|
ملتقى السيرة النبوية وعلوم الحديث ملتقى يختص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلوم الحديث وفقهه |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الإمام أبو العباس الأذرعي الشافعي رحمه الله تعالى محمد علي عباد حميسان اسمه ونسبه وكنيته ولقبه وولادته[1]. اسمه: أحمد بن حمدان بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الغني بن محمد بن أحمد بن سالم بن داود بن يوسف بن خالد، شهاب الدين أبو العباس الأَذْرَعي - نسبة إلى أذرِعات ناحية بالشام –. ويُكنى بأبي العباس، ويُلقب بشهاب الدين الأَذْرَعي. فاسمه: أحمد. وكنيته: أبو العباس. ولقبه: شهاب الدين. ونسبه: الأذرعي -نسبة إلى أذرِعات بكسر الراء ناحية بالشام-. ولادته: ولد بأذرعات الشام في وسط سنة 708هـ، وقيل 707هـ[2]. شيوخه وتلاميذه: أولاً: شيوخه: تلقى الإمام الأذرعي العلم على جماعة من علماء عصره، وكتب له بالإجازة الكثيرون، فمن أبرز مشايخ التلقي حسب تاريخ وفياتهم: (1) بهاء الدين أبو محمد القاسم بن مظفر بن محمود بن أحمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن محمد بن عساكر الدمشقي (629 – 723هـ).[3] (2) شهاب الدين أبو العباس أحمد بن طالب بن نعمة بن حسن الديرمقرني الصالحي الحجّار المعروف بابن الشِّحْنَة (262 – 730هـ).[4] (3) يوسف بن إبراهيم بن جملة (682 – 738هـ).[5] (4) مجد الدين أبو بكر بن إسماعيل بن عبد العزيز الزنكلوني المصري (279 – 740هـ).[6] (5) جمال الدين أبو الحجّاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف بن عبد الملك المِزِّي (654 – 742هـ).[7] (6) أبو الحسن علي بن عبد المؤمن بن عبد العزيز بن الخضر بن عبد الحارثي (656 – 743هـ).[8] (7) قاضي القضاة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن النقيب (662 – 745هـ).[9] (8) شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673 – 748هـ).[10] (9) فخر الدين محمد بن علي بن إبراهيم بن عبد الكريم الدمشقي المعروف بالفخر المصري (691 – 751)، وهو الذي أذن له بالإفتاء، وشهد له بالأهلية عند السبكي.[11] (10) قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمّام السُّبكي (683 – 756هـ).[12] (11) تقي الدين أبو الفداء إسماعيل بن علي بن الحسين القلقشندي المصري شيخ الصلاحية بالقدس الشريف (702 – 778هـ).[13] ثانياً: تلاميذه: أخذ العلم عن الإمام الأذرعي جماعة من أهل العلم، كما أنه ولي التدريس في بعض المدارس كالبلدية والظاهرية والأسدية ودار الحديث البهائية[14]، وتصدر بالجامع للافتاء والتدريس، ولما قدم القاهرة بعد موت الشيخ جمال الدين الأسنوي وذلك في جمادى الأولى سنة 762هـ، أخذ عنه بعض أهلها، وبعد رجوعه إلى حلب رحل إليه فضلاء المصريين كالزركشي والبيجوري[15]، وقدم دمشق وأخذ عنه بعض رؤسائها،[16] وقد ذكرت بعض المراجع أبرز من أخذ عنه وهم حسب ترتيب وفياتهم: (1) أبو عبد الله محمد بن بهادر بن عبد الله، بدر الدين الزركشي (745 – 794هـ).[17] قال الزركشي مخبراً عن ذلك: رحلت إليه سنة 763هـ فأنزلني داره وأكرمني وحباني وأنساني الأهل والأوطان.[18] (2) برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن علي بن سليمان البيجوري (750 – 825هـ).[19] وقد كتب شرح الإمام الأذرعي على المنهاج بخطه.[20] (3) شرف الدين موسى بن محمد بن محمد بن أبي بكر الأنصاري (748 – 803هـ).[21] (4) شرف الدين أبو بكر بن سليمان بن صالح الدّادِيخي، قاضي حلب (؟ - 803).[22] مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه: للإمام الأذرعي مكانة عالية بين علماء المذهب الشافعي، يظهر ذلك جلياً من خلال عنايتهم بنقولاته، وترجيحاته، واختياراته، وتقريراته، سيما أصحاب الشروح ممن لهم الباع الطويل في الفقه، كشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، والخطيب الشربيني، والشمس الرملي، وابن حجر الهيتمي، وسليمان العجيلي المعروف بالجمل، والبجيرمي، وغيرهم من أئمة المذهب، مما يدل على علو كعبه، وعظيم منزلته.[23] وقد عبر بعض من ترجم له عن تلك المنزلة العلية التي تبوأها، فقال الحافظ برهان الدين الحلبي عنه: "الإمام العلامة شيخ المذهب... شيخ البلاد الشامية، وأحفظ الناس لفروع المذهب".[24] وقال ابن قاضي شهبة: "...الإمام المطلع صاحب التصانيف المشهورة شهاب الدبن أبو العباس الأذرعي شيخ البلاد الشامية، وفقيه تلك الناحية، ومفتيها، والمشار إليه بالعلم فيها".[25] وقال ابن تغري بردي: "...وكان عديم النظير، فقيهاً عالماً"[26]. وقال عبد القادر النعيمي: "...ولم يخلف في تلك الديار مثله".[27] وقال أبو البركات الغزي: "الشيخ الإمام العلامة الأوحد البارع المطلع، عالم بلاد الشمال في عصره والمتقدم في تلك النواحي على أهل مصره شهاب الدين أبو العباس صاحب المصنفات السائرة النافعة المباركة. كان المذكور إماماً عالماً كبيراً جليل القدر مطلعاً على كلام الأصحاب ونصوص الإمام الشافعي واسع الباع في ذلك، ليس لأحد من المتأخرين ما له من الفوائد والنقل والاستحضار مع الديانة وكثرة الخوف من الله تعالى وسلامة الصدر، كريماً سخياً محاسنه كثيرة،... أحد أئمة المذهب في زمانه وفقيه عصره بل فقيه أوانه".[28] وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني: " اشتهرت فتاويه في البلاد الحلبية وكان سريع الكتابة منطرح النفس كثير الجود صادق اللهجة شديد الخوف من الله... فقيه النفس لطيف الذوق كثير الإنشاد للشعر وله نظم قليل وكان يقول الحق وينكر المنكر ويخاطب نواب حلب بالغلظة وكان محباً للغرباء محسناً إليهم معتقداً لأهل الخير كثير الملازمة لبيته لا يخرج إلا في الضرورة وكان كثير التحري في أموره"[29] المناصب التي تولاها: قدم الأذرعي حلب نائباً في القضاء عن قاضي القضاة نور الدين أبي عبد الله محمد الصائغ الشافعي. بعد سنة أربعين وسبعمائة، فسكن بالمدرسة العصرونية، ثم ترك نيابة الحكم،[30]وولي التدريس بالمدرسة البلدية بقرب الكلاسة، وبالمدرسة الظاهرية، وبالمدرسة الأسدية، وبدار الحديث البهائية، وله إعادة بعدة مدارس من مدارس الشافعية، وتصدر بالجامع للإفتاء والتدريس وشاعت فتاويه في الأفاق مع التوقي الشديد خصوصاً في الطلاق.[31] مظاهر من شخصيته: كان انشغال الإمام الأذرعي بالعلم على كبر، وسبب همته في الاشتغال أنه رأى في المنام رجلاً واقفاً أمامه، وهو ينشد: كيف نرجو استجابة لدعاء *** قد سددنا طريقه بالذّنوبِ قال: فأنشدته: كيف لا يستجيب ربِّي دعائي ![]() وهو سبحانه دعاني إليه ![]() مع رجائي لفضله وابتهالي ![]() واتِّكالي في كلّ خطب عليه ![]() قال: وانتبهت وأنا أحفظ الأبيات الثلاثة.[32] والناظر في سيرة الإمام أبي العباس الأذرعي يجد المدح والثناء العطرين، فهو ممن جمع بين العلم والعمل، فذُكِرَ أنه كان سريع الكتابة منطرح النفس كثير الجود صادق اللهجة شديد الخوف من الله تعالى، فقيه النفس، محكِماً للفقه، مليح المحاضرة، لطيف الذوق، كثير الإنشاد للشعر، وله نظم، قوالاً بالحق، ينكر المنكر، ويخاطب نواب حلب بخطاب فيه غلظة، كثير الفوائد، ولديه فضائل وكياسة وحشمة وإنسانية ومروءة، ومحبة لأهل العلم، خصوصاً للغرباء، محسناً إليهم، معتقداً لأهل الخير، ديناً صالحاً، كثير الملازمة لبيته لا يخرج إلا لضرورة وكان كثير التحري في أموره، وكان يأخذ العقد على أصحابه أنهم لا يلون القضاء، وكان عسراً في الإذن في الإفتاء لم يأذن إلا لجماعة يسيرة.[33] مؤلفاته: كان الإمام الأذرعي غزير التأليف، واسع الاطلاع، جمّاعاً للكتب، حصل له منها ما لم يحصل عند غيره، ونقل منها في تصانيفه، وظفر من النقول ما لا يوازيه أحد من المتأخرين في ذلك،[34] وقد ذكرت كتب التراجم المؤلفات التالية: (1) "قوت المحتاج في شرح المنهاج"، يقع في عشر مجلدات.[35] (2) "غنية المحتاج في شرح المنهاج"، أصغر من القوت.[36] (3) "التوسط والفتح بين الروضة والشرح"، يعني شرح الرافعي الكبير، ويقع في نحو عشرين مجلداً.[37] (4) "التنبيهات على أوهام المهمات"، في نحو ثلاث مجلدات، وصل فيه إلى الطلاق.[38] (5) "الحلبيات"، في مجلد، وهي عبارة عن أسئلة أرسلها للإمام تقي الدين السبكي مع جواب التقي عنها.[39] (6) مختصر الحاوي للماوردي.[40] وفاته: بعد حياة حافلة بالعلم والإفتاء والتدريس ضعف بصر الإمام أبي العباس الأذرعي في آخر عمره، وثقل سمعه جداً، وسقط من سلَّم فانكسرت رجله، فصار ضعيف المشي، ثم كانت وفاته –رحمه الله تعالى- عند الزوال من يوم الأحد الخامس والعشرين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة وصلي عليه بالجامع الأموي بحلب المحروسة، وتقدم عليه في الصلاة القاضي جمال الدين بن العديم الحنفي، ودفن من يومه خارج باب المقام تجاه تربة ابن الصَّاحب.[41] [1] الدرر الكامنة 1/ 145-147، وشذرات الذهب 8/ 497-480، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141-143، والمنهل الصافي 1/ 291-294، وإنباء الغمر 1/ 141-142، وذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/ 309-310. [2] الدرر الكامنة 1/ 145-147، وشذرات الذهب 8/ 497-480، والمنهل الصافي 1/ 291-294، وإنباء الغمر 1/ 141-142، وذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/ 309-310، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34-44، وبهجة الناظرين لأبي البركات الغزي ص 75. [3] ذيل التقييد 1/ 309، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، وبهجة الناظرين ص 75. [4] ذيل التقييد 1/ 309، والدرر الكامنة 1/ 145، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34. [5] الدرر الكامنة 1/ 145، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141. [6] المرجعين السابقين. [7] ذيل التقييد 1/ 309، والدرر الكامنة 1/ 145، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، وبهجة الناظرين ص 75. [8] ذيل التقييد 1/ 309، والمنهل الصافي 1/ 291، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34. [9] الدرر الكامنة 1/ 145، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141. [10] ذيل التقييد 1/ 309، والدرر الكامنة 1/ 145، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 39، وبهجة الناظرين ص 75. [11] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141، والدرر الكامنة 1/ 145-147، والمنهل الصافي 1/ 291، وبهجة الناظرين ص 75. [12] المنهل الصافي 1/ 291. [13] المصدر السابق. [14] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، والمنهل الصافي 1/ 291. [15] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 143، والدرر الكامنة 1/ 145، وشذرات الذهب 8/ 497. [16] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 143، والدرر الكامنة 1/ 145. [17] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 143، [18] الدرر الكامنة 1/ 145، وبهجة الناظرين ص 75. [19] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 143، والدرر الكامنة 1/ 145، وبهجة الناظرين ص 75. [20] المرجع السابق. [21] المرجع السابق. [22] المرجع السابق. [23] يُنظر على سبيل المثال: كتاب فتح الوهاب بشرح منهج الطلاب لزكريا الأنصاري، ومغني المحتاج للخطيب الشربيني، ونهاية المحتاج للرملي، وتحفة المحتاج للهيتمي، وحاشية الجمل على شرح المنهج، وحاشية البجيرمي على الخطيب. [24] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34. [25] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141. [26] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 11/ 216. [27] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34. [28] بهجة الناظرين ص 74-75. [29] الدرر الكامنة 1/ 145-147. [30] المنهل الصافي 1/ 291، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141. [31] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، والمنهل الصافي 1/ 291. [32] شذرات الذهب 8/ 497-480. [33] طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141، والمنهل الصافي 1/ 291، والدرر الكامنة 1/ 145-147. [34] شذرات الذهب 8/ 497، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141، وإنباء الغمر 1/ 141، وبهجة الناظرين ص 75. [35] الدرر الكامنة 1/ 145، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، وشذرات الذهب 8/ 497، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة، والمنهل الصافي 1/ 291، وإنباء الغمر 1/ 14. [36] نفس المراجع. [37] نفس المراجع. [38] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34-44، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141-143، والمنهل الصافي 1/ 291-294، وإنباء الغمر 1/ 141-142، وذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/ 309-310. [39] الدرر الكامنة 1/ 145-147، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141-143، وإنباء الغمر 1/ 141-142. [40] الدارس في تاريخ المدارس 1/ 34، وذيل التقييد 1/ 309، والمنهل الصافي 1/ 291. [41] الدرر الكامنة 1/ 145-147، والنجوم الزاهرة 11/ 216، والدارس في تاريخ المدارس 1/ 34-44، وشذرات الذهب 8/ 497-480، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 141-143، والمنهل الصافي 1/ 291-294، وإنباء الغمر 1/ 141-142، وذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد 1/ 309-310.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |