|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحوادث الغيبية التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها ستقع بعده حامد شاكر العاني لقد وردت عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم أخبار غيبية عن حوادث ستقع بعده، فهي على قسمين: قسم قد وقع فعلاً، وطابق ذلك عما أخبر، وقسم ثانٍ سيقع فيما يستقبل من الزمان إلى قيام الساعة، ولا محالة أنها ستقع بإذنه تعالى، وإنما أردت أن أذكرها تبياناً للناس بأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى إن هو إلاَّ وحي يوحى، ولأجل أن نعلم جميعاً بأن ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم سيتحقق لا محالة كدليل على عودة الإسلام وسيادته وظهوره على العالم مجدداً، وفيما يأتي نذكر بعضاً من القسمين: القسم الأول: الأخبار التي وقعت فعلاً وطابق ذلك عما أخبر صلى الله عليه وسلم: 1. أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أبا بكر رضي الله عنه سيلي أمر هذه الأمة بعده صلى الله عليه وسلم، وقد تحقق ذلك، فعن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَها أَنْ تَرْجِعَ إِليهِ قَالَتْ: أَرَأَيتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ؟ كَأَنَّها تَقُولُ الْمُوْت، َقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ((إِنْ لَمْ تَجِدِينِي فَأْتِي أَبَا بكْرٍ))، فَكَانَ الْقَائِمُ بِالأمْرِ مِنْ بَعْدَهُ أَبُو بَكْرٍ[1]. 2. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ستة أشياء ستقع بين يدي الساعة، فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم، فقال: ((أعدد ستاً بين يدي الساعة، موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلاَّ دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً))[2]. ففي هذا الحديث إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى فتح بيت المقدس، وقد تم ذلك في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه. 3. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بخروج قوم من أمته محذراً منهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَؤونَ الْقُرْانَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إلى قِرَاءتِهُمْ بِشَيءٍ، وَلا صَلاتُكُمْ إلى صَلاتِهِمْ بِشيءٍ، وَلا صِيَامُكُمْ إلى صِيَامِهِمْ بِشيءٍ، يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ يَحْسَبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ، لا تُجَاوزُ صَلاتُهُمْ تَرَاقِيهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الإسْلامِ كَمَا يَمْرُقُ سَهْمٌ مِنَ الرَّمِيةِ))[3]. فالنبي صلى الله عليه وسلم يصف هؤلاء القوم بأنهم مارقون عن الدين وعن جماعة المسلمين، أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون: قال الله وقال رسوله، ولكن إيمانهم لا يجاوز حناجرهم وأن عملهم لا يوافق قولهم، فقد روى البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سَيَخْرُجُ قَوْمٌ آخِرَ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الأسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيةِ، لا يُجَاوزُ إيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيةِ))[4]، وفي رواية مسلم من حديث أسير بن عمرو عن سهيل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يَتِيهُ قَوْمٌ قِبَلَ الْمَشْرِقِ مُحَلَّقَةٌ رُؤوسهُمْ))[5]. قال الإمام النووي: (أي يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق، يقال: تاه إذا ذهب ولم يهتد لطريق الحق والله أعلم)[6]. فهؤلاء الخوارج صفتهم أنهم حُرِمُوا معرفة الحق والاهتداء إليه، وأنهم يتدينون بقتل المسلمين ويتركون عبدة الأوثان والصلبان، فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بعث علي رضي الله عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسّمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة أنفر. فجاء رجل كث اللحية مشرف الوجنتين، ناتئ الجبين، محلوق الرأس، فقال: اتق الله يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فَمَنْ يُطِعْ اللهَ إنْ عَصَيْتُهُ، أَيَأْمَنُنِي عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ وَلا تَأْمَنُونِي)) قال: ثم أدبر الرجل، فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ مِنْ ضِئضئ هَذَا قَوْمَاً يَقْرَؤونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوزُ حَنَاجِرَهُمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ، وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ يَمْرُقُونَ مِنَ الإسلامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمٌ مِنَ الرَّمِيةِ، لَئنْ أَدْرَكْتُهُمْ لأقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادِ))[7]. وقد حرَّض النبي صلى الله عليه وسلم على قتلهم وقتالهم إن هم ظهروا، فإنهم لما ظهروا في زمن الإمام علي رضي الله عنه قاتلهم، ولا يزال هؤلاء يظهرون ولكن على أشكال مختلفة، وقد ظهروا اليوم، ليس فرادى وإنما على شكل تنظيمات كبيرة، وبدعم من جهات دولية تبغي القضاء على أهل السنة والجماعة، فقتلوا كثيراً من المسلمين، واستحلوا أعراضهم وأموالهم، ولاسيما العلماء والمثقفين، وكانت مقولتهم: (إن كانوا من أهل الجنة فقد عجلنا لهم بدخولها وأرحناهم من الدنيا ومتاعبها، وإن كانوا من أهل النار فقد أرحنا العباد منهم). فهؤلاء شرار الخلق أعاذنا الله منهم ومما يفعلون. فخوارج اليوم كخوارج الأمس، فهم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، فالصفات واحدة، تنطبق على معظم المنفذين منهم كالقتل والإجرام، والتشدد والأسلوب الجاف والغلظة في القول، ويصرفون النصوص الشرعية حسب أهوائهم ونزواتهم وإنا لله وإنا إليه راجعون. 4. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن المسلمين سيفتحون مصر، وقد تحقق لهم ذلك، فعن كعب بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرَ فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ فَإنَّ لّهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمَاً))[8]، وقد افتتحها عمرو بن العاص رضي الله عنه سنة عشرين، أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفي رواية مسلم عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضَاً يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيراطَ، فَاسْتَوصُوا بِأَهْلِهَا خَيْراً، فَإنَّ لّهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمَاً))[9]. 5. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن مملكتي فارس والروم ستذهبان إلى غير عودة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفِقُنَّ كُنزَهما فِي سَبِيلِ اللهِ))[10]. قال ابن كثير في النهاية: (وفي هذا الحديث بشارة عظيمة لأهل الشام، وهو أن يد ملك الروم لا تعود إليها أبد الآبدين، ودهر الداهرين إلى يوم الدين، وأما كسرى فإنه سلب عامة ملكه في زمن عمر ثم استؤصل ما في يده في خلافة عثمان، وقتل في ثنتين وثلاثين ولله الحمد والمنة)[11]. والإشارة في هذا الحديث إلى قيصر وكسرى، لأنهما رمزان لتلكما الإمبراطوريتين العظيمتين التي ملكتا الأرض في حينه. 6. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن عمار بن ياسر رضي الله عنه سيُقتل، فعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: ((تَقْتُلُكَ الْفِئةُ البَاغِيةُ))[12]. وقد تحقق ذلك كما أخبر صلى الله عليه وسلم في معركة صفين التي جرت بين الإمام علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. 7. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله عز وجل سيصلح بالحسن بن علي رضي الله عنه بين فئتين عظيمتين من المسلمين، ووقع هذا الأمر فعلاً، فإن الحسن رضي الله عنه تنازل بالخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقد روي عن أبي بكرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول: ((إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَ اللهَ أَنْ يُصْلِحُ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ))[13]. 8. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها ستموت في غزوة بحرية، وتحقق ذلك سنة (27هـ) مع معاوية رضي الله عنه حين استأذن عثمان رضي الله عنه في غزو قبرص فأذن له، وكانت أم حرام مع زوجة معاوية فاختة بنت قرظة، فركب المسلمون في المركب حتى دخلها وفتحها قسراً وتوفيت أم حرام في هذه الغزوة البحرية. والحديث رواه البخاري عن أم حرام أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((أَوْلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا)) قالت أم حرام: فقلت يا رسول الله، أنا فيهم؟ قال: (( أَنْتِ فِيْهِمْ )) ثم قالت: ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أَوْلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ مَدينَةَ قَيْصَرَ مَغْفًورٌ لَهُمْ))[14]. 9. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بظهور نار من أرض الحجاز تضئ لها أعناق الإبل ببصرى من أرض الشام. فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تَقُومُ السَّاعةُ حَتَّى تَخْرُج نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ تَضِئ لَهَا أَعنَاقُ الإبِلِ بِبصُرَى))[15]. قال ابن كثير: (ظهرت نار بأرض المدينة سنة (654هـ) استمرت شهراً وقد ضبط ذلك أهل المدينة وعملوا فيها أشعاراً كان طولها أربعة فراسخ وعرضها أربعة أميال، وقال بعض الأعراب صبيحة تلك الليلة ممن كان بحاضرة بلد بصرى أنهم شاهدوا أعناق الإبل في ضوء هذه النار التي ظهرت من أرض الحجاز)[16]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |