العلماء يكتشفون مفتاحا جديدا للتحكم بالاستجابة المناعية

[بسام زيد]

العلماء يكتشفون مفتاحا جديدا للتحكم بالاستجابة المناعية

26 أيار/ مايو , 2016
اكتشف فريق بحث يقوده علماء من معهد سانفورد برنهام بريبايس SBP .. اكتشف طريقة جديدة للتحكم برد الفعل المناعي . الدراسة التي نشرت مؤخراً في مجلة Immunity (المناعة) ألقت الضوء على السبب الذي يجعل من خلايا T المناعية تفشل في القضاء بشكل كامل على العدوى المزمنة .. أو القضاء على الاأورام السرطانية.
يفتح هذا الاكتشاف الباب على امكانية التحكم بسلوك الخلايا المناعية في العديد من التطبيقات العلاجية .. بما فيها العدوى .. أمراض المناعة الذاتية (مثل الصدفية, الروماتويد , التصلب اللويحي المتعدد والذئبية) .. وكذلك الاأورام السرطانية التي لا تستجيب للعلاجات المتوفرة حالياً.
تقول الدكتورة الأستاذة /ليندا برادلي/ : "لقد اكتشفنا أن هناك بروتينا يتوضع على سطح الخلية المناعية (من نوع T ) هذا البروتين الذي يحمل الاسم (PSGL-1) والذي يتصرف
كمنظم سلبي لعمل الخلية المذكورة .. فلدى هذا البروتين القدرة على إفشال الأشارات الكيميائية التي تتواصل بها الخلية وانهاك هذه الخلية .. وهذا ما تم التحقق منه من خلال التجارب على فئران المخبر ذات الاصابات الفيروسية والاصابات الورمية."
إن الخلايا المناعية من نوع T هي الخلايا المسؤولة عن تمييز وتدمير غزاة معينين .. سواء كان هؤلاء الغزاة قادمون من خارج الجسم (كالجراثيم والفيروسات) أم كان هؤلاء الغزاة من داخل الجسم نفسه (الورم السرطاني) .. إن عمل هذه الخلايا في التصدي للغزو هو عمل مضبوط بدقة بواسطة إشارات كيميائية مرسلة من خلايا أخرى .. ومع ذلك , فإن هذا العمل يقصّر أحياناً عن تحقيق هدفه كما هو الحال مع العدوى الفيروسية المزمنة والسرطانات التي تعيق الاستجابة المناعية عن طريق إضعاف خلايا T المناعية.
إن تعطيل عمل البروتين المكتشف المذكور (PSGL-1) سيؤدي إلى بقاء خلايا T المناعية فعالة لفترة أطول من المعتاد.
إن تعطيل هذا البروتين سيؤدي لتحسين استجابة خلايا المناعة للقضاء على الورم السرطاني أو العدوى الفيروسية المزمنة مثل (فيروس التهاب الكبد) .. بالمقابل .. فإن تفعيل هذا البروتين قد يكون وسيلة لايقاف الاستجابة المناعية والذي يمكن الاستفادة منه في علاج أمراض المناعة الذاتية (مثل الصدفية, الروماتويد , التصلب اللويحي المتعدد والذئبية وغيرها )
الدراسة التي تقودها الدكتورة برادلي تمت بواسطة فئران مخبر معدلة جينياً بحيث تفتقد لهذا البروتين المذكور .. لقد تمكنت هذه الفئران المعدلة من القضاء بشكل تام على نوع معين من العدوى الفيروسية والتي تستمر في العادة لأشهر في الحالة الطبيعية .
تقول الدكتورة برادلي:" إن القضاء على هذا النوع من الفيروسات هو مسألة نادرة .. فعندما نرى ذلك يحصل .. سنعلم أن البروتين المذكور PSGL-1 له دور أساسي في الحد من الاستجابة المناعية".
لقد أراد الباحثون التأكد من تأثير هذا التعديل في المناعة على احتمال حدوث السرطان .. فحقنوا تلك الفئران ذاتها بخلايا سرطانية .. فكانت النتيجة أن الورم الناتج ينمو بصورة أبطأ بكثير مقارنة بالفئران الطبيعية غير المعدلة.. مما يبين أن هذا البروتين ينظم استجابة خلايا T المناعية بشكل عام.
تقول الدكتورة برادلي:"لقد تلقينا الكثير من الرسائل من شركات دوائية تعبر عن اهتمامها ورغبتها في اكتشاف امكانية تطوير علاجات محتملة بناءً على نتائجنا."

ترجمة وتلخيص: بسام زيد
المصدر: http://www.news-medical.net/news/201...responses.aspx