حصر وضبط مصدرِ التلقي والاستدلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1329 - عددالزوار : 137899 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 57 - عددالزوار : 42199 )           »          حكم من تأخر في إخراج الزكاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حكم من اكتشف أنه على غير وضوء في الصلاة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          المسيح ابن مريم عليه السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 20 - عددالزوار : 5455 )           »          يا ربيعة ألا تتزوج؟! وأنتم أيها الشباب ألا تتزوجون؟! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          فضائل الحسين بن علي عليهما السلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          سودة بنت زمعة - رضي الله عنها - (صانعة البهجة في بيت النبوة) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          حجة الوداع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التشريع للحياة وتنظيمها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى الحوارات والنقاشات العامة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الحوارات والنقاشات العامة قسم يتناول النقاشات العامة الهادفة والبناءة ويعالج المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-12-2019, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,090
الدولة : Egypt
افتراضي حصر وضبط مصدرِ التلقي والاستدلال

حصر وضبط مصدرِ التلقي والاستدلال


الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي








إليكم يا شباب الإسلام (8)



















ومِمَّا لا بد منه أيضًا - يا شباب الإسلام - في صحة المنهج وسلامته: حصْرُ وضبط مصدرِ التلقِّي والاستدلال.







وأعني بهذا - يا شباب الإسلام -: أن يتحقَّق المسلم في منهجه ومتابعته وَفْق الكتاب والسُّنة، ومنهج وفَهْم سلف الأمة الصالح، في عقيدته وتوحيده، وفي عباداته ومعاملاته، وفي أخلاقه وسلوكه، وفي كلِّ شؤونه وأحواله.







ونعني بحصر وضبط مصدر التلقي أمرين:



الأوَّل: حصر مصدر التلقِّي والاستدلال والتربية في الكتاب والسُّنة:



بمعنى: أن يكونَ مصدَرُ ثقافتكم وفهمِكم، ومصدر منهجكم وعقيدتكم، وعبادتكم وأخلاقكم؛ هو الكتابَ والسُّنة، فلا نتلقَّف ثقافة مخالِفةً لشريعتنا من شرق أو غرب، ولا نتلقف ثقافة مشوبة بالبدع والأهواء، من فِرَق وأحزاب مختلفة، كما قال تعالى: ﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ﴾ [طه: 123 - 126].







وقال تعالى: ﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [الحشر: 7].







وقال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].







وقد روى البخاريُّ عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: "أحسَنُ الحديث كتاب الله، وأحسن الهَدْي هدي محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - وشر الأمور مُحْدثاتها، وإنَّ ما توعدون لآتٍ وما أنتم بِمُعجزين".







وروى التِّرمذي عن المقدام بن معد يكرب، رفعَه: ((ألاَ هل عسى رجل يَبْلُغه الحديث عنِّي، وهو متَّكئٌ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله؛ فما وجدنا فيه حلالاً استحلَلْناه، وما وجدنا فيه حرامًا حرَّمناه، وإن ما حرَّم رسول الله كما حرَّم الله)).







ولأبي داود: ((ألاَ وإنِّي أُوتِيتُ الكتاب ومثله معه، ألاَ يوشك رجل شبعان على أريكته...))؛ الحديث.







وفي خُطبة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في "حجَّة الوداع" حثٌّ على التمسك بالكتاب والسنة؛ حيث قال: ((وقد تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبدًا أمرًا بيِّنًا: كتاب الله، وسُنَّة نبيِّه))؛ رواه مالك.







بل إن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - غضب من أحد أصحابه يومًا، وقال له كلامًا شديدًا؛ لأنَّه قرأ مصدرًا آخر غير القرآن الهادي، والسُّنة الراشدة، ففي الحديث عن جابر، عن النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث مِن يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: ((أمتهوِّكون أنتم كما تهوَّكَت اليهود والنصارى؟! لقد جئتُكم بها بيضاء نقيَّة، ولو كان موسى حيًّا ما وَسِعَه إلا اتِّباعي))؛ رواه أحمد والبيهقيُّ في كتاب "شُعَب الإيمان"، وحسَّنَه الألباني.







وفي رواية أخرى عن جابر بن عبدالله؛ أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أتى النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بكتابٍ أصابه من بعض الكتب، قال: فغضِب وقال: ((أمتهوِّكون فيها يا ابن الخطَّاب؟! والذي نفسي بيده لقد جئتُكم بها بيضاء نقيَّة)).







إذًا عليكم أن تعلموا أنَّ في حصر وضبط مصدرِ التلقِّي والتربية على الكتاب والسنة؛ تصحيحًا للمسار، وضبطًا للمنهج؛ ذلك أن الشباب اليوم يرى واقع الأمة الإسلاميَّةِ الأليمَ، ويرى تشتُّتَ الجهود، ويرى تكالب الأمم والأعداء علينا من كلِّ حدب، كما أنه يرى حوله عددًا من الأفكار والاتجاهات، والفِرَق والجماعات، والمناهج والتصوُّرات، ويرى أيضًا التناقض في قواعد التربية والتوجيه، ووسائل التربية والتعليم.







فيقع الكثير منهم في شكٍّ وحيرة، واضطرابٍ في المنهج والتصوُّر، وتتعثَّر أقدامه، وتتأخَّر خطواته، وتَضْطرب اتِّجاهاته وأفكاره؛ وذلك لأنَّه لا يملك في نفسه منهجًا صحيحًا، يرشده ويقوِّمه، ولا يملك من العلم والإيمان والعقيدة رصيدًا كافيًا، يعرفه بغايته ورسالته، ومن هنا تزِلُّ قدمه، وتضطرب أفكاره، وتضيع منه معالِمُ الطريق الصَّحيح، إلى منهج الإسلام.







فلا سبيل اليومَ - أيُّها الشباب - إلى تصحيح مسار الأمة الإسلامية، وبناءِ الجيل المسلم من جديد، ودَفْعِ تكالب الأمم الكافرة عنَّا، إلاَّ أن نأخذ منهج الإسلام مِن مصدره الأوَّل الصحيح، وأصله الأصيل، وأعني بذلك "الكتاب، والسُّنة".







الثاني: مُوافقة منهج وفهم السلف الصالح:



ومعنى هذا: أن التلقِّي من الكتاب والسُّنة يكون وفق منهج وفهم السَّلف الصالح؛ انطلاقًا من الصحابة - رضي الله عنهم - ثم التابعين وتابعيهم بإحسانٍ، قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمه الله - في "مجموع الفتاوى": "أحقُّ الناس بأن تكون هي الفرقةَ الناجية "أهل الحديث والسُّنة"، الذين ليس لهم مَتْبوع يتعصَّبون له إلاَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمُهم تمييزًا بين صحيحِها وسقيمها، وأئمَّتُهم فقهاء فيها "وأهل" معرفةٍ بمعانيها، واتِّباعًا لها، تصديقًا وعملاً، وحبًّا، وموالاةً لمن والاها، ومعاداةً لمن عاداها، الذين يَرْوُون المقالات المُجْملة إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة؛ فلا ينصبون مقالة ويجعلونها من أصول دينهم وجمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرَّسول؛ بل يجعلون ما بُعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه"[1].







فلا يكفينا اليومَ متابعةُ الكتاب والسُّنة دون ما كان عليه الصحابة والتابعون لهم؛ وذلك لعدَّة أمور مهمة:



أوَّلاً: لأن كل الفِرَق المنسوبة للإسلام اليوم تحتجُّ علينا بالكتاب والسنة، فإذا أردتَ تأصيل منهجٍ أو ردَّ بدعة أو مخالفةٍ ليس لها من الأدلة والنصوص ما يشهد لها أو يثبت شرعيتها، وجدنا هنا أصحابها يُوردون لنا من الأدلَّة وعمومياتها ما يُثبت صحَّة طريقتهم ومنهجهم في الدَّعوة إلى الله تعالى، أو يثبت صحَّة مذهبهم ومعتقداتهم التي يريدون لها أتباعًا وأنصارًا.








إذًا لا بدَّ من حُكْم فصل يَحْسم مسار الدعوة ومنهجها، ويقوِّم مسيرتها، إنَّه - ولا ريب - مسلك الصحابة - رضي الله عنهم - ومن تبِعَهم في القرون المفضَّلة الأولى، وهذا كما ذكرنا من قبل له من الشواهد والأدلة والبراهين من نصوص القرآن والسُّنة الكثير والكثير.








وحسْبُنا أن نورد هنا عدة منها:



أما الأدلة من القرآن والسُّنة فمنها ما يلي:



فقد أوجب القرآنُ اتِّباعَ الصحابة - رضوان الله عليهم - ولزومَ طريقتهم، وتوعَّد مَن يخالف سبيلهم بالعذاب الأليم، قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا [النساء: 117]، فهل كان المؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة إلاَّ هم؟ وقد دلَّت الآية على وجوب متابعة سبيل المؤمنين، والحذر من الوقوع في الوعيد لمخالفة هذا السبيل الذي سلَكوه.








ولِهذا جعلَهم النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -الميزان الحقَّ حين وقوع الفِتَن والافتراق في أمته كما جاء في الحديث المحفوظ المشهور؛ حديث الافتراق الذي وقعت فيه الأمم، والذي يقول فيه النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقةً، وافترقت النَّصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)) قيل: مَن هي يا رسول الله؟ قال: ((من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي))، وفي بعض الروايات: ((هي الجماعة))؛ رواه أبو داود، والتِّرمذي، وابن ماجه، والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مُسْلم، وكذلك قوله تعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 92.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 90.76 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.86%)]