صبر المتعلم في تحصيل العلم وتقوى الله في السر والعلن - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1074 - عددالزوار : 127192 )           »          سورة العصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          عظات من الحر الشديد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          المشي إلى المسجد في الفجر والعشاء ينير للعبد يوم القيامة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          القلب الناطق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الظلم الصامت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أدب المؤمن عند فوات النعمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          عن شبابه فيما أبلاه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          بلقيس والهدهد وسليمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          غزة تتضور جوعا.. قصة أقسى حصار وتجويع في التاريخ الحديث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 02-01-2020, 02:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,699
الدولة : Egypt
افتراضي صبر المتعلم في تحصيل العلم وتقوى الله في السر والعلن

من الآداب العامة التي يختص بها المتعلم في نفسه


الصبر في تحصيل العلم، وتقوى الله تعالى في السر والعلن

بدر بن جزاع بن نايف النماصي


العلم لا ينال إلا بنَهَمٍ لا يقف عند حد، وهمة لا تعرف الكلل والفتور، ومن طلب العلا سهر الليالي، قال ابن مفلح المقدسي - رحمه الله -: "قال الإمام أحمد: من أراد الحديث خدمه، قال الحافظ البيهقي: قد خدمه أبو عبدالله أحمد بن حنبل فرحل فيه وحفِظه وعمل به وعلَّمه، وحمل شدائده، وهو كما قال البيهقي رحمه الله"[1].

وقال المصنف - رحمه الله -: قال ابن الجوزي: وأنشدني أبو بكر أحمد بن محمد الدِّينوري الحنبلي - رحمه الله تعالى -:
"تمنيت أن تمسيْ فقيهًا مناظرًا
بغير عناءٍ، والجنون فنونُ

وليس اكتساب المال دون مشقة
تلقَّيتها، فالعلم كيف يكونُ[2]"


ومن أعظم المشاكل التي يعاني منها المتعلمون في وقتنا الحاضر: التشهي في طلب العلم، فيقبل المتعلم برغبة جامحة أيامًا معدودات، أو شهورًا قليلةً، يريد حيازة العلم كله، كما يحوز الإنسان بضاعةً بماله، ومن طلب العلم جملةً ذهب عنه جملةً، فإذا رأى الطريق أمامه طويلةً، فترت همته، وتراخت عزيمته، ثم ينقطع كأنه لم يدخل هذا الباب ولم يعرِفْه، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((أدومُها وإن قلَّ))، وقال: ((اكلَفوا من الأعمال ما تطيقون؛ فإن الله لا يمَلُّ حتى تملوا))[3]، وقد أشار المصنف - رحمه الله - إلى أهمية الصبر في تعلُّم العلم، والسهر في بعض الأحيان إن احتاج إليه، فنقل عن الإمام مالك أنه قال: "ربما كانت المسألة أو نزلت المسألة، فلعلي أسهر فيها عامة ليلي"[4].

تقوى الله تعالى في السر والعلن:
امتثالاً لأوامر الله، واجتنابًا لنواهيه، فتقوى الله سبحانه: خير أسباب توفيق الله وفضله، وفتحه على عباده في الفهم والعلم؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 282]، قال القرطبي في تفسيرها: "وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علمه؛ أي: يجعل في قلبه نورًا يفهم به ما يلقى إليه"[5].

فالعِلم والتعليم فتحٌ من الله سبحانه وتوفيق، فليكثر المتعلم من سؤال الله ودعائه أن يفتح عليه بالعلم النافع، ويوفِّقه للعمل الصالح، ويفهمه ما استغلق عليه من العلوم، وأن يزيده علمًا وفهمًا: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وقال تعالى: ﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 79].


وإن خير أسباب الفتح والتوفيق: أن يتواضع المتعلم لله تعالى، ويستشعر فضل الله عليه فيما يتعلم، وليقل دائمًا - بلسان حاله ومقاله -: ﴿ سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].

قال المصنف - رحمه الله -: "قال عليُّ بن المديني: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأحب أن أصحَبَك إلى مكة، فما يمنعني من ذلك إلا أني أخاف أملُّك أو تملني، فلما ودعته قلت: يا أبا عبدالله، توصيني بشيء؟ قال: نعم، ألزِمِ التقوى قلبَك، واجعل الآخرة أمامك"[6].


[1] (المرجع السابق): ج1. ص279.

[2] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص286.

[3] البخاري، محمد بن إسماعيل: الجامع المسند الصحيح. (مرجع سابق). باب: القصد والمداومة على العمل. ج 8. ص98.

[4] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص165.

[5] القرطبي، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي شمس الدين. الجامع لأحكام القرآن، تفسير القرطبي. تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش. دار الكتب المصرية - القاهرة. ط2. 1384هـ - 1964م. ج3. ص 406.

[6] المقدسي، محمد بن مفلح. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2 ص310.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 62.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.69 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]