|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مخالفات في العقيدة اللجنة العلمية في مكتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوب بريدة الحمد لله ولي الصالحين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى آله وصحبه والتابعين. إن دين الإسلام هو الدين القويم الذي نزل من عند رب العالمين، لا يعتريه نقصٌ، ولا يحتاج إلى تكميل بوجه من الوجوه؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، وضَّح للناس ما ينفعهم، وحذَّرهم مما يضرهم، ولكن ثمة بعض المحاذير والمنهيات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس؛ إما تساهلًا، وإما جهلًا أو تقليدًا، وربما فعل بعضهم محرمًا أو بدعة في الدين، فوقع في ناقض من نواقض الإسلام وهو لا يشعر، فاحرص وفَّقني الله وإياك لكل خير على قصد الحق وطلبه، والسؤال عنه والاهتمام به؛ لأنه هو النجاة. وسأذكر بين يديك أخي الكريم طائفة من التوجيهات والمحاذير الشرعية؛ سواء كانت في العقيدة، أو في الأحكام، أو في السلوكيات ونحوها، منها ما يلي: 1- احرص أخي وفَّقك الله على القراءة عن أحكام هذا الدين العظيم مما ورد في كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وما كتَبه أهل العلم المحققون مع سؤالهم والأخذ عنهم، فإنك بذلك يزيد علمك وثباتُك على هذا الدين، ويزول ما أشكَل عليك فهمُه. 2- إذا رأيت الناس يفعلون شيئًا سواءً في مناسكهم أو صلواتهم، أو في سائر عباداتهم، فلا تفعل كما يفعلون، حتى تتأكد من صحة فعلهم، أما تقليدهم من دون تثبُّتٍ فهو نوع من الجهل، والعبادة مبناها على العلم، فاسأل أهل العلم عن كل ما أشكل عليك من أمور دينك، فلا تعمل بلا علم؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 43]. 3- الدعاء عبادة من أعظم العبادات، وبه يُستجلب الخير ويدفعُ الشرُّ، فهو لا يكون إلا لله، فأُحذرك أخي الكريم أن تدعو غير الله تعالى من الأنبياء أو الصالحين أو غيرهم، فهم مع علوِّ منزلتهم لا يملِكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرًّا، فكيف يملكون هذا لغيرهم؟! واعلَم أن من دعا غير الله تعالى، فقد وقع في الشرك؛ قال تعالى: ﴿ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ﴾ [الجن: 18]، وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ﴾ [فاطر: 14]، ومن الشرك جعلهم وسائط بينه وبين الله تعالى، وهذا فعل المشركين. 4- اعلم أخي وفَّقك الله أن الصلاة في المساجد التي بُنيت على القبور صلاة باطلة؛ لما في ذلك العمل من تعظيم لصاحب القبر، والتعظيم عبادة عظيمة لا تكون إلا لله وحده، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»[1]، ولأن ذلك قد يكون وسيلة من وسائل الشرك. 5- إن الذبح لغير الله تعالى سواء كان للأولياء أو غيرهم شرك مخرج من ملة الإسلام، قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162-163] فإن الذبح لا يحل إلا ما كان لله تعالى وذكر عليه اسمه. 6- أُحذرك أخي الكريم من الذهاب إلى السحرة والمشعوذين والكهنة والعرافين طلبًا للعلاج أو غيره فهو فعل محرم قد يوصل إلى الشرك؛ قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا[2]أَوْ عَرَّافًا[3]فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ»[4]، وإنما يكون العلاج بالقرآن والسنة والرُّقى المشروعة والأسباب المباحة، فإن هذا إذا صاحبه اليقين، نفع بإذن الله تعالى نفعًا عظيمًا، وأما الذهاب إلى السحرة والكهنة، فإن صدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وإن أتاهم ولم يُصدقهم، لم تقبل له صلاة أربعين يومًا؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً»[5]، فما أشده من وعيد وخسارة كبيرة على من أتاهم. 7- أن الطواف حول الكعبة هو الطواف المشروع وهو عبادة لله تعالى، وإقامة لذكر الله تعالى، مع اعتقاد أنها أحجار لا تضر ولا تنفع ونفعله؛ لأن الله تعالى أمر به، ولأن الرسول عليه الصلاة والسلام فعله، أما الطواف على القبور ونحوها، فإن ذلك شرك أكبر مخرج من ملة الإسلام، ثم إن هذا الطائف على القبر، إنما يطوف عليه؛ ليتقرب إلى صاحبه ويسأله، أو يتخذه واسطة له عند الله، فهل علم هذا الطائف قبل أن يفعل ذلك أن صاحب هذا القبر لا يسمعه، ولو سمعه ما استجاب له، فهو لا يستطيع نفع نفسه بشيء، فضلًا عن ان ينتفع غيره، وأما ما يحصل مما يزعم أنه نفع، فهو من تسويل الشياطين؛ قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 13، 14]. فذكر الله تعالى في هذه الآية حقائق عظيمة، وهي: أ- أنهم لا يملكون شيئًا حتى القطمير، وهو اللفافة الموجودة على النواة مع صِغرها وحقارتها. ب- أنهم لا يسمعون هؤلاء الداعين. ج- أنهم لو سمعوا ما استجابوا لعجزهم عن النفع والاستجابة. د- أنهم يوم القيامة يكفرون بهذا الشرك في الدنيا. فمن منطلق إيمانك بالقرآن الكريم، وأنه كلام الله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، احذر ما يفعله هؤلاء الجهلة من الطواف على القبور أو الأشجار أو الأحجار، أو التبرك بها، ونحو ذلك؛ حتى تكون عقيدتك سليمة صحيحة، ولا تقع في الشرك المنافي للتوحيد. 8- إن المجالسة والمخالطة لها الأثر الكبير على عقيدة المسلم وسلوكه وعبادته، فاحذر أخي وفَّقك الله أن تجالس أهل الضلال والزيغ والشرك؛ حتى لا تكون واحدًا منهم، فإن الصاحب ساحب، واحرص على مجالسة أهل الخير والصلاح؛ لتستفيد منهم، واختر جلساءك كما تختار أطايب الطعام، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ؛ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ»[6]. 9- لا تتساهل أخي الكريم في فعل البدع، فإنها متضمنة لاتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم البلاغ، واتهام للدين بالنقص وعدم الكمال، والله تعالى يقول: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3]، وإن بعضها قد يوصل إلى الشرك، وعندما تستشكل شيئًا، فابحث عنه بسؤال أهل العلم، فالحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، فإن مَن عمل بهذه المشتبهات على جهل ومِن دون تفريق، وإنما رأى الناس يفعلون ففعل، فربما أوقع نفسَه المهالك في عقيدته وعبادته، وهو لا يشعر، فكن قريبًا من أهل العلم؛ لتفلح وتنجح. 10- قال الله تعالى حكايةً عن المشركين وأسباب ضلالهم: ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ﴾ [الزخرف: 23]، فتقليد الآباء والأجداد إذا كانوا على الباطل، عمل مذموم، وقد قال الله تعالى عن هؤلاء الآباء: ﴿ أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 170]، فانظر أخي وفَّقك الله ما تتلقاه من آبائك وأجدادك وغيرهم، اعرضه على الكتاب والسنة، فإن توافق معهما فافعله؛ لأنه موافق لهما، وأما إن خالفهما فاتركه وابتعد عنه، ولو فعله الآباء والأجداد، فقد يكونون هم أخذوه تقليدًا أعمى، فلا تكن أنت إحدى حلقات هذا التقليد؛ لتنجو وتسعد في الدنيا والآخرة، ومما يماثل تقليد الآباء والأجداد على خطئِهم قول بعضهم: هذه عادة بلدي، فهذا حكمه كحكم تقليد الآباء والأجداد. 11- احذر أخي المبارك تعليق التمائم والحروز، معتقدًا أن ذلك يحفظك من المكاره، فإن حفظك من المكاره يكون بالأذكار الشرعية من الكتاب والسنة صباحًا ومساءً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ»[7]، ومن الحروز المشروعة: آية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة، والسور الثلاث: الإخلاص والفلق والناس، وأيضًا قول: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) في اليوم ( ١٠٠ مرة)[8]، وقول: (أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ)[9]( ثلاثًا)، وقول: (بِسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[10] وغير ذلك مما ثبت في القرآن والسنة. 12- اعلم أخي رحمك الله أن العمل لا يُقبل إلا إذا توفر فيه شرطان، وهما: الأول: الإخلاص لله تعالى، فلا رياء ولا سمعة: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ [البينة: 5]. الثاني: أن يكون العمل صوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا خلا العمل منهما أو من أحدهما، فهو باطل مردود، فعن عائشة رضي الله عنها فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»[11]؛ أي: مردود على صاحبه، فاحفظ هذين الشرطين وعلِّمهما غيرك. يتبع
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |