|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() العشر الأواخر من رمضان وزكاة الفطر د. محمد ويلالي قبل أيام قلائل كنَّا نبشِّر بقدوم رمضان، وكنَّا نسألُ الله - عز وجل - أن يبلِّغَنا إيَّاه؛ لنشهدَ نفحاته، ونَعُبَّ من خَيراته، ونستفيدَ من دروسه، وها نحن اليومَ نتحدَّث عن وداعه؛ إذ مضَى جُلُّه، ولم يبقَ منه إلا أقَله، فهل اعتبرْنا من انصرامِ الأيَّام، وكَرِّ اللَّيل والنهار، ونقْص السنين والأعمار؟! يقول - تعالى -: ﴿ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ ﴾ [الشورى: 47]. ويقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: ((افعلوا الخير دَهْركم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإنَّ لله نفحات من رحمته، يُصيب بها مَن يشاء من عباده، وسَلُوا الله أنْ يسترَ عوْراتكم، وأنْ يؤمِّنَ روعاتكم))؛ رواه الطبراني، وحسَّنه في الصحيحة. فإذا كنتَ فرَّطْتَ فيما مَضَى، فأمامك أيَّام أخرى هي من أفضل الأيام، وليالٍ هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق، فلا تضيِّعْها في اللَّهو والغَفْلة، فتكونَ من النادمين. تَنَصَّفَ الشَّهْرُ وَا لَهْفَاهُ وَانْصَرَمَا ![]() وَاخْتُصَّ بِالفَوْزِ بِالْجَنَّاتِ مَنْ خَدَمَا ![]() وَأَصْبَحَ الْغَافِلُ الْمِسْكِينُ مُنْكَسِرَا ![]() مِثْلِي فَيَا وَيْحَهُ يَا عُظْمَ مَا حُرِمَا ![]() مَنْ فَاتَهُ الزَّرْعُ فِي وَقْتِ البِذَارِ فَمَا ![]() تَرَاهُ يَحْصُدُ إِلاَّ الْهَمَّ وَالنَّدَمَا ![]() طُوْبَى لِمَنْ كَانَتِ التَّقْوَى بِضَاعَتَهُ ![]() فِي شَهْرِهِ وَبِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِمَا ![]() إنَّ رسولَنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - "كان يجتهدُ في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرِها"؛ كما رواه مسلم. وتقول عائشة - رضي الله عنها -: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخَلَ العشر، شدَّ مِئْزرَه، وأحيا ليلَه، وأيْقظَ أهلَه"؛ مُتفق عليه. قال النووي: "يستحبُّ أنْ يُزاد من العبادات في العشر الأواخر من رمضان، وإحياء لياليه". وقال سُفيان الثوري: "أحب إليّ إذا دخَلَ العشرُ الأواخر أنْ يتَهجَّدَ بالليل، ويَجتهد فيه، ويُنهِضَ أهلَه وولده إلى الصلاة - إنْ أطاقوا ذلك". وقال الشافعي: "أستحب أن يكونَ اجتهادُه في نهارها، كاجتهاده في ليلِها". رَمَضَانُ وَدَّعَ وَهْوَ فِي الآمَاقِ ![]() يَا لَيْتَهُ قَدْ دَامَ دُونَ فِرَاقِ ![]() مَا كَانَ أقْصَرَهُ عَلَى أُلاَّفِهِ ![]() وَأَحبَّهُ فِي طَاعَةِ الْخَلاَّقِ ![]() فكيف بعد هذا تَخْلد إلى النوم نهارَ رمضان، وتحضرُ الحفلات والسهرات ليلَه؟ كيف لا تستغل أيامًا ولياليَ ليس لها عِدْلٌ في السنة كلِّها؟! قال الحسن البصْري - رحمه الله -: "إنَّ الله جعَلَ رمضانَ مِضمارًا لخَلْقه، يستبقون فيه إلى مرضاته، فسبَقَ قومٌ ففازوا، وتخلَّف آخرون فخابوا، فالعجبُ من اللاعب الضاحِك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون". أَيُّ شَهْرٍ قَدْ تَوَلَّى ![]() يَا عِبَادَ اللهِ عَنَّا ![]() حُقَّ أَنْ نَبْكِي عَلَيْهِ ![]() بِدَمَاءٍ لَوْ عَقَلْنَا ![]() ثُمَّ لاَ نَعْلَمُ أَنَّا ![]() قَدْ قُبِلْنَا أَمْ حُرِمْنَا ![]() لَيْتَ شِعْرِي مِنْ هُوَ الْمَحْ ![]() رُومُ وَالْمَطْرُودُ مِنَّا ![]() ولقد صدَقَ مَن قال: "دقائق الليل غالية؛ فلا تُرخصوها بالغَفْلة". هذه الليالي العادية، فكيف إذا كانتْ ليالي رمضان؛ حيث أبواب الجنان مُشرعة، وأبواب النيران مُغْلقة، والشياطين مُصَفَّدة؟ يَا رِجَالَ اللَّيْلِ جِدُّوا ![]() رُبَّ صَوْتٍ لاَ يُرَدُّ ![]() مَا يَقُومُ اللَّيْلَ إِلاَّ ![]() مَنْ لَهُ عَزْمٌ وَجِدُّ ![]() يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |