المصيبة .. ولحظة التسليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1369 - عددالزوار : 140001 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2019, 04:42 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,143
الدولة : Egypt
افتراضي المصيبة .. ولحظة التسليم

المصيبة .. ولحظة التسليم
خالد رُوشه






إنها اللحظة التي يسلم فيها المرء أمره إلى ربه , فيفتقر له كامل الافتقار , ويتبرأ من حوله وقوته إلى حول الله وقوته , تلك اللحظة التي تصيب المرء فيها المصيبة , فيفجعه أثرها , وتلطمه معانيها , فيوشك صدره أن يرتجف , وتوشك أعضاؤه أن ترتعد , فيستحضر القلب إيمانه بربه , ويقينه بقضائه وقدره , وصبره على المصيبة , ويعلم أن لا ملجأ ولا منجى من الله إلا إليه , فيسكن قلبه , وتهدأ سكناته وحركاته , ويستشعر بنفسه معنى الرضا بالقضاء

إن كلمات قليلات قد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم امرأة مات ابنها , لهي كلمات تستحق أن تكون منهاجا للمؤمن في مواجهة المصائب والآلام , وفي مقابلة الحوادث والصدمات , فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مرَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم بامرأة تبكي عند قبر فقال: “اتّقِ الله واصبري” [فقالت]: إليك عنِّي فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي، فأتت باب النبي صلّى الله عليه وسلّم فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: “إنما الصبر عند الصدمة الأولى” متفق عليه.

إذن " إنما الصبر عند الصدمة الاولى " .. هذه هي وصيته صلى الله عليه وسلم , وهي وصية مباركة بكل معنى , ذلك إن أصعب لحظات المصائب هي اللحظات الأولى من الإخبار بها وتلقيها , وقد يذهل البعض في تلك اللحظات عن أثر المصيبة ولا يبدأ يستشعر بحقيقتها إلا بعدما تبدأ في المرور , لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ههنا يعلمنا سبيلا آخر , هذا السبيل يعتمد على مواجهة الواقع , نعم نواجه الخبر , لكننا نرفع أثره المؤلم الحزين عن كواهلنا ونضعه على جانب الصبر والرضا فورا ..

لكننا لا نواجه المصائب بصدور عارية بل نتسلح بسلاح الإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى على أن يمررها علينا , فتكون اللحظات الأولى عند المؤمن هي لحظات الاختبار الحقيقي وهي ايضا لحظات المرور من أصعب لحظات المصيبة , وما يأتي بعدها يكون عادة أقل وأيسر

إن حديثا آخر للنبي صلى الله عليه وسلم ربما يقرب المعنى أكثر وأكثر إذ يقول صلى الله عليه وسلم :" ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي ، وأخلفني خيرا منها ، إلا أجره في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها " الموطأ

فهو هنا صلى الله عليه وسلم , ليس فقط يؤكد على ما سبق من معنى الصبر والتسليم فور لحظة معرفة المصيبة , لكنه ايضا يعطينا بيانا للاساس الذي على اعتباره يصبر الإنسان ويهدأ في تلك اللحظات .

" فإنا لله وإنا إليه راجعون " وليس أحد منا يملك لنفسه شيئا , وكلنا إليه سبحانه راجعون عندما يحين الحين , ثم يطلب من ربه سبحانه ألا يمرر تلك المصيبة عليه إلا بأجر , ثم يرجوه سبحانه أن يبدله مثلها بل خيرا منها , إذ الله سبحانه هو الرزاق يرزق من يشاء وهو بيده الخلق والأمر .

فتلك إذن معان قوية الأثر , كفيلة بصد وجع الخبر , مهيئة للنفس أن تتعايش مع الموقف الشديد , بل أن تخرج منه فائزة مكتسبة للفضل .
إنه منهج علوي سماوي راق , يسمو بالنفس الإنسانية في مواجهة الخطوب , فيزيدها قوة إلى قوتها , ويفيض عليها نعمة ورزقا .

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 46.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 44.71 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]