اعتبار المصلحة في دعوة المسلم الجديد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         صلاة ركعتين عند الإحساس بالضيق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          زكاة الأرض المعدة للتجارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          أسباب تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          من أحكام اليمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          براءة كل من صحب النبي في حجة الوداع من النفاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الثمرات اليانعات من روائع الفقرات .. (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 23 - عددالزوار : 5896 )           »          ميتٌ يمشي على الأرض! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          احفظ الله يحفظك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كلمات فواصل في استخدام وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-01-2020, 12:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,720
الدولة : Egypt
افتراضي اعتبار المصلحة في دعوة المسلم الجديد

اعتبار المصلحة في دعوة المسلم الجديد


د. عبدالله بن إبراهيم اللحيدان









اعتبارُ المصلحة أصلٌ في دعوة المسلم الجديد، ويُؤخذ ذلك من قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((لولا أنَّ قومَك حديثو عهدٍ بجاهليَّة لنقضتُ البيت)).













فكان من منهج النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع المسلمين الجُدُد اعتبارُ المصلحة، وما تقدَّم من هَدْي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في معاملة المسلِم الجديد من التدرُّج والتأليف وغيره، مبناه على المصلحة.







ومِن اعتبار المصلحة مع المسلِم الجديد:



ألاَّ يُحدَّث بما يصدُّه عن الإسلام في بَدْء الأمر، فلا بدَّ من مراعاة المصلحة في ذلك، فإنَّ المسلِم الجديد، والراغب في الإسلام قد يحكم عليه مِن خلال قول أو فعل يقوم به الداعية.



وجدير بالذِّكْر هنا: أنَّ بعض القائمين بالدَّعْوة قد يصدُّون عن الإسلام دون أن يشعروا، لا سيَّما في الحديث مع غير المسلمين الباحثين عن حقيقةِ الإسلام، فلا بدَّ مِن مراعاة حال المدعو.







وبعضُ القائمين بالدَّعْوة قد يَعْمِدون - كما قال بعض العلماء - إلى تقديم الاحتساب على الدعوة، فيُلْقي بعضهم الصليبَ من على رَقبة المدعو، ويرميه ويقول له: حتى أتحدَّث معك عن الإسلام لا بدَّ أن تخلعَ هذا، أو يبادر إلى نزْع حِرْزٍ وضعَه على يده، أو غير ذلك، أو يبادر بإخباره عن أحكامِه مع زوجته، أو يبدأ معه بالحديث حولَ تبرُّئِه من والديه، أو يبدأ معه في الحديث عن الخِتان، وربَّما بدأ معه بالحديث عن حُكم التدخين، ووجوب الإقلاع عنه فورَ إسلامه!







وكل ذلك قد يصدُّه عن الإسلام، وهو ليس من الحِكمة التي أُمِر الداعي أن يدعوَ بها الناس، ثم إنَّ الكافر إذا نَطَق بالشهادتين سيحصل منه خيرٌ كثير بالتوحيد، حتى ولو صار َمسلمًا عاصيًا، لكان هذا خيرًا له من أن يبقى كافرًا.







بل إنَّ بعض الدعاة يظنُّ أن من اللازم أن يقتنعَ الكافر بالإسلام قناعةً تامةً، فيذكِّره بالرِّدَّة وحُكمها، فيرده عن الإسلام!!







ولذا لا ينبغي تأخيرُ الهداية عن المدعو بحُجَّة أن يتفهَّم الإسلام أكثر، وأن يفهمَ جميع أحكامه قبلَ الدخول فيه، بل عليه أن ينطقَ بالشهادتين بمفهومهما الصحيح؛ ليدخلَ في سلك الموحِّدين الذين يخرجون من النار ولا يخلدون فيها، ويوضح ذلك ويبينه ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حين قال: "الداخلُ في الإسلام لا يمكن حين دخوله أن يُلقَّن جميعَ شرائعه، ويؤمَر بها كلها، وكذلك التائب من الذنوب والمتعلِّم والمسترشد، لا يمكن في أوَّل الأمر أن يُؤمَر بجميع الدِّين، ويذكر له جميع العلم، فإنه لا يُطيق ذلك، وإذا لم يُطقْه، فلم يكن واجبًا عليه في هذه الحال، وإذا لم يكن واجبًا عليه، فلم يكن للعالِم والأمير أن يُوجِبَه جميعَه ابتداءً، بل يعفو عن الأمر والنهي بما لا يمكن عِلمُه وعمله إلى وقت الإمكان، كما عفَا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عمَّا عفا عنه إلى وقتِ بيانه، ولا يكون ذلك من باب إقرار المحرَّمات، وترْك الأمر بالواجبات؛ لأنَّ الوجوب والتحريم مشروطان بإمكان العِلم والعمل، وقد فرضْنا انتفاءَ هذا الشَّرْط، فتدبَّر هذا الأصل، فإنه نافع".







وقد شَهِد تاريخ المسلمين صورًا من اعتبار المصلحة مع المسلِم الجديد، فمِن ذلك: ما جاء في ترجمة غازان بن آرغون سلطان التتار، وحفيد جنكيز خان، وكان على طريقة جدِّه الأعلى جنكيز خان - أنَّ جلوسه على تخت الملك كان سنة 693هـ، فحَسَّن له نائبه نوروز الإسلام، فأسلَم سنة 694هـ، ونثَر الذهب والفِضَّة واللؤلؤ على رؤوس الناس، وفَشَا بذلك الإسلام في التتار، وقيل له بعدَ إسلامه: إنَّ دين الإسلام يُحرِّم نكاحَ نساء الآباء، وقد كان استضاف نساءَ آبائه إلى نسائه، وكان أحبهنَّ إليه بلغان خاتون، فهمَّ أن يرتدَّ عن الإسلام، فقال له بعضُ خواصه: إنَّ أباك كان كافرًا، ولم تكن بلغان معه في عَقْد صحيح، إنما كان مسافِحًا بها، فاعقدْ أنت عليها، فإنَّها تَحِلُّ لك، ففعل، ولولا ذلك لارتدَّ عن الإسلام، واستُحسِن ذلك من الذي أفتاه به لهذه المصلحة.







قال الشوكاني - رحمه الله -: "بل هو حسن، ولو كان تحتَه ألف امرأة على سِفاح، فإنَّ مثل هذا السلطان المتولِّي على أكثر بلاد الإسلام في إسلامه من المصلحة ما يسوغ ما هو أكبرُ من ذلك، حيث يؤدِّي التحريج عليه، والمشي معه على أمر الحقِّ إلى ردَّته - فرحم الله ذلك المفتي".







إنَّ العلماء وحدَهم هم الذين يستطيعون أن يقفوا مثلَ هذه المواقف، ويُقدِّرون المصلحة، أما غيرهم فقد يُضيِّقون على المسلم الجديد عند إسلامه، ولا يعتبرون المصلحة، بل قد يصدُّون عن الإسلام من حيثُ يظنُّون أنهم يحسنون.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.83 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.16 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]