شرح حديث أبي سعيد الخدري: ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 5031 - عددالزوار : 2179614 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4612 - عددالزوار : 1460338 )           »          معرفة الحق في فِطر الخلق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 6 - عددالزوار : 801 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 67 - عددالزوار : 54871 )           »          الغش والتزوير لنيل الشهادات العلمية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          حكم التيمّم حال وجود الماء ووقت جوازه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          الواجب على من نسي سجوداً في صلاته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          القضاء والقدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          التحايل على غير المسلمين في المعاملات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-11-2019, 09:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,980
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث أبي سعيد الخدري: ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر

شرح حديث أبي سعيد الخدري: ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين


عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ نَاسًا مِنَ الْأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى نَفِدَ مَا عِندَهُ، فَقَالَ لَهُمْ حِينَ أَنْفْقَ كُلَّ شَيءٍ بِيَدِهِ: «مَا يَكُنْ عِنْدي مِنْ خَيْر فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»[1]؛ متفق عليه.



قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:

كان من خلق الرسول الكريم - عليه الصلاة والسلام - أنه لا يُسأل شيئًا يجده إلا أعطاه، وما عُهِد عنه أنه صلى الله عليه وسلم منع سائلًا، بل كان يعطي عطاءَ من لا يخشى الفقر، ويعيش في بيته عيش الفقراء، وربما ربط على بطنه الحجر من الجوع، فهو عليه الصلاة والسلام أكرم الناس وأشجع الناس.



فلما نفِد ما في يده أخبرهم أنه ما من خير يكون عنده، فلن يدَّخره عنهم؛ أي: لا يمكن أن يدخر شيئًا عنهم فيمنعهم، ولكن ليس عنده شيء.



ثم حث النبي صلى الله عليه وسلم على الاستعفاف والاستغناء والصبر، فقال: «وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ».



هذه ثلاثة أمور:

أولًا: من يستغن يغنه الله؛ أي: من يستغن بما عند الله عما في أيدي الناس؛ يغنه الله عز وجل، وأما من يسأل الناس ويحتاج لما عندهم؛ فإنه سيبقي قلبه فقيرًا - والعياذ بالله - ولا يستغني.



والغني غني القلب، فإذا استغنى الإنسان بما عند الله عما في أيدي الناس، أغناه الله عن الناس، وجعله عزيز النفس بعيدًا عن السؤال.



ثانيًا: من يستعفف يعفه الله، فمن يستعف عما حرَّم الله عليه من النساء يعفه الله عز وجل، والإنسان الذي يُتبع نفسَه هواها فيما يتعلق بالعفة، فإنه يهلك والعياذ بالله؛ لأنه إذا أتبع نفسه هواها وصار يتتبَّع النساء، فإنه يهلك، تزني العين، تزني الأذن، تزني اليد، تزني الرجل، ثم يزني الفرج، وهو الفاحشة والعياذ بالله، فإذا استعف الإنسان عن هذا المحرم، أعفه الله عز وجل، وحماه وحمى أهله أيضًا.



ثالثًا: من يتصبر يصبره الله؛ أي: يعطيه الله الصبر.

فإذا تصبَّرت وحسبت نفسك عما حرَّم الله عليك، وصبرت على ما عندك من الحاجة والفقر، ولم تُلح على الناس بالسؤال، فإن الله تعالى يُصبرك ويعينك على الصبر، وهذا هو الشاهد من الحديث؛ لأنه في باب الصبر.





ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ »؛ أي: ما من الله على أحد بعطاء من رزق، أو غيره خيرًا وأوسع من الصبر؛ لأن الإنسان إذا كان صبورًا تحمَّل كل شيء؛ إن أصابته الضراء صبر، وإن أعرض له الشيطان بفعل المحرم صبَر، وإن خذله الشيطان عن ما أمر الله صبر، فإذا كان الإنسان قد مَنَّ الله عليه بالصبر، فهذا خير ما يعطاه الإنسان، وأوسع ما يعطاه، ولذلك تجد الإنسان الصبور لو أُوذي من قِبَل الناس، لو سمع منهم ما يكره، لو حصل منهم اعتداء عليه، تجده هادئ البال، لا يتصلب، ولا يغضب؛ لأنه صابر على ما ابتلاه الله به؛ فلذلك تجد قلبه دائمًا مطمئنًا، ونفسه مستريحة، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وَأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ»؛ والله الموفق.



المصدر: «شرح رياض الصالحين»





[1] متفق عليه: أخرجه البخاري (1469)، ومسلم (1053).








__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.61 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]