من المنابر إلى المؤسسات - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1204 - عددالزوار : 133653 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 09-08-2019, 01:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,907
الدولة : Egypt
افتراضي من المنابر إلى المؤسسات

من المنابر إلى المؤسسات
مسفر بن علي القحطاني



تُعدّ المنابر الخطابية في التاريخ الإسلامي العمود الفقري للتواصل الفكري مع المخاطبين، وهي بلا شك مجال للتأثر والتأثير، وقد صنعت المنابر في تاريخها الماضي أمجادًا من العلم والمعرفة، أو ضلالاً من البدع والخرافة، وأحرقت كلمات المنابر دولاً وأشعلت حروبًا، كان فيها دور فرسان الكلمة لا يقل أثرًا عن فرسان السيف في البناء أو الدمار.
وفي عصرنا الحاضر وقد تعدّدت المنابر حتى وصلت إلى بيت الفرد وفي عقر داره؛ فيختار ما يريد ويدع ما يشاء من صنوف لا تنتهي من أشكال الخطب التي يشاهدها في الفضائيات، ويسمعها في المسجلات، ويحاكيها في برامج الإنترنت المتنوعة. ولا يعني هذا أن دور المسجد قد تلاشى من التأثير، ولكن مزاحمة الوسائل الأكثر جذبًا وإثارة قد قلل من شأن المنابر في النفوس والأفكار.
هذه المقدمات السابقة لو أردت إسقاطها على أدبيات الصحوة وميادينها الدعوية فإني أعتقد أن المنابر كانت قبل التسعينيات الميلادية هي المؤثر الوحيد ووسيلة التواصل الأقوى مع الناس، ولذلك كان أبرز رجالات الصحوة هم من الخطباء البلغاء فأخذوا زمام القيادة الدعوية والتفت الجماهير حولهم؛ كونهم المبلغين والواعظين والمرشدين لأوضاع الناس، ثم تغير الزمان وتطورت احتياجات المجتمع، وتزاحمت المؤثرات الفكرية ومنتجات العولمة على عقول الناس ومعتقداتهم، وهؤلاء الخطباء الدعاة هم أنفسهم لا يزالون أصحاب القيادة والتأثير، وبنفس الدور السابق الذي برزوا فيه للناس، وليس هذا نقصاً في قدرهم، ولا تقليلاً من جهدهم وجهادهم، ولكن خطاب الأمس قد لا يكون هو احتياج اليوم، والوعظ والإرشاد أصبح متوفرًا في كل بيت من خلال الفضائيات والأشرطة والإنترنت وغيرها، وهذا من فضل الله -عز وجل- بينما هناك احتياجات معاصرة، وتساؤلات ملحّة تتجاوز حاجة الناس لليقظة العاطفية أو الصحوة الوعظية، إلى حاجتهم للنهوض الذي يتبع اليقظة والصحوة التي تزيل الغفلة؛ من أجل تنمية مجتمعاتهم وفق الشرع الحنيف، وتحويل الخطابات إلى مشاريع ومؤسسات عمل تحارب البطالة والفقر والفساد، والجنوح الخلقي والاستبداد القهري وغيرها من قضايا تستدعي تحويل خطاب المنابر إلى مشاريع جماعية ومؤسسات مدنية تكمّل دور الجهات الرسمية الأخرى في البناء والنهضة.
واعتقد أن عددًا من التجارب الإسلامية الناجحة قد فتحت الباب لتحويل الخطابات المنبرية التي ينتهي أثرها بخروج المصلي من باب الجامع، إلى أن تدخله مرة أخرى إلى باب العمل الاجتماعي والمركز الثقافي والمعهد المهني، لهذا أرى أن المنبر للداعية ليس كل شيء أو منتهى الواجب المعمول، والأعداد الغفيرة التي تشهد معه الخطب ليس دليل نجاح أو إخفاق، فكم غرّت الجماهير أصحابها، وحجبت الهتافات حقيقة الواقع المنظور، والعاقل البصير من جعلها مفتاح التعبير عن الحق، واستكمل بعد أثرها مشروع التغيير في الخلق

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.07 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]