أرجوكم.... مِئة مرة، مِئتي مرة، بل ثلاث مِئة مرة أن.....

[وليد نوح]

بسم الله الرحمن الرحيم

هلا قرأتم العنوان مرة أخرى، أو مرتين....


لم هذا التأفف والتضجر! لم أطلب منكم أن تقرؤوه مِئة مرة، ولا مِئتي مرة، ولا ثلاثَ مِئة مرة !


مرتان أو ثلاث تكفي كي يعتاد اللسان على النطق الصحيح لاسم العدد 100.

قال الشيخ شمس الدين محمد بن محمد الراعي الأندلسي في كتابه "انتصار الفقير السالك لترجيح مذهب الإمام مالك" (ص 338-340) :
" من اللحن القبيح الواقع لأكثر الخاصّة في هذه البلاد المصرية .... أنهم يقرؤون لفظ ( مئة ) على صورة كَتبـِها في صناعة الرسم ... (يقصد مائة على زنة ساعة)"انتهى كلامه.

فإذا كانت كلمة اللحن تعني: اللفظ البشع

وكلمة قبيح تعني: بشع،


فجملة "اللحن القبيح" تعني: "اللفظ البشع البشع"، فهو مضاعف البشاعة، فاحذر يا رعاك الله.


قال في جامع الدروس العربية - (ج 47 / ص 2)

"وإنما كانوا يكتبوها بزيادة الألف، يوم لم تكن الحروف تنقط، كيلا تشتبه بكلمة (فئة)"

و الآن قد انتهت العلة التي لأجلها أضافوا الألف رسمًا دون نطق، فلماذا الإصرار على رسمها ، و الإمعان في ظلم اللغة بنطقها نطقـًا غريبًا عجيبًا.

أيها الأخ الموقر:

أينما وجدت كلمة تعبر عن العدد 100، فرَسْمُها و نـُطقها يشبه كلمة "رئـَة" هذه التي تتنفس عن طريقها، فتـَكتـُب و تلفِظُ: مِئـَة، مِئتان، ثلاثَ مئة.


و لا تكتبها و لا تلفظها مثل زنة كلمة "ساعة" أي لا ترسمها "مائة" فهذا رسمٌ ألغي، و النطق به هكذا أصلاً بدعة لغوية إن صح التعبير.


تعال نحكـِّم كتاب الله فيما اختلفنا فيه: (أما رسم القرآن فمخصوص وليس موضع نقاش و لا مقارنة) و أما النطق بكلماته فهو الدليل، و اقرأ قوله تعالى:


{وَلَبِثـُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } (25) سورة الكهف


ألست تنطقها على زنة كلمة "رئة"؟


و هذه آية أخرى:


{وَأَرْسَلْنـَاهُ إِلَى مِائَةٍ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ} (147) سورة الصافات


ألا ترى بعينك أن حرف الميم في كلمة "مِائة" مكسور، و يقرؤها القراء "مِئة".


فإن أبيتَ أيها الحبيب أن تطيعني في ذلك كله، فأكرمني فقط (بكسر حرف الميم من كلمة مِئة، أينما وَرَدَت و كيفما كـُتبَت، مفردة أم مجموعة) فإن أبيت فلستَ بظالم ٍ إلا نفسك، و لستَ بمنتقصٍ إلا صورتكَ أمام الناس، فاللسان مرآة الإنسان.


وإن أكرمتني بالأولى فأكرمني بالثانية:
ألسنا نكتب العدد 3000 هكذا : ثلاثة آلاف، فلماذا نكتب العدد 300 هكذا: ثلاثمئة؟ هذا زواج غير شرعي،
بل اكتبها ثلاث مئة.

و لهذا، أرجوك مِئة مرة، و مِئتي مرة، و تسعَ مئةِ مرة أن تعيَ هذا الموضوع لا كـَوَعْي من يقرأ صحيفة ً يتسلى، لأن النسيان سيكون التالي، بل اعزم على ألا تخطئ بها مرة أخرى تعظيمًا لشأن اللغة العربية التي هي من شعائر دين الله.

{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } (32) سورة الحـج

مئة مئة

مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة مئة