التربية الخلقية بين الإسلام والعولمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 859 - عددالزوار : 118522 )           »          شرح كتاب الحج من صحيح مسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 56 - عددالزوار : 40123 )           »          التكبير لسجود التلاوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          زكاة التمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          صيام التطوع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيف تترك التدخين؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          حين تربت الآيات على القلوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3096 - عددالزوار : 366768 )           »          تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله جل وعلا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-04-2019, 02:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,235
الدولة : Egypt
افتراضي التربية الخلقية بين الإسلام والعولمة

التربية الخلقية بين الإسلام والعولمة


د. سليمان بن قاسم العبد


إن أخلاق الأفراد لن تكون بمعزل عن التغير في ظل العولمة، ولا شك في أن التربية الخلقية من أوليات التربية لدى المؤسسات التربوية العالمية على اختلاف أديانها وثقافتها للحفاظ على هويتها، فالأخلاق جزء من هوية الأمة، وتقوم التربية في تلك المؤسسات وفق الضوابط والأسس التي تحددها أديانها وثقافتها، ولا نتصور أمة من الأمم لا تعتني بالتربية الخلقية للنشء فيها، وإلا فإن معنى ذلك انهيار الأمة وزوالها، يقول الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
فبالأخلاق تبقى الأمم وبعدمها تزول، كما لا تأمن المجتمعات ولا تسود الألفة بين أفرادها، ولا ينمو اقتصادها إلا إذا كانت شعوبها على قدر كاف من التربية الخلقية.
ولقد عني الإسلام بالتربية الخلقية عناية شديدة، ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم أخلاقا"، وقوله: "إن من أحبكم إلي أحسنكم أخلاقا".
فإنه ما من خلق فاضل إلا وحث عليه الإسلام وليس هناك من خلق سيئ إلا وقد حذر منه، ولا غرابة في ذلك فالإسلام دين شامل لنواحي الحياة، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ).
وإذا نظرنا إلى هدف العولمة من التربية الخلقية؛ نجد غاية ذلك إعداد الفرد ليعيش مع غيره ويستمتع بهذه الحياة الدنيا فقط، أما التربية الخلقية الإسلامية فتهدف إلى ما هو أبعد من ذلك فهي تهدف إلى تحقيق غاية كريمة للفرد مع الجماعة في هذه الحياة، وكذلك تحقيق رضوان الله سبحانه وتعالى والفوز بالنعيم والنجاة من الجحيم يوم القيامة.
ولا شك في أن التربية الخلقية تحتاج إلى مقومات تقوم عليها وتكون سندا لها، فمن تلك المقومات وجود القواعد والضوابط التي تنظم تلك الأخلاق والتي تحدد أطرها وتبين نظمها وتحدد الحسن منها من السيئ، كما تحدد الجزاء على حسنها والعقاب على سيئها، ولا شك في أن هذا التنظيم موجود بالإسلام بصورة النصوص الشرعية، أما في غيره فإن هذا الإجراء التنظيمي يتمثل فيما يضعه البشر من القواعد والنظم أو العرف السائد فيما بينهم، وذلك كله محتمل للصواب والخطأ، إضافة إلى قصور النظرة البشرية ومحدوديتها.
ومنها الدوافع والموانع، أما الدوافع فهي تلك الأمور التي تدفع الفرد للتحلي بتلك الأخلاق، وهذا نجده في التربية الإسلامية بشكل واضح؛ كطلب رضا الله سبحانه وتعالى والفوز بالجنة، لما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال: "تقوى الله وحسن الخلق". أما الموانع فهي الأمور التي تجعل الفرد يمتنع عن الأخلاق السيئة.
ومن المقومات: وجود القدوة الخلقية المثلى، وهذه القدوة في التربية الإسلامية تتمثل في شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن كان غير حي فإن تفاصيل خلقه حية محفوظة للعالم مع بعده منه صلى الله عليه وسلم، فالأمم التي لا تؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الزمن لا تمتلك قدوة عالمية في هذا المجال.
ويضاف إلى تلك المقومات: موافقتها للفطرة البشرية، فإن العولمة لا تدرك ذلك، فكم هي الأخلاق التي تسود العالم وهي مخالفة للفطرة البشرية، ولكن التربية الخلقية الإسلامية لا يمكن أن تقر خلقا مخالفا لفطرة البشر.
فالتربية الخلقية الإسلامية إذاً هي التربية التي تمتلك المقومات العالمية والأهداف السامية، وبالتالي هي التي يجب أن تسود العالم، ولكن متى؟
إذا أدرك المسلمون ذلك وكانوا دعاة بأخلاقهم، قبل أن يكونوا دعاة بأقوالهم.

*أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية التربية – جامعة الملك سعود
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.98 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.50%)]