تعريف السنة (1) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1421 - عددالزوار : 140881 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى القرآن الكريم والتفسير
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القرآن الكريم والتفسير قسم يختص في تفسير وإعجاز القرآن الكريم وعلومه , بالإضافة الى قسم خاص لتحفيظ القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-07-2019, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,195
الدولة : Egypt
افتراضي تعريف السنة (1)

تعريف السنة (1)
بوعلام محمد بجاوي




بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على مَنِ اصطفاه اللهُ رسولًا خاتمًا، صلى الله عليه وسلم، واصطفى له أصحابًا وأتباعًا يعتنون بسُنَّته، ويهتدون بها، ويذبُّون عنها رضي الله عنهم.


السُّنَّة بنوعيها؛ المبيِّنة لما أُجمِلَ في القرآن، والزائدة عليه، أصلٌ من أصول الإسلام، يتحاكم إليها كما يتحاكم إلى القرآن، والعناية بها روايةً، وتدوينًا، وتمحيصًا، وشرحًا، شعارُ أهل الحقِّ، ومن العناية بها تعريف لفظ "السُّنَّة"، وما مناسبة تسمية المأثور عن النبي به، وما معناه في كلام الله، ثم كلام رسوله، ثم كلام أهل العلم من المحدِّثين والفقهاء.


أولًا: السُّنَّة في اللغة:
السنة في اللغة: الطريقة والسيرة كانت حسنة أو قبيحة؛ قال الجوهري أبو نصر إسماعيل بن حماد (ت: 393):"والسنة: السيرة؛ قال الهذلي [خالد بن زهير]:
فلا تَجْزَعَنْ من سُنَّةٍ أنت سِرْتَها ♦♦♦ فأوَّل راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسيرُها[1]؛ ا هـ[2].


قال ابن فارس أبو الحسين أحمد بن فارس (ت: 395):"السين والنون: أصل واحد مطرد، وهو جريان الشيء واطِّراده في سهولة... ومما اشتق منه السنة؛ وهي السيرة، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيرته.


قال الهذلي: ...
وإنما سميت بذلك؛ لأنها تجري جريًا"؛ ا هـ[3].


وقال في "سير": "السين والياء والراء: أصل يدل على مضي وجريان، يُقال: سار يسيرُ سيرًا، وذلك يكون ليلًا ونهارًا، والسيرة: الطريقة في الشيء، والسنة؛ لأنها تسير وتجري، يُقال سارت، وسرتها أنا"؛ ا هـ[4].


وقال الماوردي أبو الحسن علي بن محمد (ت: 450): "السنة: الطريقة، قال عمر بن أبي ربيعة:
لها من الريم عيناه وسُنَّتُهُ ♦♦♦ ونحرُه السابق المختال إذ صَهَلا"؛ ا هـ[5].
فلا يُقال عن خصلة إنها سيرة الرجل حتى تكون عادته المطردة.


ويدخل في سيرته صلى الله عليه وسلم:
عبادته: وهي تشريع للناس، إلا ما اختُصَّ به دون أُمَّته، وهي المقصودة في قول الصحابي "من السنة".


ودعوته:ويدخل فيها أمره، ونهيه، ووعظه، وتذكيره، وغزواته، وكل ما له علاقة بالدعوة إلى الله.


وعادته: وهذه لا تشريع فيها، وإن كان من أصحابه مَنْ كان يحرص على متابعته فيها؛ لكن يُستفاد منها الجواز والإباحة تأكيدًا للبراءة الأصلية، فقد اعتنى الصحابة بروايتها، واعتنى اللاحقون بنقلها عنهم، والمحدثون بتدوينها مع باقي السنن، ونقلوا أيضًا سيرته (أخباره) قبل البعثة وبعدها، وأفردها العلماء، وعرفت بعد ظهور التدوين بعلم "السيرة" و"المغازي".


وصفاته الخِلقية والخُلُقية وفضائله وخصائصهمما لا يتعلق به تشريع، وتُعرَف بـ "الشمائل"، وأفردها الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى (ت: 279) وغيره.


ومن استعمال النبي صلى الله عليه وسلم السنة في السيرة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم؟ قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقال: ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له؛ لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوَّج النساء، فمن رغب عن سُنَّتي فليس مني)) [خ/ 5063 - م / 1401].


وقوله: ((لتتبعنَّ سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَنْ)) [خ / 3456، 7320 – م/ 2669، من حديث أبي سعيد الخُدْري].


أي: سيرة من قبلكم، وهي سيرة مذمومة.
والفعل من السنة: سنَّ، والمقصود أنه فعل فعلًا اقتدى به مَنْ بعده، أو أمر باتِّخاذه سنة وسيرة إذا كان مُطاعًا بالرضا أو بالغلبة.


عن المنذر بن جرير، عن أبيه، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حُفاة عُراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر - بل كلهم من مضر - فتمعَّر وجهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا، فأذَّن وأقامَ، فصلَّى، ثم خطب، فقال: ((﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ [النساء: 1] إلى آخر الآية ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾، والآية التي في الحشر ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [الحشر: 18]، تصدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره - حتى قال - ولو بشق تمرة))، قال: فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت كفُّه تعجِز عنها؛ بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلَّل، كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ سَنَّ في الإسلام سُنَّةً حسنةً، فله أجْرُها، وأجْرُ مَنْ عمِل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومَنْ سَنَّ في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء))؛ [ م/ 1017].


فهذا الرجل لم يأمر بالصدقة، ولم يحدث شيئًا، وإنما ابتدأ بالفعل الحسن المشروع، فتابعه الناس عليه في ذلك المجلس، ومنه قول عائشة رضي الله عنها في السعي بين الصفا والمروة: وقد سنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما؛ [خ/ 1643 – م / 1277].


فيحتمل فعله صلى الله عليه وسلم للسعي أو الأمر به مع الفعل، وعليه فسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم سيرته، وما كان عليه من خصال وأفعال، فأهل السنة هم المتَّبِعون للنبي صلى الله عليه وسلم في التزامه بشريعة ربه، لا مجرد اتِّباع ما كان عليه من اعتقاد، وأما حصر "السنة" في الاعتقاد كما في مؤلفات وتصانيف أهل العلم (كتب السنة)، فلحصول الابتداع فيها، فصار التزام "السنة" والسيرة النبوية في باب العقائد شعارَ أهل الحق الذي يتميَّزون به عن الفِرَق المنحرفة من جهميَّة ومعتزلة وكلابية، وما تفرَّع عنها، وبسبب ذلك تسموا بـ: أهل "السنة"؛ لاتِّباعهم سنة وسيرة وطريقة ونهج النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا يذكرون بعض المسائل العملية المجمع عليها، لوجود المخالف فيها من أهل البدع؛ كالمسح على الخفين، وعليه فلا يستحق هذا الوصف والاسم إلَّا مَنْ وافق سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أبواب الدين: الاعتقادات، والأحكام، والأخلاق، والآداب؛ أي: الذي سلم في دينه من الشُّبَه التي تصرفُه عن الاعتقاد الحق، ومن الشهوات التي تصرفُه عن الطاعة.


قال ابن رجب عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي (ت: 795) في تفسير "السنة" عند السلف: ومراد هؤلاء الأئمة بــــ"السنة": طريقة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه، السالمة من الشبهات والشهوات؛ ولهذا كان الفضيل بن عياض (ت: 187) يقول: أهل "السنة": مَنْ عرَفَ ما يدخل في بطنه من حلال؛ وذلك لأن أكل الحلال من أعظم خصائل السنة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، ثم صار في عُرْف كثير من العلماء المتأخِّرين من أهل الحديث وغيرهم "السنة": عبارة عمَّا سلم من الشبهات في الاعتقادات، خاصةً في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنَّفوا في هذا العلم باسم "السنة"؛ لأن خطره عظيم، والمخالف فيه على شفا هلكة، وأما السنة الكاملة: فهي الطريق السالمة من الشبهات والشهوات، كما قال الحسن ويونس بن عبيد وسفيان والفضيل وغيرهم؛ ولهذا وصف أهلها بالغربة في آخر الزمان؛ لقلَّتِهم وغربتهم فيه؛ ا هـ[6].



[1] المقصود: مَنْ يعيب سيرةً سلكها هو من قبل، ومراده بالبيت خالُه.

[2] الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية 5 /2139.

[3] معجم مقاييس اللغة 3 /60 - 60.

[4] معجم مقاييس اللغة 3 /120 – 121.

[5] النكت والعيون (تفسير الماوردي).

[6] كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-07-2019, 06:14 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,195
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تعريف السنة (1)

تعريف السنة (2)
بوعلام محمد بجاوي













لفظ "السنة" في القرآن:



لفظ "السنة" في القرآن جاء في تسعة مواضع، وتكرَّر ذكرها في ثلاثة مواضع؛ في موضعين منها ذكرت مرتين، وموضع آخر ثلاث مرات، فيكون المجموع ثلاث عشرة مرة، في ثلاثة مواضع منها مضافًا إلى "الأولين"، وفي أربعة مواضع أُخَر لـ "لله" تعالى، وفي موضع في أوله أضيفت لـ "الرسل السابقين"، وفي آخرها لـ "الضمير العائد لله تعالى"، وفي آخر في أوله لـ "الأولين"، ثم لـ "الله" مرتين، وكُتبت في ثلاثة مواضع بتاء مفتوحة، وفي أحد هذه المواضع تكرَّرت ثلاث مرات كلها بتاء مفتوحة:



أولًا: إضافة السُّنَن للأمم السابقة:



الموضع الأول: قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ [الحجر: 12، 13].








قال الطبري أبو جعفر محمد بن جرير (ت: 310): يقول تعالى ذكره: لا يؤمن بهذا القرآن قومك الذين سلكت في قلوبهم التكذيب ﴿حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ [يونس: 97] أخذًا منهم سنة أسلافهم من المشركين قبلهم من قوم عاد، وثمود، وضربائهم من الأمم التي كذبت رسلها، فلم تؤمن بما جاءها من عند الله حتى حلَّ بها سخط الله فهلكت، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل؛ ا هـ[1].








أي: سيرة من قبلهم من الأمم المغضوب عليها، وهو قول الزجاج أبي إسحاق إبراهيم بن السري (ت: 311)؛ أي: وقد مضَت سنة الأولين بمثل ما فعله هؤلاء، فهم يقتفون آثارهم في الكفر؛ ا هـ[2].








لكنه - الطبري - قال بعد ذلك: ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال "ثنا" يزيد، قال "ثنا" سعيد عن قتادة: قوله: ﴿كَذَلِكَ نَسْلُكُهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ * لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ [الحجر: 12، 13]: وقائع الله فيمن خلا قبلكم من الأمم.








ظاهره: سنة الله في الأمم السابقة وهي العذاب.








قال ابن أبي زمنين أبو عبدالله محمد بن علي (ت: 399): ﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ [الحجر: 13]؛يعني: وقائع الله في الأمم الخالية التي أهلكهم بها، يخوف المشركين بذلك؛ ا هـ[3].








الخلاصة: الآية محتملة:



السنة مضافة إلى الله تعالى؛ أي: سنة الله في إهلاك المكذبين، وهو تفسير قتادة.



السنة على ظاهر اللفظ ﴿سُنَّةُ الْأَوَّلِينَاللفظ مضافة إلى الأمم السابقة؛ أي: لسنة الأولين في التكذيب بالرسل والآيات،



قال أبو محمد مكي بن أبي طالب (ت: 437): ﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ: وقد خلت وقائع الله بمن خلا قبلهم منالأمم.



وقيل: المعنى: وقد تقدمت سنة الأولين في التكذيب بالآيات، فهم يقتفون آثارهم؛ ا هـ[4].








وقال الماوردي أبو الحسن علي بن محمد (ت: 450): فيه وجهان:



أحدهما: قد خلت سنة الأولين بالعذاب لمن أقام على تكذيب الرسل.



الثاني: بألَّا يؤمنوا برسلهم إذا عاندوا.



ويحتمل ثالثًا: بأن منهم مؤمنًا وكافرًا.



كما يحتمل رابعًا: من أقام على الكفر بالمعجزات بعد مجيء ما طَلَب من الآيات؛ ا هـ[5].








الاحتمال الثاني والثالث والرابع في تفسير سيرة الأولين، والأقرب على القول بأن المقصود ﴿سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ: الاستهزاء بالرسل لقوله: ﴿وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ [الحجر: 11].








ونسب الرازي أبو عبدالله محمد بن عمر (ت: 606) للزجاج - وسبق نقل كلامه وأنه سنة الأولين في الكفر -: سنة الأولين: سنة الله في الأولين أنه يسلك (يدخل) الكفر في قلوبهم.








قال: أما قوله تعالى: ﴿وَقَدْ خَلَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ ففيه قولان:



الأول: أنه تهديد لكفار مكة، يقول: قد مضت سنة الله بإهلاك من كذب الرسل في القرون الماضية.



الثاني: - وهو قول الزجاج -: وقد مضت سنة الله في الأولين بأن يسلك الكفر والضلال في قلوبهم، وهذا أليق بظاهر اللفظ؛ ا هـ[6].








وحمله محمد الطاهر ابن عاشور (ت: 1393) على سنة إرسال الله الرسل، والمقصود: "تجدد لهؤلاء إبلاغ القرآن على سنة إبلاغ الرسالات لمن قبلهم، وفيه تعريض بأن ذلك إعذار لهم ليحل بهم العذاب كما حلَّ بمن قبلهم"؛ ا هـ[7].








الموضع الثاني: قال تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا [الكهف: 55].








قوله تعالى: ﴿تَأْتِيَهُمْ قرينة لفظية على أن المقصود سنة الله في الأولين، وهو إنزال العذاب على المكذبين المعاندين؛ قال الطبري: يقول عزَّ ذكره: وما منع هؤلاء المشركين يا محمد الإيمان بالله إذ جاءهم الهدى بيان الله، وعلموا صحة ما تدعوهم إليه وحقيقته، والاستغفار مما هم عليه مقيمون من شركهم، إلا مجيئهم سنتنا في أمثالهم من الأمم المكذبة رسلها قبلهم، أو إتيانهم العذاب قبلًا؛ ا هـ[8].








وحمله الزجاج على طلب أن تأتيهم سنة الأولين؛ أي: سنة الله وهي نزول العذاب[9].








وحمله الطاهر ابن عاشور على ظاهره: سيرة وطريقة الأولين: الكفر والعناد؛ قال: و﴿سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ: طريقتهم في الكفر. وإضافة "سنة" إليهم تشبه إضافة المصدر إلى فاعله؛ أي: السنة التي سنَّها الأوَّلون، وإسناد منعهم من الإيمان إلى إتيان سنة الأولين استعارة.








والمعنى: ما منع الناس أن يؤمنوا إلا الذي منع الأولين قبلهم من عادة العناد والطغيان، وطريقتهم في تكذيب الرسل والاستخفاف بهم؛ ا هـ[10].








الموضع الثالث: قال تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ [الأنفال: 38].



المقصود: سنة الله في الأولين؛ قال الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد للذين كفروا من مشركي قومك: إن ينتهوا عما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله ورسوله وقتالك وقتال المؤمنين فينيبوا إلى الإيمان، يغفر الله لهم ما قد خلا ومضى من ذنوبهم قبل إيمانهم وإنابتهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله بإيمانهم وتوبتهم.








﴿وَإِنْ يَعُودُوا يقول: وإن يعد هؤلاء المشركون لقتالك بعد الوقعة التي أوقعتها بهم يوم بدر، فقد مضت سنتي في الأولين منهم ببدر ومن غيرهم من القرون الخالية؛ إذ طغوا وكذبوا رسلي ولم يقبلوا نصحهم من إحلال عاجل النقم بهم، فأحل بهؤلاء إن عادوا لحربك وقتالك مثل الذين أحللت بهم، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل؛ ا هـ[11].








ثانيًا: في أول الآية إلى الرسل أو الأولين وفي آخرها إلى الله بالضمير أو الاسم الظاهر:



الموضع الأول: قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا [الإسراء: 76، 77].








قال الطبري: يقول تعالى ذكره: لو أخرجوك لم يلبثوا خلافك إلا قليلًا، ولأهلكناهم بعذاب من عندنا، سنتنا فيمن قد أرسلنا قبلك من رسلنا، فإنا كذلك كنا نفعل بالأمم إذا أخرجت رسلها من بين أظهرهم، ونصبت السُّنَّةَ على الخروج من معنى قوله: ﴿لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا؛ لأن معنى ذلك: لعذَّبناهم بعد قليل كسنتنا في أمم من أرسلنا قبلك من رسلنا، ولا تجد لسنتنا تحويلًا عمَّا جرت به؛ ا هـ[12].








والمقصود: سنة الله فيمن أرسل قبلك.








الموضع الثاني: قال تعالى: ﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا [فاطر: 43].








قال ابن أبي زمين: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ ينتظرون ﴿إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ؛ أي: سنة الله في الأولين أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم ﴿فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا لا يبدل الله بها غيرها ﴿وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا؛ أي: لا تحول، وأخر عذاب كفَّار آخر هذه الأمة إلى النفخة الأولى بالاستئصال، بها يكون هلاكهم، وقد عذب أوائل مشركي هذه الأمة بالسيف يوم بدر؛ ا هـ[13].








ثالثًا: إضافة السنة إلى الله تعالى لفظًا:



الموضع الأول: قال تعالى: ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا [الأحزاب: 38].








المقصود: سنة الله فيما أحل لأنبيائه؛ أي: إن سنة الله أنه لا حرج على أنبيائه فيما أحلَّ وفرض لهم، ولو كان مما يتحرَّج منه في عرف أقوامهم، وقيل المقصود بالأنبياء داود عليه السلام.








قال ابن عطية أبو محمد عبد الحق بن غالب (ت: 542): هذه مخاطبة من الله تعالى لجميع الأمة، أعلمهم أنه لا حرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نيل ما فرض الله له وأباحه من تزويج زينب بعد زيد، ثم أعلم أن هذا ونحوه هو السنن الأقدم في الأنبياء من أن ينالوا ما أحل الله لهم، و﴿سُنَّةَ نصب على المصدر أو على إضمار فعل تقديره: الزم أو نحوه، أو على الإغراء، كأنه قال فعليه سنة الله، و﴿الَّذِينَ خَلَوْاهم الأنبياء بدليل وصفهم بعد بقوله ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ [الأحزاب: 39]؛ ا هـ[14].








الموضع الثاني: قال تعالى: ﴿مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الأحزاب: 61، 62].



المقصود: سنة الله في المنافقين إذا أظهروا الكفر أنهم يقتلون.








قال الطبري: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ هؤلاء المنافقين الذين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم معه من ضرباء هؤلاء المنافقين [أي الذين خلوا]، إذا هم أظهروا نفاقهم أن يقتلهم تقتيلًا، ويلعنهم لعنًا كثيرًا، وبنحو الذي قولنا في ذلك قال أهل التأويل؛ ا هـ[15].








الموضع الثالث: قال تعالى: ﴿فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ [غافر: 85].








الموضع الرابع: قال تعالى: ﴿وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا [الفتح: 22، 23].








فـ "السنة" في القرآن: العادة والطريقة، ومعظمها وجلها في معاملة الله للكافرين المعاندين إلا في موضع.







[1] تفسير الطبري (جامع البيان عن تفسير آي القرآن) 14/ 20.




[2] معاني القرآن 3/ 174.




[3] تفسير ابن أبي زمنين 2/ 381.




[4] الهداية إلى بلوغ النهاية في علم معاني القرآن وتفسيره، وأحكامه، وجمل من فنون علومه 6/ 3867 – 3868.




[5] النكت والعيون 3/ 150.




[6] مفاتيح الغيب (تفسير الرازي) 19/ 127.




[7] التحرير والتنوير (تفسير محمد الطاهر بن عاشور) 14/ 24.




[8] تفسير الطبري 15/ 300.




[9] معاني القرآن 3/ 296.




[10] التحرير والتنوير 15/ 350.




[11] تفسير الطبري 11/ 176 – 177.





[12] تفسير الطبري 15/ 21.




[13] تفسير ابن أبي زمنين 4/ 36.




[14] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز.




[15] تفسير الطبري 19/ 187.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-07-2019, 06:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,195
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تعريف السنة (1)

تعريف السنة (3)
بوعلام محمد بجاوي









بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

السنة عند الفقهاء الأصوليين: الأصوليون والفقهاء يستعملون لفظ "السنة" في موضعين:

الموضع الأول: الأدلة:

لا تختلف عن "السنة" عند المحدِّثين، إلا أن كلامهم في أحاديث الأحكام تقيَّدبموضوع علم أصول الفقه أو الفقه، وهو الأدلَّة الشرعية أو الأحكام الشرعية؛ قال الغزالي أبو حامد محمد بن محمد (ت: 505) في كلامه عن المجتهد: وأما "السنة": فلا بد من معرفة الأحاديث التي تتعلَّق بالأحكام، وهي وإن كانت زائدةً على ألوف، فهي محصورةٌ، وفيها التخفيفان المذكوران:

[الأول]: ألا يلزمه معرفة ما يتعلَّق من الأحاديث بالمواعظ وأحكام الآخرة وغيرها.




الثاني: لا يلزمه حفظها عن ظهر قلبه؛ بل أن يكون عنده أصل مُصحح لجميع الأحاديث المتعلقة بالأحكام؛ ا هـ[1].




وهو نفس الكلام في "القرآن"، وكلامه هذا معطوف عليه، قال: أما "كتاب الله عز وجل" فهو الأصل، ولا بد من معرفته، ولنُخفِّف عنه أمرين:

أحدهما: أنه لا يشترط معرفة جميع الكتاب؛ بل ما تتعلق به الأحكام منه، وهو مقدار خمسمائة آية.




الثاني: لا يشترط حفظها عن ظهر قلبه؛ بل أن يكون عالِمًا بمواضعها بحيث يطلب الآية المحتاج إليها في وقت الحاجة؛ ا هـ[2].




فليس في كلامه تخصيص "السنة" بأحاديث الأحكام كما ليس في كلامه تخصيص "الكتاب" بآيات الأحكام،

والأحكام تستفاد من: أقواله صلى الله عليه وسلم وأفعاله - ومنها التروك - وإقراره وهو السكوت وعدم الإنكار،

فتعرف السنة على هذا بـ: ما صدر من الرسول صلى الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال والتقرير[3].




الموضع الآخر: الحكم الشرعي التكليفي:

ومقصودهم الندب والاستحباب؛ قال القاضي أبو محمد عبدالوهاب بن علي بن نصر المالكي (ت: 422) في كلامه عن الأحكام:والندب ما تتعلَّق الفضيلة بفعله، ولا يتعلَّق العقاب بتركه، وهو مُشاركٌ للواجب في الوصف الأول، ويُباين له في الوصف الثاني، وله اعتبارات؛ يُقال: ندب، ومستحب، ومسنون، وتطوُّع، وإرشاد، ونفل، وفضيلة، ومرغب فيه، وأصل الندب في اللغة الدعاء إلى الشيء، يُقال: ندبته إلى كذا؛ ا هـ[4].




ويقول الفقهاء: سنن الوضوء...، سنن الصلاة... لما يستحب ولا يجب.




تنبيه: والفرق بين الأصوليين والفقهاء أن إطلاق الأصوليين في الكليات، وإطلاق الفقهاء في الجزئيات




ففي الموضع الأول يتكلم الأصوليُّون عن دليل السنة على الأحكام جملة، والفقهاء عن دليل السنة في مسألة أو حكم خاص؛ كقولهم في حكم: والدليل على وجوبه: الكتاب، والسنة، والإجماع.




وفي الموضع الآخر كذلك: مقصود الأصوليون أنواع أو أقسام الأحكام، والفقهاء حكم خاص؛ كقولهم: التيامن في الوضوء سنة.





[1] المستصفى 2/ 384، ط الأشقر.





[2] المستصفى 2/ 383.




[3] البحر المحيط 4/ 164، ط الأشقر.




[4] المعونة على مذهب عالم المدينة 3/ 1693.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 95.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 93.35 كيلو بايت... تم توفير 2.59 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]