم يغفر لنا حيث أدركنا رمضان؟ وهذا زيد بن خالد الجهني يصف صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ليله حيث قال: "لأرمقن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الليلة، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة"[6]. ويقول ابن مسعود -رضي الله عنه- واصفاً حاله مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما في الحديث المخرج في الصحيحين: ": صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأطال حتى هممت بأمر سوء، قال: قيل: وما هممتَ به؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه"[7]. وابن مسعود هو صاحب القرآن الذي أخذ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن فيه مباشرة سبعين سورة، وكان على قدر كبير من العبادة والعلم بالله - عز وجل -، ومع ذلك لم يستطع أن يواصل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا على وجه من التكلف والتعب والمعاناة. وهذا حذيفة صلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى فقلت: يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها يقرأ مترسلاً، إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: ((سبحان ربي العظيم))، فكان ركوعه نحواً من قيامه، ثم قال: ((سمع الله لمن حمده))، ثم قام طويلاً قريباً مما ركع، ثم سجد فقال: ((سبحان ربي الأعلى))، فكان سجوده قريباً من قيامه"[8]. فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو القائم بجميع أعباء الأمة وكلها مناطة به، بأبي وأمي هو - عليه الصلاة والسلام -. وأما خلفاؤه الراشدون ومن جاء بعدهم من الخلفاء فكذلك أيضاً كانت عبادتهم، ولم تكن أعباء الخلافة تشغلهم عن التقرب إلى الله -تبارك وتعالى-. فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كان يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان من آخر الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم: الصلاة الصلاة. وهذا عثمان بن عفان -رضي الله عنه- لما اجتمع عليه أولائك وأرادوا قتله قالت امرأته: إن تقتلوه فإنه كان يحيي الليل كله في ركعة يجمع فيها القرآن، ولهذا قال حسان -رضي الله عنه- يمدح عثمان -رضي الله عنه-: ضَحَّوْا بأشمطَ عنوانُ السجودِ به *** يُقطِّع الليلَ تسبيحاً وقرآنا يقول عبد الرحمن بن عثمان: قلت ليلة: لأغلبن على مقام إبراهيم -أي يريد أن يصلي الليل خلف المقام-، يقول: فبكرت وسبقت إليه، فقمت أصلي، فإذا برجل يضع يده على ظهري، فإذا هو عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في أيام خلافته كأنه ينحيه قليلاً، يقول: فتنحيت عنه، فقام فافتتح القرآن حتى فرغ منه ثم ركع وجلس وتشهد وسلم في ركعة واحدة لم يزد عليها، فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة قال: هي وتري، سبحان الله ختم القرآن خلف المقام في ركعة واحدة. وهذا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- مع ما جرى في وقته من الفتن والمصائب العظام، والحروب بين المسلمين؛ دخل عليه رجل من أصحابه بعد هجعة الليل وهو قائم يصلي، فقال: يا أمير المؤمنين: صوم بالنهار وسهر بالليل وتعب فيما بين ذلك، فلما فرغ علي -رضي الله عنه- من صلاته قال: سفر الآخرة طويل يحتاج إلى قطعه بسير الليل. وهذا ابن الزبير قد امتدت خلافته في المشرق والمغرب، ولم تستعص عليه إلا الشام، وكان يكابد الحروب مع أهل الشام، وقد حاصر الحجاج الكعبة، وكان ابن الزبير متحصناً بالمسجد الحرام، وكان المنجنيق ربما أصاب ثوبه وهو كالغصن يصلي لا يتحرك، ولربما مرت حجارة المنجنيق بجوار أذنيه وهو قائم يصلي لا يتحرك ولا يفزع ولا يلتفت؛ لأنه مستغرق في صلاته كأنه غصن شجرة. وهذا عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - تعالى- في أيام خلافته تقول زوجته فاطمة: كان إذا صلى العشاء قعد في مسجده، ثم يرفع يديه فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه ثم ينتبه، فلا يزال يدعو رافعاً يديه يبكي حتى تغلبه عينه، يفعل ذلك ليله أجمع، فما هي أشغالنا، وبم نحن مشغولون؟ نحن مشغولون بوهم كبير، وهم يقال له الانشغال، فأين أشغالنا من أشغال هؤلاء الكبار؟ قد يقول بعضنا: نحن مشغولون بالعلم، نحن مشغولون بحفظه وتطلبه وتحصيله، أقول: قارن حالك وحالي معك مع حال هؤلاء السلف -رضي الله عنهم- من المشتغلين بالعلم والعبادة، كيف نحن وكيف كانوا؟ هذا علقمة بن قيس النخعي بات مع عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، يقول: فنام أول الليل ثم قام يصلي حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها، ثم أوقف. وأما أنس بن مالك فقد كان يصلي حتى تقطُر قدماه دماً من طول القيام، وهذا تميم الداري من علماء الصحابة -رضي الله عنه- كان يصلي بالناس في زمن عمر، فكان يقرأ القرآن في ركعة إذا صلى لنفسه، ولربما بقي يردد آية واحدة حتى يصبح، وكان يردد ليلة قول الله- عز وجل -: (أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)[(21) سورة الجاثية]، رددها ليلة كاملة. وهذا سعيد بن جبير الذي قال فيه الإمام أحمد: قتله الحجاج وليس على وجه الأرض أحد إلا هو محتاج إلى علمه، إنه عالم كبير بكتاب الله - عز وجل -، وفقيه في الدين، قام يصلي ليلة في جوف الكعبة فقرأ القرآن في ركعة واحدة، وهذا مسروق الأجدع كان يصلي حتى تتورم قدماه، حتى إن امرأته كانت تبكي مما ترى من تعبه ومعاناته. وأما عروة بن الزبير وهو من فقهاء المدينة فكان يقرأ ربع القرآن كل يوم في المصحف في النهار، ثم يقوم به في الليل، لقد كان يقرأ بمعدل نصف القرآن في يومه وليلته، وما تركه إلا ليلة واحدة حينما قطعت رجله في سفرته المعروفة حينما ذهب إلى الشام. وهذا عبد الرحمن بن مهدي كان ورده كل ليلة طوال السنة نصف القرآن، وهذا طلق بن حبيب كان إذا افتتح سورة البقرة في الصلاة لا يركع حتى يبلغ العنكبوت -أي أكثر من نصف القرآن- وكان يقول: أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي. وهذا منصور بن المعتمر يقول بعض جيرانه: هذا صبي صغير أو صبية كانوا يرون منصور بن المعتمر يصلي على سطحه يظنونه في الليل خشبة أو عموداً من طول قيامه، فلما مات فُقِدَ، فقال هذا الصبي أو الصبية لأبيه: أين الخشبة التي كانت في سطح منصور قائمة؟، قال يا بنية: ذاك منصور كان يقوم الليل. وهذا عبد الرحمن بن مهدي كان ورده في كل ليلة نصف القرآن، وهذا وكيع بن الجراح كان لا ينام حتى يقرأ جزأه من كل ليلة ثلث القرآن، ثم يقوم في آخر الليل فيقرأ المفصل، ثم يجلس فيأخذ في الاستغفار حتى يطلع الفجر. وهذا شعبة بن الحجاج جبلٌ في حفظ السنة ما ركع قط إلا ظن الناظر إليه أنه نسي من طول الركوع، ولا قعد بين السجدتين إلا ظن الناظر إليه أنه نسي، ويقول بعض من رأى قيامه: كان يقوم يصلي حتى تتورم أقدامه. وهذا سفيان الثوري يقول بعض من شاهده أمام الكعبة يصلي: رأيته ساجداً فطفت سبعة أسابيع قبل أن يرفع رأسه، طاف سبعة أسابيع أي أنه طاف سبعة أطواف في كل طواف سبعة أشواط ولا زال سفيان الثوري على حاله في السجود!. ولما قدم إلى اليمن قدم على عبد الرزاق الصنعاني، يقول عبد الرزاق: فأتيته بسَكْباج -وهو اللحم الذي طهي بالخل- وبزبيب من زبيب الطائف فأكل ثم قال: يا عبد الرزاق، أعْلِف الحمار وكُدَّه، ثم قام يصلي حتى الصباح!. فعلينا أن نتذكر هذه الكلمة حينما نجلس على ألوان الموائد والأطعمة والتي أصبحنا لا نعرف أسماءها، وأصبحت تجلب إلينا ألوان المطعومات من مشارق الأرض ومغاربها نتقلب في هذه النعم والله- عز وجل - يقول: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[(8) سورة التكاثر]. فهل تذكرت هذا حينما تجلس أمام المائدة وأنت لا تعرف أسماء الكثير مما وضع عليها؟، هل قدمت في مقابل ذلك شكراً بجوارحك لله - عز وجل - والله يقول: (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا)[(13) سورة سبأ]؟ هل صليت تلك الليلة؟، هل صمت اليوم الثاني، أم أننا في أحسن أحوالنا نحمد الله - عز وجل - بلساننا فقط مع غفلة كبيرة في قلوبنا وفي واقعنا؟. سفيان الثوري -رحمه الله- جلس مع أصحابه مرة فصار يسألهم رجلاً رجلاً عن عملهم بالليل ماذا تعملون؟ فأخبروه جميعاً ثم سكت، فقالوا له: يا أبا عبد الله أخبرناك، فأخبرنا كيف تصنع؟ فقال: لها عندي أول نومة تنام ما شاءت لا أمنعها، فإذا استيقظت فلا أقيلها والله، أي أنه ينام نومة فإذا استيقظ فلا يقيل نفسه ولا يرجع إلى فراشه مرة ثانية. وأما الإمام أحمد إمام أهل السنة والجماعة فكان -كما وصفه ابنه عبد الله- لا يفتر من الصلاة بين العشاءين، فيصلي بين المغرب والعشاء، ويصلي بعد العشاء في ورده من صلاة الليل، وكان ساعة يصلي العشاء الآخرة ينام نومة خفيفة ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو، ورآه المروثي مرة يقوم لورده قريباً من نصف الليل حتى يقارب السحر، قال: ورأيته يركع فيما بين المغرب والعشاء، وكان يقرأ في كل يوم سبع القرآن، وقد يقول بعضنا: قد رقت عظامي ووهنت، وبلغت من الكبر عتياً، فأقول: حتى مع الشيخوخة وتقدم العمر بالإنسان لم يكونوا يفرطون في طاعة الله -تبارك وتعالى-. الأحنف بن قيس بلغ سناً كبيرة، وضعف وشاب فكان يصوم، وكان أهله ومن حوله يقولون: إنك ضعيف، والصوم يضعفك!! فكان يقول: إني أُعده لسفر طويل، وكان عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول: حس، ويقول: ما حملك يا أحنف على أن صنعت في يوم كذا كذا وكذا؟. ونحن إذا أراد الواحد منا أن يصوم قال له الأب أو الأم: إنك ضعيف والصوم يضعفك، فلا يزالون به حتى يترك ما أراد من التقرب إلى الله - عز وجل - مع أن صوم يوم في سبيل الله يباعد بين وجهك وبين النار سبعين خريفاً، وهذا مصداقاً لقول الله -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ)[(14) سورة التغابن]. فهي عداوة كما قال ابن القيم - رحمه الله -: الجالب لها الشفقة والمحبة؛ إذا أراد الإنسان أن يصوم قالوا: الصوم يتعبك شفقة عليه، فيترك الصوم، وإذا أراد أن يصلي الليل قالوا: هذا سهر يعقبه عناء، وعندك عمل أو دراسة فيقعدونه، وإذا أراد أن يحج أو يعتمر إن كان صغيراً قالوا: أمامك عمر طويل، وإذا كان كبيراً يقولون: أنت ضعيف، وإن كان قد حج أو اعتمر يقولون: قد حججت واعتمرت، وهكذا يقعدونه عن طاعة الله، ويثبطونه عنها، فلا يحصّل المراتب العالية عند الله - عز وجل - فيفعلون به فعل عدوه الذي يقعده عن معالي الأمور، لكن فعلهم إنما كان الجالب له هو الشفقة والمحبة. إن صور التعبد التي ذكرناها عن السلف ليست فقط في حال الإقامة بل حتى في الأسفار، ونحن لربما نسافر فيعجز الواحد منا عن أن يوتر بركعة واحدة. وهذا ابن عباس صحبه ابن أبي مليكة من مكة إلى المدينة فكان يصلي ركعتين على الراحلة، فإذا نزل قام شطر الليل، ويرتل القرآن حرفاً حرفاً، ويكثر في ذلك من النشيج والنحيب، وكان بعضهم يقسم الليل على ثلاثة أقسام: قسم لمذاكرة العلم، وقسم ينام فيه، وقسم للصلاة، وكان عمرو بن دينار، وأبو عبيد القاسم بن سلام، والإمام الشافعي، وأبو هريرة، وجماعة من سلف هذه الأمة يفعلون ذلك. وبعضهم كان يقسم الليل أثلاثاً لكن بطريقة أخرى، فكانوا يقسمونه على أهل الدار يقوم هذا وينام الآخرون، ثم ينام هذا ويقوم الآخر، ثم ينام هذا ويقوم الثالث، وكان الحسن بن صالح مع أخيه ومع أمه قد قسموا الليل أثلاثاً، فلما ماتت أمه قسموه على نصفين يصلي الحسن بن صالح شطراً، ويصلي أخوه الشطر الآخر، فلما مات عليٌّ كره الحسن بن صالح - رحمه الله - أن يقطع عادته من إحياء بيتهم بصلاة الليل فكان يصلي الليل جميعاً يقوم بورده ويصلي الوقت الذي كان يصلي فيه أخوه وأمه. كم نسمع من مثل هذه الآثار والأخبار لكن هل تؤثر فينا؟ هل تُغير من واقعنا شيئاً؟ إن السلف الصالح - رحمهم الله - كانت تؤثر فيهم الكلمة، وابن عمر -رضي الله - تعالى -عنه- لما شاهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الغداة يقعد لأصحابه، ثم يسألهم عن رؤيا رأوها فيخبرونه ثم يؤوّل لهم ذلك، يقول: فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شاباً أعزبَ ينام في المسجد، يقول: فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار فإذا مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان كقرني الذئب، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملَك فقال لي: لم تُرَعْ، يقول: فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل)) يقول سالم بن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: "فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً"[9]. إنها كلمة واحدة سمعها: ((نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل))، فكان لا ينام من الليل إلا قليلاً، حتى كان يصلي ثم إذا قارب الفجر يقول لمولاه نافع: أسْحَرْنا؟، أي أدخلنا في السحر؟ فيقول: لا، فيعاود الصلاة ثم يقول ذلك ثانية وثالثة ويقعد يستغفر ويدعو حتى يصبح، وكان له محراب يقوم فيه ويصلي -رضي الله عنه-. هكذا كانت ليالهم، فلم تكن الليالي مشغولة أمام غرف المحادثات بجميع أنواعها في الإنترنت، ولم تكن لياليهم مشغولة أما الفوازير والمسلسلات والتمثيليات والشقراوات اللاتي يستعرضن الفتنة أمام الصغير والكبير، ولم تكن لياليهم تُقضى في القيل والقال، ولعب الورق والغيبة والنميمة والتجول في الأسواق. السلف وحالهم مع القرآن: هكذا كانت لياليهم معمورة بالصلاة، وأما قراءة القرآن فشأنهم عجب في رمضان وفي غير رمضان، فقد كان الأسود النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ، وأما قتادة السدوسي فكان يختم في كل سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاءت العشر ختم في كل ليلة، وأما الشافعي فكان يختم في رمضان في كل شهر ستين ختمة، وفي غير رمضان في كل شهر ثلاثين ختمة سوى ما يقرأ في الصلاة، وأما البخاري صاحب الصحيح فكان يختم في النهار في كل يوم ختمة، ويصلي التروايح ويقوم بعد التراويح بنفسه يختم في كل ثلاث في الصلاة بختمة؛ هؤلاء علماء وهكذا كان ختمهم، وأما سعيد بن جبير فكان يختم في كل ليلتين، وعروة بن الزبير قد مضى خبره حيث كان يقرأ في المصحف نظراً ربعَ القرآن، ويقوم به في الليل في سائر أيام السنة، ولربما فات الواحد منهم ورده فظل يبكي يومه حسرة على ما فاته من هذا الورد؛ وكما فعل كرز بن وبرة دخل عليه بعض أصحابه وهو يبكي فقالوا له: ما يبكيك؟ قال: إن بابي لمغلق، وإن ستري لمسبل، مُنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته، فليت شعري ماذا يقول الذي ليس له ورد أصلاً؟ والذي لا يوتر أصلاً ماذا يقول؟ قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "من واظب على ترك الوتر فهو رجل سوء، ترد شهادته، وتسقط عدالته"، وهذا الإمام مالك إمام دار الهجرة وعالم كبير، لم يشغله التلاميذ عن صلاة الليل وقراءة القرآن، وقد سئلت أخته: ماذا كان شغله في البيت؟ فقالت: المصحف والتلاوة، ليس في رمضان فقط بل سائر أيام السنة. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |