|
الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]() ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )
بسم الله الرحمن الرحيم خطبة القيتها بتاريخ 5/ 10 /2012 في جامع الرحمن في ابي غريب الحمد رب العالمين وصلاة وتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين وتابعين ومن سار على نهجهم الى يوم الدين وبعد : إذا كنا قد تكلمنا في الجمعة الماضية على إن من الواجب على المسلم إذا عمل عملا أن لا ينتظر ثناء المادحين ولا شكر الشاكرين بل يبتغي بذالك وجه رب العالمين فان هذا لا يعني أن نقابل الإحسان بالاساء والمعروف بالنكران والإضاعة فقد جعل الله من أصول الإسلام ومبادئ الإيمان أن لا يكون جزاء الإحسان إلا الحسان فقد قال تعالى في آية محكمة بينة ( هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )(الرحمن ( 60)) وهكذا يُوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- أمته إلى الإقرار بالجميل، وشكر من أسداه، بل والدعاء له حتى يعلم أنه قد كافأه؛ فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن أتى عليكم معروفًا فكافئوه؛ فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه).رواه ابو داود والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين أيها المؤمن: إن نكران الجميل سبب العقوبة وزوال النعم، قال الأصمعي -رحمه الله-: سمعت أعرابيًا يقول: "أسرع الذنوب عقوبةً كفر المعروف"، وإننا لنرى اليوم كثير من صور نكران الجميل وعد الاعتراف بالفضل الجزيل ومنها ما نراه أو نسمعه من ان بعض النساء يحسن لهن أزواجهن دهرا من الزمن فإذا اخط مرة واحدة نست ما قدم وتذكرة ما قصر بل ان من النساء لو اوصت زوجها ان يشتري لها عشر حاجات من السوق فأتى بتسع ونسى العاشرة لقامت الدنيا ولم تقعد واصبح مقصرا في حقيها بل ولا يحبها ويريد ان يتزوج عليها ولقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء، يكفرن)، قيل: أيكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قط) ومن صور النكران ما نجده عند بعض الابناء وكيف يقابلون تربية ابائهم لهم وتحمل نفقتهم بالإساءة والعقوق ولا ويمضون وقتهم في طاعتهم وخدمتهم بل يقضون معظم وقتهم في عمل التسريحات والقصات والوقوف الساعات تلو الساعات أمام المرآة لوضع المساحيق والكريمات رغم أن الله آمرهم بمقابلة الإحسان بالإحسان ( وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) ومن صور النكران ما يحدث عندما ياتي احدهم ليستدين فياتي بمظهر التواضع والدين وبدء يقسم لك باغلظ الاقسام واليمين فاذا جاء موعد التسديد رايته يهرب منك من بعيد واذا قبضت عليه بدء يعطيك الوعد تلو الوعيد وبقية تمضي في رحلة قبض الدين السنوات تلو السنوات فاذا كانت هذه من صور نكران الجميل عند البشر فناتي الى صور الاحسان عند سيد البشر ونور القمر فمن ذلك حفظه ورعايته لمعروف نسائه، فقد حفظ لهن المعروف بعد وفاتهن؛ فمن ذلك حفظ لمعروف زوجته الأولى خديجة بعد وفاتها؛ فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "ما غرت على أحد من نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ما غرت على خديجة، وما رأيتها، ولكن كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة! فيقول: (إنها كانت وكانت..، وكان لي منها ولد) 8 . ومن ذلك حفظه المعروف لأصحابه الكرام، ومجازاتهم على ما بذلوه في نصرة الإسلام، والدفاع عن نبيه؛ فمن ذلك مجازاته لربيعة بن كعب؛ فعن ربيعة بن كعب -رضي الله عنه- قال: كنت أخدم رسول -صلى الله عليه وسلم- وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع، حتى يصلي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العشاء الآخرة، فأجلس ببابه إذا دخل بيته، أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- حاجة، فما أزال أسمعه يقول: سبحان الله! سبحان الله! سبحان الله وبحمده! حتى أمل، فأرجع أو تغلبني عيني فأرقد، قال: فقال لي يوماً لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه: (سلني يا ربيعة أعطك)، قال فقلت: أنظر في أمري يا رسول الله، ثم أعلمك ذلك؟ قال: ففكرت في نفسي فعرفت أن الدنيا منقطعة زائلة، وأن لي فيها رزقاً سيكفيني ويأتيني، قال فقلت: اسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لآخرتي فإنه من الله -عز وجل– بالمنزل الذي هو به، قال: فجئت فقال: (ما فعلت يا ربيعة؟)، قال: فقلت: نعم يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار، قال فقال: (من أمرك بهذا يا ربيعة؟)، قال: فقلت: لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني به أحد ولكنك لما قلت: سلني أعطك وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري وعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة، وأن لي فيها رزقاً سيأتيني، فقلت: أسأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لآخرتي، قال: فصمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- طويلاً، ثم قال لي: (إني فاعل، فأعني على نفسك بكثرة السجود) .. وغير ذلك مما سطرته كتب الحديث في حفظه صلى الله عليه وسلم للمعروف ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عظيم الوفاء لمن أحسن إليه وكان يقبل الهدية ويثيب عليها ويذكر المعروف ويجازي به بل كان يفعل أعظم من ذلك يشكر من أحسن إلى الناس فقد أعتق ابنة حاتم الطائي مكافأة لإحسان أبيها وفضائله على الناس وألبس المنافق عبد الله بن أبي بن سلول قميصه كفنا له مكافأة لمعروفه في إعطائه قميصه لعمه العباس يوم أسر في بدر وأوصى بالإحسان إلى الأنصار والتجاوز عن عثراتهم مقابل ما بذلوه في نصرة الدين والإحسان إلى المهاجرين وأوصى بأهل مصر خيرا لنسبه ومصاهرته لهم في مارية القبطية. فهذا خلق نبينا فاين نحن منه ؟؟؟ |
#2
|
|||
|
|||
![]() شكرا للمروركم
|
#3
|
|||
|
|||
![]() احسنتم وجزاكم الله خيرا
|
#4
|
||||
|
||||
![]() جزآكم آلله خيرآ ونفع بكم
__________________
,, ,, سبحان الله والحمد لله ولا إلــه إلا الله والله أكبر ,, أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |