|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() الحجاب الشرعي الصحيح الشيخ وحيد عبدالسلام بالي عناصر الموضوع: 1- مكانة المرأة في الإسلام. 2- فضائل الحجاب. 3- شروط الحجاب الصحيح. 4- محجبات متبرجات. أولًا: مكانة المرأة في الإسلام: 1 - لقد كرَّم الإسلام المرأة بنتًا[1]: روى أحمد وابن ماجه - وصحَّحه الألباني - عن عقبة بن عامر الجُهَني رضي الله عنه، قال: سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن كان له ثلاث بنات، فصبر عليهنَّ، وأطعمهنَّ، وسقاهنَّ، وكساهنَّ مِن جدته - يعني ماله - كُنَّ له حجابًا من النار يوم القيامة))[2]. وروى ابن ماجه (3670) - وحسَّنه الألباني - عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من رجل تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه، أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة))[3]. قال محمد بن سليمان رحمه الله: (البنون نعمٌ، والبنات حسناتٌ، والله يحاسب على النِّعم، ويُجازي على الحسنات). وقال بعضهم: أحبُّ البنات فحُبُّ البنا ![]() تِ فرضٌ على كلِّ نفسٍ كَرِيمَه ![]() لأن شعيبًا لأجلِ البنا ![]() تِ أَخْدَمه الله موسى كَلِيمَه ![]() 2 - وكرَّمَ الإسلام المرأة زوجةً: روى الترمذيُّ وحسَّنه - وصححه الألباني - عن ثوبان رضي الله عنه، قال: قالوا: يا رسول الله، أي المال خيرٌ؛ فنتخذه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((أفضله: لسانٌ ذاكرٌ، وقلبٌ شاكرٌ، وزوجةٌ مؤمنةٌ تعينه على إيمانه))[4]. وروى النسائي - وصححه الحاكم والذهبيُّ - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قيل يا رسول الله: أي النساء خيرٌ؟ قال: ((الذي تسرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ولا مالها بما يكرهُ))[5]. وقال الإمام ابن عبدالقوي في (منظومة الآداب): وخيرُ النِّسا مَن سَرَّتِ الزوجَ مَنظرًا ![]() ومَن حفظتْهُ في مَغيبٍ ومشهدِ ![]() قصيرةُ ألفاظٍ، قصيرةُ بيتها ![]() قصيرةُ طرفِ العين عن كلِّ أبعدِ ![]() عليك بذات الدين تظفرُ بالمنى الـ ![]() ـودود الولود الأصل ذات التعبُّدِ ![]() 3 - وكرَّم الإسلام المرأة أمًّا: قال تعالى: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14]، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: جاء رجلٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، مَن أحقُّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: ((أمُّك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثُم مَن؟ قال: ((أمك))، قال: ثم مَن؟ قال: ((أبوك))[6]. 4 - وكرَّم الإسلام المرأة أختًا: ففي صحيح مسلم أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله تعالى خلق الخَلْق، حتى إذا فرغ منهم قامَتِ الرحم، فقالتْ: هذا مقامُ العائذ بك مِن القطيعة، فقال تعالى: أَمَا تَرْضَين أن أَصِل مَن وَصَلك، وأن أقطع مَن قطعك؟ قالتْ: بلى، قال: فذلك لك))، قال صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا إن شئتم: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾[7] [محمد: 22 - 23]. ثانيًا: فضائل الحجاب: 1 - الحجاب طاعةٌ لله ورسوله صلى الله عليه وسلم: لقد أمر اللهُ في القرآن الكريم بالحجاب؛ ﴿ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ﴾ [النور: 31]، وأمر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم به فيما رواه الترمذي - وحسَّنه -: ((المرأة عورة))[8]، والعورة واجبة الستر، فيجب على المرأة أن تسترَ جسمها عن أعين الرجال الأجانب، فالمرأة التي تحجبتْ أطاعت الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهنيئًا لها. 2 - الحجاب طهارةٌ للقلب: قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53]. 3 - الحجابُ عفةٌ: قال تعالى: ﴿ وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ﴾ [النور: 60]، وأن يستعفِفْنَ بإبقاء الحجاب على وجوههنَّ، فالحجابُ عفةٌ وكرامةٌ. 4 - الحجابُ ستر: روى أحمد وأبو داود - وصححه الألباني - عن يعلى بن أمية، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حييٌّ ستيرٌ يُحبُّ الحياء والستر))[9]، فالمرأة التي حجبتْ محاسنها، وغطَّت جسمها، وسترته عن الأجانب - امرأةٌ حيية يُحبها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. 5 - الحجاب غَيرة: الرجل الغَيور يحجب نساءه ولا يتركهنَّ يبرُزْن للأجانب ولا يختلِطْن بهم، والعكس بالعكس. وعند ابن سعد ومالك والبيهقي عن أم علقمة، قالتْ: رأيت حفصة بنت عبدالرحمن بن أبي بكر دخلتْ على عائشة رضي الله عنها، وعليها خمارٌ رقيقٌ يشفُّ عن جبينها[10]، فشقته عائشة عليها، وقالتْ: (أَمَا تعلَمين ما أنزَل اللهُ في سورة النور؟! ثم دَعَت بخمارٍ فكسَتْها)[11]. 1- أما الحديث المشهور على ألسنة الناس: (إن المرأة إذا بلغت المحيض، لا يجوز أن يظهرَ منها إلا الوجه والكفان)، فهو ضعيفٌ جدًّا[12]. 2- ولكن اسمع إلى الحديث الصحيح الذي رواه الترمذي بسندٍ صحيح: ((المرأة عورة))، هذا الحديث يدلُّ على أن المرأة كلها عورةٌ؛ لأن الألف واللام هنا للاستغراق. ثالثًا: الحجاب الشرعي الصحيح: إن كثيرًا مِن النساء يلبسن ألبسةً تُخالف الشرع وتظنُّ أنها محجبةٌ، وهي ليستْ كذلك؛ ولذلك وضَع العلماء شروطًا للحجاب الشرعي الصحيح، وهي (ثمانية شروط): الشرط الأول: أن يكون ساترًا لجميع الجسم: الأدلة: قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الأحزاب: 59]. الإمامُ عَبِيدة السلماني رحمه الله: قال ابن سِيرين: سألتُ عبيدة عن تفسير هذه الآية، فقال بثوبه، فغطَّى رأسه ووجهه، وأبرز ثوبه عن إحدى عينيه. قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله: يُغطِّين وجوههنَّ، فلا يبدين إلا عينًا واحدة. قال أبو بكر الرازي رحمه الله: في هذه الآية دلالةٌ على أن المرأةَ الشابَّة مأمورةٌ بستر وجهها عن الأجنبيِّين، وإظهار السِّتر والعفاف عند الخروج؛ لئلا يطمع أهل الرَّيب فيهنَّ. قال القرطبي رحمه الله: الصحيح أن الجلباب هو الثوب الذي يستر جميع البدَن. قال البيضاوي رحمه الله في (تفسيره): ﴿ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾: يغطين وجوههنَّ وأبدانهنَّ إذا برزن لحاجةٍ. قال السيوطي رحمه الله: هذه آية الحجاب في حق سائر النساء، ففيها وجوبُ ستر الرأس والوجه عليهنَّ. الشرط الثاني: ألا يكون زينةً في نفسه: ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ﴾ [النور: 31]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثةٌ لا تسأل عنهنَّ: رجلٌ فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيًا، وأمةٌ أو عبدٌ أبَق فمات، وامرأةٌ غاب عنها زوجها قد كفاها مُؤْنة الدنيا فتبرَّجَتْ بعده، فلا تسأل عنهم))[13]؛ صححه الحاكم والذهبي. قال الإمام الذهبي في كتاب (الكبائر): ومِن الأفعال التي تُلعن عليها المرأة: إظهار الزينة - الذهب واللؤلؤ - تحت النقاب، وتطيُّبها بالمِسْك والعنبر والطِّيب إذا خرجتْ، ولُبسها الصباغات والأزر الحريرية والأقبية القصار، مع تطويل الثوب وتوسعة الأكمام وتطويلها، وكلُّ ذلك من التبرُّج الذي يمقتُ اللهُ عليه ويمقتُ فاعله في الدنيا والآخرة. الشرط الثالث: أن يكون صفيقًا لا يشفُّ: أما الصفيقُ، فلأن الستر لا يتحقق إلا به. وأما الشفاف، فإنه يزيد المرأة فتنةً وزينةً. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعًا: ((صنفان مِن أهل النار لم أرَهما: قومٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مميلاتٌ مائلاتٌ، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)[14]. كاسياتٌ عارياتٌ: 1- تستر بعض جسمها دون بعض. 2- أو تستره بشيء شفاف. 3- أو تستره بشيء ضيقٍ. الشرط الرابع: أن يكون فضفاضًا غير ضيق، فيصفُ شيئًا من جسمها: وذلك لأن الغرض مِن الثوب إنما هو رفعُ الفتنة، ولا يحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، أما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصفُ حجم جسمها أو بعضه، ويصوره في أعين الرجال. وقد قال أسامة بن زيدٍ: كساني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة مما أهداها له دحيةُ الكلبي، فكسوتها امرأتي، فقال: ((ما لك لم تلبَس القُبْطية؟))، قلتُ: ((كسوتُها امرأتي))، فقال: ((مُرْها فلتجعَلْ تحتها غُلالةً، فإني أخاف أن تصفَ حجم عِظامها))[15]. الشرط الخامس: ألا يكون مُبخَّرًا مُطيَّبًا: وذلك للأحاديث التي تنهَى عن التطيُّب للنساء إذا خرجن مِن بيوتهن؛ ومنها: ما أخرجه الترمذيُّ - وقال: حسن صحيح - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأةٍ استعطرت، ثم خَرَجَتْ فمرَّتْ على قومٍ ليجِدُوا ريحَها، فهي زانيةٌ، وكلُّ عينٍ زانيةٌ))[16]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أيما امرأة أصابتْ بخورًا، فلا تشهد معنا العشاء الآخرة))[17]. وعن موسى بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن امرأةً مرَّت به تعصف ريحها، فقال: ((يا أمة الجبار، المسجد تريدين؟))، قالت: نعم، قال: ((وله تطيَّبتِ؟))، قالت: نعم، قال: فارجِعي، فاغتَسِلي، فإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما مِن امرأةٍ تخرجُ إلى المسجد تعصف ريحها، فلا يَقبَل الله منها صلاةً، حتى ترجع إلى بيتها، فتغتسل))[18]. يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |