|
ملتقى الحج والعمرة ملتقى يختص بمناسك واحكام الحج والعمرة , من آداب وأدعية وزيارة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() يا حجاج بيت الله..أربعوا على أنفسكم مها الجريس كم كتابا في فقه الحج قد طبع ونشر؟ وكم من فتاوى وزعت وانتشرت؟ كم من عالمٍ تفرغ في موسم الحج للناس وكم داعية أمضى وقته بين المخيمات..؟ الحج من أوله لآخره عبادة جليلة وركن من أركان الدين.. هذا الموسم العظيم هو إعلان عالمي لمعنى الإسلام والسلم والأمان.. يجتمع الناس فيه من بقاع الأرض ليتوحدوا قولا وعملا وشعورا أخويا فريدا. إن مشاهد الحجاج على شاشات التلفزة العالمية هي رسالة الإسلام الإعلامية لهذا الكون.. تلك الصورة التي لا يمثلها كتاب ولا خطبة ولا شيخ أو داعية.. وإنما نمثلها أنا وأنت وكل حاج من حجاج بيت الله الذين وفدوا إلى الحرم رجالا وركبانا. ماذا عن تلك الصورة وكيف اهتم بها الإسلام..؟ لقد أولى النبي صلى الله عليه وسلم أمر السكينة في الحج اهتماما عظيما تلك السكينة التي تمتثل القول والعمل والحركة والسكون وما هي إلا مؤشر لأمر أعظم هو سكينة القلب وإخباته الذي هو مقصود الحج الأعظم.. لقد نهى صلى الله عليه وسلم أصحابه عن رفع أصواتهم بالتكبير والدعاء وبين أن السكينة في القول هي لب الخشوع فقال صلى الله عليه وسلم لمن يرفعون أصواتهم رفعا بليغا: عن أبي موسى قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا, إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم". هذه السكينة هي التي دعا إليها صلى الله عليه وسلم حين رأى أصحابه وهم يغذون السير بشيء من عجلة، فعن أسامة بن زيد قال: كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة، قال: فلما وقعت الشمس دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمع حطمة الناس خلفه قال: "رويدا أيها الناس عليكم السكينة إن البر ليس بالايضاع". هذه التوجيهات النبوية التي شملت مظهر الحاج وسلوكه في أيام يلقى الناس بعضهم من أقطار الدنيا ويختبرون أخلاقياتهم فيها.. اليوم يفتقد الحجاج شيئا من فقه السكينة وسلوك الحجاج القويم فلا تكاد تخلو أيام الحج الأخيرة من الدهس والإصابات والاختناقات والوفيات في وقت يتفرج فيه العالم على إحدى دعائم هذا الدين.. والتي يحولها البعض بجهله وللأسف إلى غوغائية قتالية ومشقه عسيرة تجعل من يرى حاله يشفق عليه من هذا الدين الذي كلفه بهذه المهالك..! إننا حين نعود لمنهج الإسلام في سلوك الحجاج نجد أنه يسعى ليكسب الحاج سكينة نفسية وروحية حين يخفض صوته ويسعى بطمأنينة لأداء شعائره منشغلا بالتكبير والتلبية والذكر والدعاء ليقدم للدنيا نفسه من أوسع أبواب السلوك القويم وأجمله. فهل نعود إلى تلك السكينة ونفقه معنى "أربعوا على أنفسكم"؟!
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |