|
ملتقى الأخت المسلمة كل ما يختص بالاخت المسلمة من امور الحياة والدين |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() توصيف العلاج لمن منعت زوجها من الزواج(1/2) حامد الإدريسي الحمد لله الذي أنزل شريعة كاملة لا عوج فيها ولا أمتا، وضمن السعادة لمن تمسك بها بقوله: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى[1])، والصلاة والسلام على خير البرية محتدا ومنبتا، محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: لماذا أطرح هذا الموضوع؟ إن عددا من الأخوات اللواتي سيقرأن هذا الموضوع، سيقابلنه بوجه عابس، وقلب نافر، لأنهن لا يردن لأزواجهن أن يفكروا في هذا الموضوع أصلا، لكنني لم أكتبه إلا للواتي أحسسن من أزواجهن السعي الأكيد للزواج، أو اللواتي دخلن في صراع نفسي مرير وهن يحاولن جاهدات منع أزواجهن من التعدد، أو اللواتي ابتلين بوجود ضرات في حياتهن، فلعلهن أن يجدن في مقالتي رؤية تساعدهن على التفاعل الصحيح مع الوضع، وتفادي الكثير من العقبات النفسية التي يستطعن إن تغلبن عليها أن يحيين حياة سعيدة مع أزواجهن رغم ما حصل من أمر التعدد... لماذا يريد الرجل التعدد؟ كثير من الزوجات ، عندما يفكر زوجها بالتعدد، ترجع اللوم إلى نفسها، وتسيء الظن في جمالها، وتتهم تصرفاتها، وتقول إن سبب تفكيره في الزواج أنني كذا وكذا، وهذا ما يسبب لها انكسارا نفسيا، وحزنا عميقا، لكن لتعلمي أيتها الزوجة، أن الأمر ليس كما تظنين، فالزوج لا يبحث عن ثانية لضرورة وجود نقص في الأولى، بل على العكس، قد تكون الأولى حبيبة قلبه، ونور عينيه، لكن فطرته الرجولية هي التي تشكل له الدافع الكبير والأساسي، وقد يكون هناك دوافع أخرى كتقصير الزوجة في بعض الأحيان، لكن ليس الرجل كاملا حتى تكون المرأة كاملة، وليس تقصيرها هو السبب الرئيس الذي يدفعه إلى التعدد. ولكي تتأكدي من أن السبب ليس من الزوجة بل من الزوج يكفي أن تعرفي أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قد تزوج على عائشة الصديقة وهي خير نسائه وأكملهن جمالا وعقلا وأحظاهن مكانة عنده، ومع كل هذه المواصفات التي لا يمكن أن تجتمع في غير عائشة رضي الله عنها، تزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرارا. وإن لم يقنعك هذا المثال وقلت في نفسك ذاك رسول الله، فانظري إلى فاطمة بنته رضي الله عنها وأرضاها، من مثلها في الجمال والكمال بأبي هي وأمي، وقد أراد زوجها علي بن أبي طالب وهو من هو في المكانة والعلم والخلق والدين أن يتزوج عليها، حتى قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر ونهاه عن ذلك، وفي هذا أعظم دليل على أن المرأة مهما كملت أخلاقها وحسنت صفاتها فإن الزوج قد يفكر في الزواج عليها. فليس رغبة الزوج في الزواج دائما بسبب تقصير من الزوجة أو عيب فيها، بل في كثير من الأحيان، لا يكون الدافع إلا مجرد الرغبة في الازدياد، وحب التغيير، والاستجابة لدافع الفطرة، وتلبية لحاجة النفس... وقد يكون لدى الزوج دوافع أخرى كتقصير الزوجة مثلا، لكنها ليست الدوافع الأساسية. إن المرأة لا يمكنها وهي امرأة أن تتصور دوافع الرجل إلى التعدد، كما لا يمكن للرجل أن يتصور آلام الطلق أو نفسية المرأة في الوحم، فهذه فوارق بين الجنسين لا يمكن شرحها، فللرجل نظرة إلى المرأة مختلفة تماما عن نظرة المرأة إلى الرجل، وغالبا ما نقع في إشكاليات كبيرة إن حاولنا أن نقيس الرجل على المرأة أو المرأة على الرجل. فلا لوم عليك أيتها الزوجة في هذا القرار الذي اتخذه زوجك، ولا دخل لك فيه، وإن كان ثمة أخطاء أو تقصير، فحاولي إصلاحها دون أن تربطي ذلك بالتعدد، إذ أن حسن التبعل هو واجب ديني وعبادة تتقربين بها إلى الله عز وجل. السعادة لا علاقة لها بالتعدد. إن كل زوجة إنما تخشى على زوجها من الزواج، خوفا من أن تفقد السعادة التي تعيش فيها، بالإضافة إلى ما تجده من الغيرة، لكن إن ضمنت المرأة أنها ستكون سعيدة في حياتها مع زوجها المتزوج فإن القلق سيخف كثيرا بل قد يزول إن تأكدت أنها لن تفقد سعادتها واستقرارها. من هنا نريد أن نقطع العلاقة بين التعدد والسعادة الزوجية، فليس معنى كون الرجل معددا أن المرأة ستفقد سعادتها وحب زوجها وعطفه عليها، بل بالعكس، ربما زاده ذلك عطفا وحنانا عليها، فليست الزوجة السعيدة هي التي تملك رجلا بدوام كامل، والزوجة التعيسة هي التي تملك رجلا بدوام جزئي، هذه المعادلة ليست صحيحة، فكم رأينا من أزواج يعانون التعاسة في حياتهم مع أنهم لم يتح لهم الزواج بأكثر من واحدة. إن سعادة المرأة مع زوجها ليس لها علاقة بالتعدد، والدليل على هذا أن المجتمعات الإسلامية قد عاشت طيلة القرون الماضية حياة هانئة سعيدة، وكان التعدد هو الأصل في المجتمع، وكان أصحاب الزوجة الواحدة حالة اجتماعية سببها الفقر أو عدم الكفاءة الاجتماعية، وليس لقائل أن يقول إن النساء كن تعيسات في حياتهن، بل هاهي الكتب مليئة بقصص النساء العظيمات ، اللواتي سطرن أسماءهن في كتب التاريخ، وكان لأزواجهم نساء غيرهن. إن مصدر المشكلة بالنسبة إليك أيتها الزوجة هو في جزئية صغيرة جدا، وهي أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، ولو كنا نعيش قبل هذا بزمن يسير، لما كان زواج زوجك يشكل مشكلة أصلا، فردة فعلك ناتجة أساسا من كون المجتمع أصبح يعتبر هذا الأمر غريبا، وإلا فلو كنا في غير هذا المجتمع، لكان رد فعلك لا يعدو نوبة غضب عابرة، فليس التعدد مشكلة كبيرة في حد ذاتها، لكن المشكلة الأكبر في نظر المجتمع لها، وما دام الأمر كذلك فعليك أن تعالجي موقفك مع المجتمع، لا مع زوجك. إن تحديد مصدر المشكلة مهم جدا كي نجد الحل المناسب، فما دام المجتمع هو الذي ينظر إلى الأمر ب فلا تقلقي من مستقبل علاقة مع زوجك، فالتعدد سيضفي على العلاقة نوعا من التجديد لا أقل ولا أكثر. التعدد وزيادة الحب إن الله عز وجل لا يشرع إلا ما فيه خير للمرأة وللرجل، ولا يمكن بل يستحيل أن يكون ثمة أمر في الشريعة يجعل حياة أحد الطرفين تعيسة لا تطاق، وهذه قاعدة ضرورية للتعاطي مع موضوع التعدد بشكل إيجابي. منطلق هذه القاعدة قوله تعالى: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به[2]) وقوله تعالى : (وما جعل عليكم في الدين من حرج[3]) وقوله : (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر[4]) فأي أمر شرعه الله عز وجل فهو في مقدورنا ونحن نطيقه، بل فيه اليسر والسعادة، فما دام أمر التعدد مشروعا، فهو أمر ميسور ولا بد، ولا يمكن أن يكون مما شرعه الله وقرره وهو لا يدخل في دائرة (وما جعل عليكم في الدين من حرج) لكن هذا لا يعني أن التعدد ليس فيه شيء من المشقة على الزوجة الأولى، إلا أن هذه المشقة داخلة في إطار الإمكان، متحقق فيها قوله تعالى : (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة[5]) فالحياة الطيبة مضمونة للزوجة الأولى وللثانية وغيرهما إن تحقق الشرط، وهو العمل الصالح. لذا فإن التعدد لا يحول دون الحب، بل إن كثيرا من الرجال لم يعرف حق زوجته الأولى ومقدارها عنده، إلا بعد أن تزوج غيرها، وكم رأينا من القصص العجيبة والأحوال الغريبة، التي حصلت لكثير من الرجال حين تزوجوا على زوجاتهم، حيث لم يكتشفوا حبهم إلا بعد الزواج من الثانية. إن كثيرا من الرجال كان يحلم بزوجة أخرى، بعد أن عاش فترة مع زوجته الأولى، حتى أصبح يرى الجمال في كل النساء إلا في زوجته، وينجذب لكل امرأة إلا لأهله، فما إن تزوج عليها حتى عرف مصداق قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من رأى منكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فليواقعها، فإن ما معها مثل الذي معها) وهذا في الحديث الذي رواه الدارمي وعبد الرزاق في المصنف بسند صحيح. نعم، إن كثيرا من الأزواج ازداد حبه لزوجته الأولى بعد أن تزوج عليها، لأن مكانة الزوجة الأولى لا تضاهيها مكانة، فهي التي تزوجته بكرا، وهي التي عاشت معه عنفوان الشباب. [1] ) النحل:97 [2] ) البقرة:286. [3] ) الحج:78. [4] ) البقرة:185. [5] ) النحل:97.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |