الدين الخالص والهوى - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1344 - عددالزوار : 139399 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-01-2020, 06:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,118
الدولة : Egypt
افتراضي الدين الخالص والهوى

الدين الخالص والهوى

الشيخ عبدالظاهر أبي السمح




قال الله تعالى: ﴿ لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 123، 124]

وقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 62].

وقال: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ﴾ [المائدة: 18]

فيؤخذ من الآية الأولى أن الأماني والدعاوي بغير بينة لا تفيد صاحبها شيئاً، وأن ملاك الأمر كله: ﴿ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا ﴾ [النساء: 123، 124].

وهكذا يكون عدل الله في الخلق، يبين ذلك قوله تعالى ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46] وقوله ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ وقوله ﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ﴾ [النجم: 39] وقوله ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾ [الأنعام: 132] وقوله ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [النحل: 111].

وفي الآية الثانية أن ملاك الأمر أيضاً: الإيمان والعمل الصالح، وأن الفرق كلها من اليهود والنصارى والصابئين والذين آمنوا مشروط عدم خوفهم وحزنهم بالإيمان والعمل الصالح.

والآية الثالثة فيها دعوى اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه؛ والرد عليهم بأنهم بشر ممن خلق، وأنه يعذبهم بذنوبهم كغيرهم من ذوي المعاصي، ولو كانوا كما زعموا لكانوا مطيعين ولما عذبهم الله بذنوبهم.

فتخلص مما ذكرنا: أن دين الله الخالص مبني على الإيمان والعمل الصالح، وأنه الميزان الذي توزن به كل دعوى دينية. وأن ذلك ينافي الهوى.

التطبيق:
فإذا أردت اختبار شخص أو جماعة؛ فانظر لتعظيم أمر الله عنده واحترامه لأوامره ونواهيه؛ وحبه لله وفيه وغضبه لله، يطلعك ذلك على صحة دعوة المدعين أو كذبها.

مثال ذلك: يدعي كثير من الناس المسيحية، ويزعمون أنهم أتباع المسيح عليه السلام. ويدعى كثير مثلهم اليهودية، وأنهم أتباع موسى عليه السلام. ويدعي آخرون الإسلام، وأنهم أتباع خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. فإذا حققت دعوى كل فريق من هؤلاء المدعين من جهة العمل، وجدت أكثرهم كاذبين.

فلا اليهود على دين موسى، ولا النصارى على دين المسيح في زهده وما شرعه لهم من الورع والعزوف عن الدنيا. ولا المدعون الإسلام على دين محمد صلى الله عليه وسلم يفردون الله بالعبادة، ويوحدونه توحيد الإلهية؛ ويبرؤون من كل معبود سواه، ومن كل عبادة لغيره؛ ويخلصون له الدين، بل إن كثيرا منهم أشرك مع ربه إنساً وجناً بل وحيوانات وأخشابا وعمداً.

وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أن أمته تفترق أكثر من افتراق اليهود والنصارى، ولا تنجو إلا فرقة واحدة وثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة هي من كان على ما كان عليه وأصحابه.

وأخبر عليه الصلاة والسلام أن أمته تتبع اليهود والنصارى أيضا فقال "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه. قيل: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟".

هذا وللأعمال ظاهر وباطن، فظاهرها ما يرى في الخارج، وباطنها مراقبة الله فيها، وإرادة وجهه بها؛ وملاحظة اطلاعه على كل حركة وسكنة فيها. وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم جواباً على سؤال جبريل المعروف عن الإحسان "أن تعبد الله كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك"؛ وهو المعنى بقوله تعالى ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ﴾ [الزمر: 2، 3] وقوله ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ﴾ [البينة: 5].

فإذا انحرف العبد عن الله ولم يعبده خالصاً؛ كان متبعاً هواه؛ عابداً شيطانه، وقد قال تعالى: ﴿ أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ [يس: 60] وقوله ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ [القصص: 50] وقوله ﴿ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [هود: 14] وقال تعالى ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].

ولقد أصبحنا في زمن لا يتبع الناس فيه إلا أهواءهم، فمتى هوى أحدهم شيئا بادر إليه وأنفق في سبيله كل مرتخص وغال. ولقد يهان الدين أمام أحدهم ويسب فلا يتحرك. ولقد يصبر الرجل على ترك أولاده الصلاة وفسوقهم فلا يتمعر وجهه، ولا يغضب لله ولا للشرف والفضيلة والدين، ويغضب لأتفه الأمور، بل قد يحمله الهوى على أن يتدخل فيما لا يعنيه؛ ظاناً بذلك أنه يحسن صنعًا وهو من الظالمين.

والدين الخالص يحول بين صاحبه وبين هذه السفاسف والحمق واتباع الهوى كما قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ ﴾ [محمد: 17].

نسأله الله أن يعيننا على أنفسنا وأهوائنا؛ وأن يحول بيننا وبين كل شر ويشغل كل إنسان منا بإصلاح نفسه وبالله التوفيق وهو المستعان.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.20 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]