هذه هي الدنيا؟!! - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1201 - عددالزوار : 133623 )           »          سبل تقوية الإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          إقراض الذهب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          حكم المصلي إذا عطس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          فقه الاحتراز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          سُنّة: عدم التجسس وتتبع عثرات الناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          القراءة في فجر الجمعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الصلاة قرة عيون المؤمنين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          إلى القابضين على جمر الأخلاق في زمن الشح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          الأخوة في الدين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 26-03-2007, 06:22 PM
الصورة الرمزية أمين عبود
أمين عبود أمين عبود غير متصل
عضو نشيط
 
تاريخ التسجيل: Mar 2007
مكان الإقامة: GAZA
الجنس :
المشاركات: 178
الدولة : Palestine
63 63 هذه هي الدنيا؟!!

هذه هي الدنيا .. يا أخا الإسلام ..

أريد لتراها ـ كما هي ـ مجردة من زخرفها الخداع ، عارية عن زينتها المُغررة .. أريد لتطالعها ـ على حقيقتها وأصل خلقتها ـ بغير "رتوش" ولا "تذويق" ...

وهل هي إلا كما قال الله جل وعلا:

{إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [ يونس: 24> .

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً} [ الكهف:45> .

فهي إلى زوال ، وإن طال المقام ، وما مقامها بطويل .. إن هي إلا أنفاس معدودة في أماكن محدودة ، يحصرها عمر مقدر ، وما يعمر من معمر ـ فيها ـ إلا كعابر سبيل ...

عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ قال: أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بمنكبي ؛ فقال: "كنْ في الدنيا كأنَّك غريبٌ ، أوْ عَابِرُ سَبيلٍ" ، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت ؛ فلا تنتظر الصباح ، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، وخذ من صحتك لمرضك ، ومن حياتك لموتك ...[ رواه البخاري: (6416) ، والبيهقي: (3/369) ، وابن المبارك في "الزهد": (13) ، والبغوي: (4029) ، والقضاعي في "مسند الشهاب": (644) ، وابن حبان: (298)> .

وكان قدوتنا نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) يقول: "مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها " ..[ رواه أحمد: (1/391) ، والترمذي: (2377) ، وقال: حسن صحيح > .

ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال: اعبُروها ولا تعمروها ، وروي عنه أنه قال: من ذا الذي يبني على موج البحر داراً ، تلكم الدنيا فلا تتخذوها قراراً . ..[ ذكره أحمد في "الزهد": (ص93) > .

فأنت ـ في هذه الدنيا ـ غريب راحل ، أو عابر مجتاز .. ذلك مهما حزت من زينتها ومتاعها ، ومهما رتعت في لهوها وشهواتها .. وهي ـ على كلٍ ـ إلى زوال ...

قال تعالى:

{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً} [ الحديد:20> .

ومن ثم كان متاعها غروراً ، وزخرفها زوراً .. (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ)(آل عمران: من الآية185) .

لأنه لا استقرار له ، ولا دوام معه ، ولا أمان من سلبه ..

وهو مع ذلك قليل عارض ، بلغ ما بلغ ، إذا ما قيس بالآخرة ، كما قال تعالى: {قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى} [ النساء: من الآية77 > ، وقال: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} [ التوبة: من الآية38 > ، وقال: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [ الرعد: من الآية26> .

أحلامُ نومٍ أو كظل زائلٍ إن اللبيـبَ بمثلها لا يـُخــدع

ولذلك فإن الله ـ جل وعلا ـ يحذر عباده فتنتها ؛ فيقول: {فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: من الآية33> ، ويذكرهم وعده الحق الذي انفضوا عن مقتضاه وانصرفوا عن موجباته بسبب الدنيا وتغريرها وفتنتها وتزويرها ؛ فيقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [ فاطر:5>.

وما للناس يفتنون بها ويغترون ببهرجها ، وما هي ـ في أحسن أحوالها ـ إلا ستة أشياء .. ـ كما قال علي رضي الله عنه ـ : مطعوم ، ومشروب ، وملبوس ، ومركوب ، ومنكوح ومشموم .. فأشرف المطعوم: العسل ، وهو مذقة ذباب ، وأشرف المشروبات: الماء ، ويستوي فيه البر والفاجر (قلت: والحيوان) ، وأشرف الملبوسات: الحرير ، وهو نسج دودة ، وأشرف المركوبات: الفرس ، وعليه يقتل الرجال ، وأشرف المنكوحات: المرأة ، وهي مبال في مبال ، وإن المرأة لتزين أحسن شيء منها ، ويراد أقبح شيء منها ، وأشرف المشمومات: المسك ، وهو دم . ..[ "إحياء علوم الدين": (3/182) > .

قال تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا* وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [ الأعلى:16، 17> ..فأي عاقل ذاك الذي يرضى الأولى دون الآخرة ، أو يؤثر دار الزوال على دار القرار ؟

وإنك ـ يا عبد الله ـ لو شئتهما معاً ( الدنيا والآخرة ) لنلتهما في حسبة واحدة .. {مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [ النساء: من الآية134> .فكيف إذا عرفت أن متاع الدنيا لا يتحقق إلا في ظل سعيك للآخرة ؟ قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [ النحل:97> .

فأنت غريب ، في دار مؤقتة ، هي دون التي ينبغي أن يكون إليها الرحيل ، و أن تحث إليها المسير ..

لما خلق آدم أُسكن هو وزوجته الجنة ، ثم أهبطا منها ، ووُعدا بالرجوع إليها مع صالحُ ذريتهما ، فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول ، وحب الوطن من الإيمان ، وكما قيل:

كم من منزل في الأرض يألفـه الفتى وحنينـــــــــه دومــــــــــاً لأول منــزل

ولبعض الصالحين: ..[هو الإمام ابن القيم ، والأبيات من قصيدة مطولة أنشدها في مقدمة كتابه "حادي الأرواح": (ص23)> .

فحــــي على جنـــــات عدن فإنـــــها منــــــــازلك الأولى وفيها المخيــــــم

ولكنـــنـــــــا سبي العدو فهل تــرى نعـــــــود إلى أوطاننــــــــا ونســـــــلم

وقد زعمــــــوا أن الغريــب إذا نأى وشـــــطت به أوطـــــانه فهو معــــرم

وأيُّ اغـــــتراب فوق غربتنــا التي أضحت الأعـــــــــــداء فينــــــــا تحكم

ألا فأسرع الخطى إلى جنات عرضها السموات والأرض ، أسرع .. فإنها قد شرعت أبوابها مفتحة للراغبين ، كأن كل باب منها يحثك على طريق الخير الموصل إليها .. منتهية بك إلى مكانك فيها ..

كما قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ـ من حديث طويل ـ : " .. .. فمن كان من أهل الصلاة ؛ دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ؛ دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصيام ؛ دُعي من باب الريان ، ومن كان من أهل الصدقة ؛ دعي من باب الصدقة " قال أبو بكر: هل يدعى أحد من هذه الأبواب كلها ؟ قال: " نعم ، وأرجو أن تكون منهم " ..[رواه أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وانظر "صحيح الجامع": (2028)> .

فبحسب سعيك هنا ؛أن تكون مكانتك هناك ..

لا دار للمــــــــــــرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبـــــل المــــوت بانيهـــــا

فإن بنـــــــاها بخير طــــاب مســــــكنه وإن بنـــــــاها بشر خــــاب بانيهــــــــا

اللهم اجعل بناءنا خيراً وصلاحاً ، واكتب لنا به رضاً وفلاحاً

اللهم آمين

وصلى الله تعالى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 86.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 84.92 كيلو بايت... تم توفير 1.70 كيلو بايت...بمعدل (1.96%)]